وساوس وأفكار في الله عند الصلاة أرهقتني فكيف الخلاص؟

0 402

السؤال

السلام عليكم.

فأولا وقبل كل شيء: أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المفيد، وأسال الله أن يوفقكم لما فيه خير، وبارك الله فيكم وبجهودكم الجبارة.

أنا فتاة في 19 من عمري، مشكلتي بدأت عندما كنت صغيرة (سن 11 تقريبا) فقد كنت مولعة بمشاهدة الأفلام الهندية، وكما تعرفون فهم يعبدون آلهة مختلفة، ومع الوقت حفظت أسماء كل تلك الأخيرة, ولكن دون قصد بالطبع، والآن أصبحت كلما أهم بالصلاة, أو قراءة القرآن, أو الذكر, أتذكر تلك الأسماء, وتبدأ نفسي بتكرار ما أقوله لله على أنني أقوله لهم، وكأنني أعبدهم -والعياذ بالله- حتى أنني لا أستطيع مقاومة ذلك, رغم محاولاتي الكثيرة، لقد أصبحت أخاف القيام بالعبادات؛ لأنني أغضب الله عوضا عن أن أرضيه، وقد نويت حفظ القرآن الكريم لعل الله يغفر لي ذنبي هذا، ولكني أصبحت الآن أشك في صدق نيتي، حتى عندما أقوم الليل في ذلك السكون لا أخشع إلا في الركعات الأولى, ثم تأتيني تلك الوساوس لتنغص علي حياتي من جديد، إنني لا أتلذذ بعباداتي, وأصبحت أستحي من الدعاء للحي القيوم بسبب هذا الذنب العظيم الذي اقترفته في حقه.

أخشى أن يكون سبحانه غاضبا علي، وأن هذا عقاب دنيوي يتبعه عقاب الآخرة.

أرجوكم ساعدوني, وجزاكم الله خيرا.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rym حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

لقد أدركت -أيتها البنت العزيزة- خطر مشاهدة هذه المنكرات, والتفرج على هؤلاء الذين يعبدون غير الله تعالى، وأثر ذلك على قلبك، وهذه النتيجة ما هي إلا أثر من آثار المعصية؛ فإن هذا القلب يتأثر بكل ما تراه العين، فهي بريده ورسوله تنقل إليه الصور فتشوش عليه وتضره، ولهذا جاءتنا الشريعة السمحة التي شرعها لنا الرب الرؤوف الرحيم بحفظ الأبصار عن مشاهدة ما لا يجوز لنا مشاهدته.

ولكن مع هذا كله -أيتها البنت العزيزة- ينبغي أن تكوني مدركة تمام الإدراك أن حديث النفس هذا الذي يحاول من خلاله الشيطان أن يسيطر عليك, ويثبطك عن طاعتك لله تعالى, ويزهدك في العبادة, ويبغضها إليك، هذا الحديث كله لا أساس له من الصحة، ولست مؤاخذة بما يدور في نفسك من هذه الأحاديث التي يحاول الشيطان أن يلقيها في قلبك، بل كراهتك لها, وخوفك منها, ونفورك منها, دليل على سلامة إيمانك، فقد جاء بعض الصحابة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – يشكون إليه أن الواحد منهم يجد في صدره ما إن يحرق حتى يصير حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فلما رأى منهم النبي - صلى الله عليه وسلم – ذلك قال: (ذاك صريح الإيمان) فجعل كراهتهم للوساوس التي يحاول أن يلقيها الشيطان في قلوبهم, وبغضهم لهذه الوساوس، جعل ذلك صريح الإيمان، فلا يكرهها, ويبغضها, وينفر منها إلا المؤمن الذي وجد الإيمان في قلبه.

ومن ثم فنحن نستبشر خيرا بما أنت عليه من بغضك لهذه الوساوس، وينبغي لك أن تجاهديها, وتدفعيها عن نفسك، ولا خير في شيء يعينك على تركها مثل الإعراض عنها, وعدم الاسترسال معها، ولا تبني عليها أحكاما, فلا تتركي عباداتك, ولا تتركي ذكرك لله تعالى, وتقربك إليه بطاعته, بقراءة القرآن, أو بالصلوات خوفا منها، فأعرضي عنها تماما، وكلما وردت على قلبك فاستعيذي بالله تعالى منها؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – جعل الدواء النافع لوساوس الشيطان هو ما أرشد إليه بقوله: (فليستعذ بالله ولينتهي), فهذان دواءان نافعان بإذن الله تعالى:
أولهما: الإعراض والترك لها.
والثاني: الاستعاذة بالله تعالى, واللجوء إليه, والاحتماء به، فإنه سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم النصير، فلن يخذلك الله عز وجل، ولن يردك خائبة، فأحسني الظن بربك؛ فإنه تعالى يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).

أدي العبادة لله، وأكثري من التقرب إليه, والاستغفار، محسنة الظن به أنه سيقبل منك, ويثيبك على ذلك، ونحن على ثقة تامة -أيتها البنت الكريمة- بأنك إذا سلكت هذا الطريق فإننا على ثقة بأنك ستبشرينا في المستقبل القريب -إن شاء الله- بتحسن حالتك, وذهاب هذه الوساوس عن نفسك.

نسأل الله تعالى أن يطهر قلبك, وأن يحفظ لك دينك، وأن يثبتك على طاعته، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات