حركات غير إرادية لطفلي...ما تفسيرها وعلاجها؟

0 782

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو توضيح حالة ابني عمره سنتان ونصف، ذكي جدا، ويتكلم بطريقة جيدة، لكن إذا أراد النوم تأتيه حالة قبل النوم، وهي أنه يحرك يديه بصورة متكررة وشاذة، ويفتح عينيه وترمش، وأحيانا يبتسم ويحرك رأسه يمينيا ويسارا، ويصدر صوتا مثل الشخير!

إذا ناديناه باسمه لا يستجيب لنا، وكأنه لا يسمع إلا إذا لمسناه، وإذا أشغلناه بشي لا يفعله، وإذا تركناه يستمر لمدة ساعة أو أكثر، حتى يأتيه النوم، وإذا فاق في أثناء النوم لشرب الماء أو غيره لا يستطيع النوم إلا بعد ساعة.

لا تأتيه الحالة إلا إذا اشتغل بشيء، ونادرا تأتيه في أثناء اليوم إذا انفرد، ولا شيء يشغله، علما أننا ذهبنا به إلى المستشفى وعمل له إشاعه للرأس، وتخطيط للدماغ، وظهرت النتائج سليمة -ولله الحمد-

أتته هذه الحالة وعمره سنتان تقريبا، قرأت في الطب النفسي عن اللزمات العصبية، وكانت تقريبا نفس الأعراض، فهل حالة ابني تعتبر من هذه اللزمات أو ما يسمى (بالعرات)؟ وكيف نعالجها؟ وماذا نفعل إذا أتته الحالة؟

أرجو توضيح الحالة، ونحن لا يزعجنا في الأمر إلا أنه لا يستطيع النوم، ويتعب إذا أراد أن ينام.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله تعالى هذا الابن يتمتع بدرجة عالية من الذكاء، كما أن مقدراته اللغوية متطورة، وهذا بالطبع ينفي لنا تماما وجود متلازمة التوحد، والذي جعلني أطمئنك من هذه الناحية هو قطعا تخوفك وانشغالك بهذا الموضوع، حيث إن هذا الابن له بعض الرتابة والتكرار للحركات التي ذكرتها، والتي تحدث له قبل النوم.

إذن لا يوجد أي مؤشر أن هذا الابن يعاني من علة التوحد، أو أنه داخل في طيب هذه المتلازمة بأي حال من الأحوال.

الاحتمال القوي جدا هو أن هذا الابن ليس لديه مرض من أمراض اللزمات العصبية، ولكن الذي يصدر منه من حركات متكررة وشاذة كما وصفتها، وكذلك يفتح عينيه ، هو نوع من النمط الطقوسي الوسواسي الرتيب.

هنالك كثير من الأطفال تكون لديهم حركات رتيبة ذات طابع وسواسي، وتختفي غالبا دون أي نوع من التدخل العلاجي، فهي عابرة ومحدودة وتختفي كما ذكرت، وذلك حسب التطور الارتقائي للطفل.

الاحتمال الثالث – وهو احتمال ضعيف، ولكن لابد أن ننتبه له – هو أن هذا الابن - حفظه الله – ربما تكون لديه متغيرات بسيطة في كهرباء الدماغ، ويعرف أن بعض التشنجات قد لا تظهر في شكل تشنجات واضحة مثل التي اعتاد عليها الناس، ولكنها قد تظهر في شكل حركات لا إرادية، كما أن فتح العينين وعدم الاستجابة الاجتماعية للتواصل الخارجي قد يكون سمة من سمات وجود شحنات كهربائية بسيطة في الدماغ.

أرجو أن لا يزعجك هذا الأمر، وأنت قمت بتخطيط الدماغ وقمت بكل الفحوصات اللازمة، لكن يعرف تماما أن تخطيط الدماغ قد لا يكون دقيقا كمعيار تشخيصي، حيث حتى حالات الصرع الواضحة لا يكون تخطيط الدماغ فيها إيجابي إلا في حاولي خمسين إلى ستين بالمائة فقط من الحالات.
الذي أنصحك به هو أن تقوم بتصوير هذا الابن – حفظه الله – وهو في الوضع التي تظهر لديه هذه الحركات، قم بتصويره عن طريق التليفون أو عن طريق كاميرا فيديو واذهب بها إلى الطبيب المختص في الأمراض العصبية للأطفال، وبمشاهدته لها وفحصها وتحليلها يستطيع الطبيب أن يصل إلى تشخيص هذه الحالة، وهو على درجة عالية جدا من اليقين، لأن المشاهدة في كثير من اللزمات العصبية أو التشنجات الصرعية هي خير وسيلة للتشخيص خاصة حين تكون هذه المشاهدة بواسطة خبير مثل طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب.

هذا هو الذي أنصحك به، ولا تنزعج أبدا لهذا الأمر، وإن شاء الله تعالى سيتم حله تماما، والأمور الأساسية لدى الطفل كلها ممتازة وهذا هو المهم والضروري.

أسأل الله تعالى له العافية والشفاء والتوفيق والسداد للجميع.

مواد ذات صلة

الاستشارات