السؤال
السلام عليكم.
إخوتي في موقع الشبكة الإسلامية، دائما ما أثق في استشاراتكم، وأستشيركم في أمور حياتي الهامة، مشكلتي يا سيدي أنه تقدم لي شخص قبل أكثر من عام، وكان شخصا رائعا, وكنت موافقة عليه تماما, لكن كانت المشكلة في أهله فرفضته لصعوبة طبيعتهم ولأن مشاكلهم كثيرة، وهذا بعد الاستخارة والاستشارة -والحمد لله- ثم نسيت الموضوع تماما, وبعد فترة حلمت بأن أخته عندنا في البيت وتم فرش مائدة ومراسم عقد القران, ثم لم أهتم بالموضوع، ثم أختي الصغيرة حلمت بأني تزوجت به، ولم أهتم كثيرا بالموضوع، ثم أختي وبنت خالتي حلمتا نفس الحلم, قمت بتفسير الرؤيا لأني قلت بأنه لابد من تفسيرها، وهذه رسالة من الله يجب أن أعلم دلالتها, فقال لي الشيخ ستتزوجينه، هذا هو تفسير الرؤيا، ثم فسرت لي الرؤيا أيضا شيخة قالت لي ستتزوجينه، ودعي الأمور لقدر الله، ولم يحصل شيء.
مشكلتي الآن أنه تقدم لي شخص آخر قد يكون شخصا مناسبا، لكني لا أجد ذلك القبول العاطفي, رغم أنه شخص رائع، وأتذكر الرؤى وأنا أعلم تماما بأنه علينا التعامل مع الواقع لا الرؤى والأحلام.
أشيروا علي جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
لقد أحسنت أيتها الكريمة حين فوضت الأمور إلى الله تعالى، وهو أهل سبحانه وتعالى لكل خير، فأحسني ظنك بالله، واعلمي أنه أرحم بك من نفسك، وأعلم بما يصلحك، فإنه يعلم الغيب وأنت لا تعلمينه، ومن ثم فما لجأت إليه من الاستخارة أو الاستشارة هو دليل على رجاحة في العقل وكمال في الإيمان، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير ويرضيك به.
أما الآن فنصيحتنا لك أيتها الكريمة: أن لا تتأخري في قبول هذا الخاطب إذا كان مناسبا لك، ورأيت فيه ما يدعوك إلى نكاحه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – أرشد عليا - رضي الله تعالى عنه – بأن لا يؤخر الأيم – أي المرأة التي لا زوج لها – عن الزواج إذا حضر لها الكفؤ، وكما تعلمين أن فرص الزواج تقل وتكثر، ولا يصح أبدا أن يعتمد الإنسان على الأحلام ويترك الواقع أمامه، وإذا كان الله عز وجل قد قدر شيئا بخلاف هذا فسيكون لا محالة، فإن ما قدره الله كائن، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم – لأبي هريرة: (جف القلم بما أنت لاق يا أبا هريرة) فما قدره الله عز وجل سيقع لا محالة، لكن هذا لا يعني أبدا أن يترك الإنسان الأخذ بالأسباب، فالمطلوب من الإنسان أن يأخذ بالأسباب المشروعة، ثم يكل النتائج إلى الله.
فنصيحتنا لك أن تستخيري الله تعالى، وتشاوري العقلاء من أهلك وقراباتك في هذا الشاب المتقدم لخطبتك، فإذا رأيت أنه مناسب لك فلا تتأخري أبدا في قبوله، وفوضي الأمور إلى الله سبحانه وتعالى، وما قدره الله عز وجل سيكون، لكن نؤكد ثانية أنه لا ينبغي لك أبدا أن ترفضيه اتكالا على ما رأيت من الرؤى المنامية، فإن الرؤى وتعبيرها قد تصيب وقد تخطئ، وقد تكون أضغاث أحلام، وقد تكون غير ذلك، فلا ينبغي أبدا ترك اليقين الذي في اليقظة بما يجده الإنسان في منامه.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان.