السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة منذ نحو15 عاما وهى (تينيا) أو فطريات بين الفخذين، كانت متعايشة معي فترة طويلة بدون أي هرش، كانت فقط تلتهب كل فصل صيف يوما أو يومين ثم تهدأ، والآن أنا جربت معها كل أنواع العلاج، وكل مرة أستمر شهرا، وعندما لا يؤتي بنتيجة أنسى العلاج بسبب يأسى من علاجها.
لقد استخدمت كريم تيربين صباحا، وديرموزول كورت به كورتيزون مساء لمدة شهر، وبدون فائدة، ثم طبيب آخر وصف لي (لاميزيل) صباحا ومساء مع أقراص (تيربين) بعد الغداء، تؤخذ بالفم، ولكن دون فائدة، ولا أعرف كيف أتخلص؟! مع أن (التينيا) لا تستجيب لأي علاج !
هل صحيح أنه يوجد عدوى ذاتية من المريض لنفسه؟ أي يستمر في عدوى نفسه، وهل هي معدية للآخرين؟
أرجوكم أنقذوني وأرشدوني للعلاج الصحيح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كثيرا ما كنا نردد أن الطبيب الفاحص المعاين عليه أن يوثق التشخيص، وتوثيق التشخيص لا يتم بالعين المجردة بل لا بد من استعمال وسائل وإجراءات تشخيصية يقينية، تنفع في المحكمة، كإثبات ودليل على أن المرض الفلاني موجود، وهذا هو الدليل الذي لا يقبل الشك.
للوصول إلى ذلك في الفطريات يمكن عمل شيئين:
الأول: هو الفحص المجهري المباشر، ورؤية الخيوط الفطرية، وهي هنا ذات دلالة قطعية على وجود الفطريات.
الثاني: في حال عدم وضوحها أو الشك بوجودها نلجأ إلى الطريقة الثانية، وهي: الزراعة، والتي تنمو فيها الفطريات فوق وسط منمي للفطريات، ويكون لكل نوع من الفطريات شكل مزرعة مختلف عن الآخر، ويوجد في المراجع الطبية أطلس لأشكال المزارع وأسماء الفطريات المحدثة لها.
هذا النوع من التشخيص هو النوع اليقيني الأكبر، والموثق الأكبر، في تشخيص الفطريات.
إن وجود الأغصان الفطرية في الفحص المباشر يثبت وجود المرض الفطري، ولكن فشل الفحص المباشر في توضيح الأغصان الفطرية لا ينفي المرض، لأن الفاحص قد لا يكون خبيرا في قراءته.
كذلك الأمر، فإن وجود الأغصان الفطرية، ونمو المزرعة الفطرية على الوسط الخاص يثبت وجود المرض الفطري، ونادرا ما يفشل.
هناك التهابات عديدة تصيب هذه المنطقة، وقد لا تكون فطرية كما سنشير لاحقا إلى استشارة برقمها.
إن استعمال مضادات الفطريات الحديثة الموضعية أو الفموية لمدة كافية كما فعلت يوحي بأن ما تعاني منه هو ليس فطريات، لأن الفطريات غالبا ما تنتهي باستعمال العلاج الصحيح.
إن عودة الفطريات ممكنة، ولكن بوجود العوامل المهيئة لعودتها مثل البدانة، والرطوبة والسكري ونقص المناعة وغيره من الأسباب، والتي سنشير لاحقا إلى استشارة برقمها.
هناك وسواس الإصابة بالفطريات، حيث يشعر المريض بأن أي حكة أو احمرار في هذا الموضع هو فطريات، ويبدأ بالعلاج ويكرره على مدى أعوام، وهو في الحقيقة يعاني من التهاب جلد عصبي أو غير ذلك، ويعتقد أنه فطريات، وكذلك سنشير لذلك لاحقا إلى استشارة برقمها تناقش الموضوع.
العدوى من الشخص لنفسه لا تتم على مدى العمر، ولكن تتم إن كان هناك مرض فعال، وأما في حال اختفائه لا يكون هناك بذور للفطريات فلا تحدث العدوى .
الحل : مراجعة طبيب أخصائي أمراض جلدية، وذلك للفحص والمعاينة، وعمل الفحص المجهري المباشر، وكذلك المزرعة الفطرية، وفي حال تم توثيق التشخيص أخذ مضادات الفطريات، حسب إرشاداته، وتحت إشرافه.
أما إن لم يكن هناك فطريات فعلينا إزالة هذا الوسواس من أنفسنا، واعتماد التشخيص الأقرب الذي يشير إليه الطبيب الفاحص، واستعمال الدواء عند اللزوم بهدوء واطمئنان.
هذا وقد كنا ناقشنا حالات مشابهة نحيلكم إليها من باب التوسع، وإعطاء فكرة أوسع عن بقية الاحتمالات:
التينيا بين الفخذين في الاستشارة رقم (251078) مع بعض الإضافات في الرقم (297288)، وأما الاستشارة رقم (294169) فهي تناقش حالة احمرار وحكة بين الفخذين، وتدخل في تفصيل كل احتمال مثل الصدفية، الحزاز المحصور، الفطريات أو الخمائر والتهاب الجلد الدهني وأكزيما.
أخيرا، الوسواس من الفطريات قد ناقشناه في الرقم (2109314).
وبالله التوفيق.