السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا شاب بعمر 19 عاما، لكن شكلي العام وتصرفاتي وأسلوب حديثي مع الآخرين لا يظهر سني نهائيا، وكل من يراني يقول بأني بعمر بين 30 و35، وذلك لطبيعة عملي، فأنا أعمل في مجال المعدات الثقيلة، وشغلي شاق جدا؛ لذلك يظهر علي أني كبير في السن، لكنني وقعت في حب امرأة عمرها 32 سنة، تعمل طبيبة، وهي أيضا أعجبت بي وأحبتني، وعندما قررنا الزواج اكتشف أهلها أني بعمر 19 عاما، وتراجعوا عن الأمر قليلا، لكني أخبرتهم بأنه حلال، وأن الرسول الكريم تزوج بالسيدة خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه ب 15 عاما، فعادوا مرة أخرى إلى التواصل معي، وأصبحنا نعد للزواج الشرعي على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
سؤالي الآن: إلى أي سن تتحمل المرأة الوطىء والمعاشرة الزوجية؟ علما بأن فارق السن سيجعلها تصبح عجوزا أسرع مني بكثير، بمعنى أنها عندما تبلغ ال50 سأكون أنا في ال38، وأنا -والحمد لله- أشعر كل يوم أني أزداد فحولة، ولا أعلم إن كانت ستتحمل هي هذا الأمر أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد جابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يستر عيبك، وأن يوسع رزقك، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تعينك على طاعة الله ورضاه، وتكون سببا في سعادتك في الدنيا والآخرة.
بخصوص ما ورد برسالتك -أقول لك أخي الكريم الفاضل-: إنه مما لا شك فيه أن فارق السن ليس صغيرا بينك وبينها، ولكن ما تفكر فيه من حيث القدرة على الحياة الزوجية، وكذلك الإنجاب وغير ذلك، أعتقد أن هذه مسألة نسبية، لأنها تتفاوت من امرأة لامرأة، وما دامت المرأة فاهمة وواعية، خاصة وأنها طبيبة، ولديها معرفة بظروف النساء وأحوال الحمل والمعاشرة الزوجية وغير ذلك، أعتقد أن الأمر سيكون سهلا.
كونها ستكون هي في الخمسين وأنت في الثامنة والثلاثين من عمرك، هذا أيضا لن يقلل من قدرتها على إعطائك حقك الشرعي إن شاء الله تعالى، فإن المرأة إذا كانت تعيش في سعادة وأمن وأمان مع زوجها وتشعر بالرضى عن أدائه، وتشعر بالأمن في وجودها معه ويعاملها معاملة حسنة فإن سنها يظل كما لو كان صغيرا، ويظل لديها القدرة على العطاء إلى ما لا نهاية، لأن العبرة ليست بالسن بقدر ما هي بالاستقرار النفسي والأسري والاجتماعي، فإذا كانت سعيدة بك، إذا كانت مطمئنة معك، إذا كانت راضية عن حياتك معها وليست متمردة وليست ساخطة أو ناقمة، فأعتقد أنها تستطيع أن تواصل رسالتها معك إلى ما شاء الله تعالى.
الذي أخشاه -أخي الكريم (محمد)- أن هذه المرأة طبيبة وأنت رجل عامل، فقد يأتي يوم لتترفع عليك أو تتندر عليك، أو تستحي أن تخرج معك إلى الأماكن العامة على اعتبار أنك لست طبيبا وليست مهندسا ولست محاميا ولا قاضيا، لأن هذه الفوارق تلعب دورها حقيقة، وقد تكون الأخت الآن نظرا لأنه لم يتقدم لها أحد حيث إنها في الثانية والثلاثين من عمرها فهي راغبة في أن تتزوج بأي أحد فلم تجد أمامها إلا أنت.
لذلك أريدك أن تتأكد من هذه الناحية غاية التأكد، لأني أخشى أن تكون أنت عبارة عن رجل لقضاء الحاجة فقط، وبعد أن تنتهي مثلا المرحلة الأولى تعاملك معاملة مختلفة تماما وتقول أنت لست في مستواي، أنا كنت أستحق طبيبا أو مهندسا أو محاميا أو قاضيا، وأما أنت فاعمل فكان من حقك أن تكون مع امرأة عاملة مثلك.
أتمنى أن تدرس هذه المسألة بتأني، وأن تعرف أن هذه الأخت فعلا من هذه النوعية التي من الممكن أن تقلب عليك أم أنها فعلا من النوعية الأصيلة الفاضلة التي تحبك لذاتك ولدينك وأخلاقك، ولا ترغب في شيء آخر، ولا يأتي عليها يوم تندم فيه لمجرد زواجها منك، لأنه كما قال الشاعر:
(صلى وصام لأمر كان يطلبه *** فلما قضي الأمر لا صلى ولا صاما).
هذا مثل يضربه الناس لمن يريد قضاء حاجة معينة، فعندما تنتهي الحاجة ينقلب ظهرا على عقب وتظهر أشياء لم تكن في الحسبان ولم يكن يتوقعها الطرف الآخر.
لذلك فإني أقول لك بارك الله فيك: أتمنى أن تدرس نفسية هذه الأخت دراسة متأنية، وأن تعلم أنها اختارتك لذاتك لم تخترك لأي شيء آخر، وأنه ليس لديها الاستعداد أن تتخلى عنك، وأنها ليست من النوع المتكبر أو المغرور أو المتعجرف أو الذي يتعالى أو يتكبر على عباد الله.
تأكد من ذلك كله بارك الله فيك أخي الكريم الفاضل، فإن وجدت الأخت فاضلة ولطيفة وصاحبة دين وأن هذا الأمر لا يمكن التطرق إليه في المستقبل، فأرى أن تتوكل على الله ولا تلقي بالا لما تذكره الآن حاليا من مسألة المعاشرة الزوجية أو القدرة على الإنجاب؛ لأن هذه أمور بيد الله سبحانه وتعالى، وإن شاء الله تعالى بالاستقرار والتفاهم والمحبة سيتم التغلب على مثل هذه الفوارق بإذن الله عز وجل.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة الطيبة المباركة التي تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وأن يكرمك بذرية صالحة طيبة أيضا تقر بها عينك وأعين المسلمين جميعا، إنه جواد كريم.
لمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول الزواج مع فارق السن (المرأة أكبر) 251129 - 259624 - 287439 - 270344.
هذا وبالله التوفيق.