السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلخيص ما أمر به: يومي يمر دون أن أفعل أي شيء يثبت لنفسي أن لي فيه فائدة في الحياة، الكسل يتملكني بطريقة غريبة، إنني عاطل, ولا أبحث عن عمل، ولا أعرف لماذا لا أبحث عن عمل يثبت أن لي قيمة! أحس أنني فقدت الشعور والإحساس أمام حياتي، دائم الجلوس أمام الكمبيوتر، لا أخرج من البيت كثيرا، لا أتكلم كثيرا، لا أختلط بالناس كثيرا، أحس أن هناك شيئا غريبا للغاية يسيطر علي، والدتي دائما ما تقول لي: اذهب وابحث عن عمل، وأقول لها: -إن شاء الله- سأذهب، ولا أبحث، ووالدي أيضا.
أشعر أنني محبوس داخل غرفة, لا أستطيع الخروج منها أبدا، أسهر كثيرا أمام الكمبيوتر وأنام نهارا، كنت أشاهد المواقع الإباحية كثيرا وأفكر في الجنس كثيرا، وكنت أفعل العادة السرية, وعاقبني الله في صحتي, وليغفر الله لي.
أرجو نصيحتي: ماذا أفعل لكي أتغير وأغير حياتي وأتمتع بشبابي؟ فأنا أشعر أن الأيام تمر بسرعة كبيرة.
شكرا لحضراتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فأنت تعرف الداء، فقد فصلته وشرحته، ويجب أن تعرف الدواء أيضا.
الدواء يتمثل في أن تغير مسارك، مسار حياتك، أنت ذكرت أنك كنت تشاهد المواقع الإباحية كثيرا, وتفكر في الجنس, وتمارس العادة السرية، وأرجو أن تكون قد تبت توبة نصوحا الآن، وهذا هو الذي يفيدك -أيها الفاضل الكريم-
الإنسان يجب أن يشعر أنه قد كرم عند الله تعالى، وهذا التكريم لم يأت من فراغ – حاشا – هذا التكريم أساسه نعمة العقل الذي وهبنا الله تعالى إياه، والإنسان مكلف بعمارة الأرض، وعمارة الأرض لا تأتي إلا بالأفعال، لا تأتي أبدا بالأماني، وخير الناس هو الذي يفيد نفسه, ويفيد الآخرين.
أنا أؤكد لك أنه لا أحد يستطيع أن يغيرك إذا لم تغير نفسك، فالحق واضح, والباطل واضح, والخير معروف, وكذلك الشر، أرجو أن تختار لنفسك طريق الخير, وطريق الحق, وطريق الفعالية.
أولا: لا بد أن تغير من نمط حياتك، لا بد أن تضع برامج يومية عملية تطبقها بحذافيرها، ابدأ بصلاة الفجر، وهذه الأمة قد بورك لها في بكورها، فيجب أن تستفيد من ذلك، وماذا بعد صلاة الفجر؟ ضع لنفسك برنامجا مفيدا، اخرج، ابحث عن عمل، قدم هنا وهناك، لا تيأس أبدا, ضع لنفسك برامج ملزمة, شارك أسرتك في إدارة المنزل, وإدارة الأسرة، كن بارا بوالديك، وأعتقد أن أحد وسائل هذا البر هو أن تحقق لوالدتك أمنيتها؛ لأن أمك تريد أن تراك في أحسن حال, وفي أحسن وظيفة, ودائما الآباء والأمهات يتمنون أن يكون أولادهم وبناتهم أفضل منهم، وقد لا يقبلون ذلك للآخرين, حتى وإن لم يكن فيهم شيء من الحسد، فأنت مطالب أن تنهض بنفسك، ولا أحد يستطيع أن يغيرك، أنا أؤكد لك ذلك، أنت الذي تغير نفسك، لا ترض لنفسك الدونية، استشعر نفسك، فأنت لديك الطاقات البدنية والجسدية والنفسية، إنك طاوعت نفسك فقط، انجرفت بنفسك، استسهلت الأمور، لا، كن منافسا، كن يقظا، كن قويا، كن فاعلا، لا تضيع هذه الأيام الطيبة من عمرك، نحن في عالم تنافسي, في تسابق شديد، وسلاح العلم والدين هما الأفضل للإنسان حتى ينجح.
أنت لديك مهنة، لديك مؤهل، طور نفسك علميا وأكاديميا، تواصل مع الناس، صل الصلوات الخمس في المسجد، اجعلها أعمدة رئيسية تدير من خلالها وقتك، ماذا أفعل بعد الصلاة، ماذا أفعل قبل الصلاة؟ وهكذا.
أيها الفاضل الكريم: لا حل غير ذلك، هذا هو الحل، وقد عرضناه عليك، وأنت تعرف الخير والشر - كما ذكرت لك - والحق والباطل، أنت رجل مستبصر، كامل العقل والشعور، ومرتبط بالواقع، وحكمك على الأمور صحيح, استفد من هذه الركائز، وانطلق، ومن جانبي أسأل الله لك التوفيق والسداد.