السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل محمد عبد العليم: سألتك سؤالا يتعلق بالوسواس القهري، وكان رقم الاستشارة (2132149)، وتمت الإجابة عنها في قسم العيون على سؤال يخص العيون، أرجو من حضرتك التوضيح، ربما يكون هناك خطأ ما، وأريد أن أسأل حضرتك أيضا, هل اللسترال يفيد في علاج الوسواس القهري؟ لأنني تداويت بأنفرانيل لفترة طويلة، ولم يحدث تحسن بشكل كبير, وقرأت لحضرتك في الموقع أن اللسترال مفيد جدا في علاج الوسواس القهري، وليس له آثار جانبية.
أفدني أفادك الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نأسف تماما على أي التباس قد يكون حدث فيما يخص استشاراتك السابقة، وأنت وردت لك استشارة تحت رقم (2131653), وقد كان سؤالك يتمركز حول الوساوس القهرية وعلاجها، وأنا قمت بالإجابة عن تلك الاستشارة, فأرجو التفكر فيها, والتمعن فيها، فهي مفصلة وواضحة جدا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
وهنا أود أن أضيف أمرا آخر، حيث إنك تسأل عن موضوع اللسترال، وهل هو يفيد أو لا يفيد؟
كلمحة تاريخية بسيطة أود أن أوضح لك أن الأنفرانيل هو أول دواء تقريبا أثبت فعاليته في علاج الوساوس القهرية، لكن الإشكالية الأساسية هي أن فعالية الأنفرانيل لعلاج الوساوس القهرية قد تتطلب أن تكون الجرعة عالية.
في بعض الحالات يحتاج المريض إلى مائتين وخمسين مليجراما في اليوم، وهذه الجرعة ربما يصعب على المريض تحملها؛ لأن الأنفرانيل له آثار جانبية كثيرة، مثل الشعور بالجفاف في الفم، الشعور بالكسل، الخمول، الإمساك، الثقل في العينين، وهكذا, وبالنسبة للرجال ربما يؤدي إلى تأخر مريع في القذف، والبعض قد يشتكي من صعوبات جنسية.
لذا حين ظهرت أدوية الجيل الثاني والثالث حلت الكثير من الآثار السلبية التي كان يسببها الأنفرانيل بالرغم من فائدته الكبيرة، فكما ذكرت أن الأنفرانيل له وضع تاريخي خاص جدا فيما يخص العلاج الدوائي في الطب النفسي.
في الاستشارة السابقة أنا ذكرت لك أسماء الأدوية التي يمكن أن تكون مفيدة في علاج الوساوس القهرية، وهي تنتمي إلى مجموعة تعرف بمسترجعات السيروتونين الانتقائية، وتكلمت بالتفصيل عن عقار فافرين (فلوفكسمين)؛ فهو دواء أثبت جدارته, وفعاليته كبيرة جدا في علاج الوساوس القهرية، ونحن حين نصف دواء نراعي أمورا كثيرة:
أولا: لا بد من الطبيب أن يكون عارفا ومدركا تماما بهذا الدواء، وذلك اعتمادا على الأبحاث العلمية، وتجربته العملية.
ثانيا: يجب مراعاة سلامة الدواء، حيث إن عمر المريض مهم جدا، ففي بعض الأدوية مثلا لا تناسب كبار السن، أو لا تناسب النساء، وهكذا.
ثالثا: الذي نراعيه أيضا هو السعر، فأنا حريص جدا على معرفة سعر الأدوية؛ لأن بعضها مكلفة, وظروف الناس غير متساوية، فلابد أن نكون واقعيين حين نصف الدواء اعتمادا على العوامل السابقة التي ذكرتها لك.
إذا أردت أن تبدأ الفافرين -كما ذكرت لك- فأعتقد أنه علاج متميز، وإن أردت أن تستبدله باللسترال فليس هنالك ما يمنع، اللسترال أيضا دواء فاعل وممتاز.
فقط اللسترال ربما يكون تأثيره الجنسي أكثر قليلا من التأثير الجنسي الذي قد يحدث من الفافرين، وحين أقول التأثير الجنسي أعني تأخير القذف، والبعض قد يشتكي من ضعف بسيط في الانتصاب، وإن كان الكثير من الناس يأتون ويقولون أن أداءهم الجنسي قد تحسن بعد تناول هذه الأدوية، وذلك نسبة لزوال القلق.
عموما جرعة اللسترال هي أن تبدأ بحبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسون مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة مساء، أو حبة واحدة صباحا وحبة مساء، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر.
بعد ذلك تخفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
ولا بد أن يكون هنالك تدعيم سلوكي شامل وكامل للدواء الذي سوف تختاره، الفافرين أو اللسترال حسب ما تريد, وحسب ما هو متيسر.
أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.