السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك امرأة لا تترك ولدها البالغ من العمر (8) أشهر أن ينظر إلى متبرجات في التلفاز، أو أن يسمع الموسيقى! فهل هذا من الدين؟ خاصة أنه صغير السن، وهل هذا تشدد؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك امرأة لا تترك ولدها البالغ من العمر (8) أشهر أن ينظر إلى متبرجات في التلفاز، أو أن يسمع الموسيقى! فهل هذا من الدين؟ خاصة أنه صغير السن، وهل هذا تشدد؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن حاسة السمع تعمل والإنسان في بطن أمه، وينتفع الطفل بتلاوة والدته للقرآن، ويتضرر من سماع الغناء والعصيان، وأما حاسة البصر فتعمل بعد خروجه من بطن أمه، وكم هو سعيد من يسمع خيرا ويرى خيرا، قال تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة} ومن هنا يتضح أن السمع والبصر من أهم الأمور في تكوين القوى العقلية في الإنسان.
لا شك أن السؤال عن السمع والبصر بالنسبة للإنسان يبدأ في عمر التكليف، ولكن الفرق كبير بين سماع الخير والذكر والقرآن، ومشاهدة الركوع والسجود لمالك الأكوان، وبين من يستمع الغناء والغيبة والكذب ويشاهد الدجل والعري، نسأل الله أن يحفظ لنا ولأطفالنا هذه الحواس.
نحن في الحقيقة لا نستطيع أن نقول هذا تشدد، لأننا على يقين من أن الطفل ينتفع ويتضرر بما يسمع ويرى، ومن هنا كان حرص الشريعة على أن تكون العلاقة بين الزوجين مودة ورحمة، وأن تكون البيوت عامرة بالصلاة والذكر والقرآن، (لا تجعلوا بيوتكم قبورا واجعلوا فيها من صلاتكم وقرآنكم).
ولا يخفى على أمثالكم خطورة مشاهدة التلفاز على الأطفال من الناحية الصحية والنفسية، خاصة عندما تزيد المشاهد عن أربعين دقيقة، وعندما تكون المواد المشاهدة مسمومة، وتذكروا أن الله سبحانه يخاطبنا بقوله: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا} وأرجو أن ندرك جميعا أن هذا الإنسان كائن معقد، وأنه أدق من كل أدوات التصوير والتسجيل والرادارات، ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما لا يعاشر في حجرة فيها طفل رضيع، ولم يبن النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة إلا بعد أن أخذ عمار بن ياسر رضي الله عنه طفلتها، وبعد أن تأكد من خلو المكان، والدراسات تثبت أضرار مثل تلك المناظر، وكذلك الأصوات المزعجة المخيفة وأفلام العنف ونحوها.
لكننا ننبه إلى أننا لسنا بحاجة إلى أن نقول لطفل في هذا العمر هذا تبرج وعري، ونحو ذلك من الكلمات، ولكن من مصلحتنا ومصلحة الصغار أن نبتعد عن كل ما لا تفضله هذه الشريعة.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وبالله التوفيق والسداد.