طفلي يبكي كثيرا، ومتعلق بي كثيرا...فكيف أتصرف معه؟

0 592

السؤال

عندي طفل واحد، يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، كثير البكاء وكل شيء يريده له، متعلق بي بدرجة كبيرة، ولا يختلط مع الأطفال كثيرا، ولا يحب اللعب معهم، وحتى أنه لا يريد أن يجلس عند أهلي أو النوم عندهم حتى إذا نمت عند أهلي، يجلس يبكي، يريد الذهاب إلى بيتنا، ونصحت والده بأن ندرسه في الروضة هذا الفصل، ولكنه رفض بسبب البرد، وأجلها للسنة الجديدة، وأنا الآن حامل، وخائفة جدا إذا أنجبت يتعلق بي زيادة.

فما الحل؟

عندي طفل يبلغ من العمر ثلاث سنين ونصف، يتبرز على ملابسه، وهو يعلم أنه وضعها على ملابسه، فعلت معه جميع الحلول، ولكن دون جدوى، مع العلم أنه الطفل الوحيد في البيت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مشعل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

مما لاشك فيه أن ضربك له يمكن أن يكون وراء ما وصفت في سؤالك من أنه لا يدافع عن نفسه، وكما يفعل معك، فهل هناك مرة قام بالدفاع عن نفسه عندما تضربينه، بالطبع لا، فلماذا يختلف الأمر الآن عندما يضربه الآخرون.

بالإضافة طبعا إلى أن ضرب الطفل وهو في هذا السن الصغير، من شأنه أن يضعف ثقة الطفل بنفسه، وتقديره لذاته، مما ينعكس سلبيا على الكثير من جوانب شخصيته، وموقفه من نفسه والآخرين والدنيا عموما.

ما نريد أن نعلمه إياه هو أن لا يعتدي على الآخرين، ولا يسمح للآخرين بالاعتداء عليه.

لا نريد مبدأ الجاهلية "إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب" وإنما نريد المبدأ العمري لعمر بن الخطاب "لست بالخب ولا الخب يخدعني".

عندما نتوقف عن ضرب الطفل فإن هذا سيعزز ثقته بنفسه، وبالتالي سيجد من نفسه القوة والعزيمة والحماس للدفاع عن نفسه وعن حقوقه.

الجانب الآخر للسؤال هو ما ورد في جوابي على سؤال مشابه لإحدى الأمهات على هذا الموقع، وهو ضرورة أن نثقف أنفسنا نحن معشر الآباء والأمهات، في مهارات تربية الأطفال، وأن نتعلم ونتدرب على مهارات أخرى للتربية وبحيث لا نحتاج أصلا لضرب الطفل وهو في هذه السن اليافعة.

وأرجو من الأخت السائلة أن تقرأ الإجابة السابقة لهذا السؤال المشابه، والذي يتلخص في:

• أهم سبب للسلوك "المتعب" عن الطفل هو رغبته وحاجته في جذب انتباه أحد والديه.

• إن لم نعط أطفالنا الانتباه على السلوك الحسن، فسيأخذه منا بالرغم منا على السلوك الشيء.

• السلوك الذي نعطيه عليه الانتباه، فالأصل أن يتكرر مثل هذا السلوك، فلنختر ما هو السلوك الذي نريد أن نعززه عند الطفل، ونريده أن يكرره.

• حاولي، كأم، أن تكون عندك بعض الهوايات للترويح والتخفيف عن نفسك، مما يخفف توترك، ولا تشعري بالحاجة لصب جام غضبك والانزعاجك على طفلك الصغير!

وفقك الله ويسر لك الخير مع طفلك الصغير.

مواد ذات صلة

الاستشارات