السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرتم لي باستشارة سابقة رقم 2131766 (أنه لأمر ممتاز أن أخطط لعمل ما ثم أنجز منه فقط 50%) أريد أن أعرف أين الميزة في أن أنجز نصف ما أخطط له؟ مع أني بالجدول عملت حساب ضياع الوقت والأكل والشرب والصلوات والنوم!
أتألم عندما أجد من معي ينجزون، وأنا أتفنن في الكسل وتضييع الوقت! وقد حاولت تغيير المكان لكني لم أجد مكانا جيدا، فمن المستحيل الدراسة في المدرسة بين الحصص، فشباب المسجد الذي أصلي فيه مزعجون، ويسببون الأمراض النفسية لي، وقد لا أستطيع اتقاء شرهم، فكيف أدرس في المسجد؟ حاولت الدراسة عند صديق، لكن 75% من الوقت يذهب هباء منثورا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم يمكن للإنسان أن يخطط، ومن ثم يحقق نصف ما خطط له، لأن من طبيعة الناس أننا عادة نخطط أكثر مما نستطيع، وأكثر مما يتيح لنا الوقت، وإن لم يكن 50% فربما 60 أو 70 %، وقد يختلف هذا من وقت لآخر، ومن ظروف لأخرى، العادة أنك إن أنجزت 20% ومن ثم 40% وهكذا فستجد أن نسبة الأداء والتحقيق ترتفع شيئا فشيئا.
الثقة بالنفس والأداء والعطاء والتدرج، يأخذ بعض الوقت، وعلينا أن لا نطمع بالنقلات الكبيرة جدا والتي تخالف طبيعة الأشياء، والحديث النبوي الشريف يقول: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) فالقليل مع الاستمرار كثير، والكثير مع الانقطاع قليل من خلال الزمن.
الدراسة في المدرسة، أو الدراسة في المسجد، أو الدراسة مع صديق، هذه مجرد اقتراحات، وقد أفادت أناسا كثر، وليس بالضرورة أن تناسب كل شخص، ولكنها تبقى اقتراحات، وأنت تأخذ منها ما يناسبك وظروفك، ولاشك أنه يمكنك التفكير في عدد آخر من المقترحات التي تناسب ظروفك وطبيعة شخصيتك وإمكاناتك، كالمكتبة العامة في مدينتك، وبيتا من بيوت قريب لك، أو الحديقة العامة (في الجو المناسب) وأنا أعرف من الطلاب من كان يدرس في غرفة صغيرة في سقف البيت "سقيفة" والتي تستعمل كمخرن لحفظ حاجات البيت والمؤونة!
إذا لم تجد مكانا خارج البيت، فلابد من العودة مجددا لإيجاد زاوية هادئة من زوايا بيتك، أو غرفة صغيرة، المهم أن تركز تفكيرك على ما تريد أن تدرسه، وأن تضع رأسك بالكتاب، وتتوكل على الله، وهناك مثل انكليزي معناه جميل يقول (If there is a will, there is a way) أي أنه إن وجدت الرغبة والعزيمة فسنجد الطريق.
وبالله التوفيق.