السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ولكم بهذه المنارة العلمية، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع الأمة بكم، أريد منكم -حفظكم الله- أن يتسع صدركم لبعض الأسئلة التي جعلتني مرتابا في أمري.
هناك العديد من العلماء الأجلاء، لا يمكن أن نشكك فيهم، مثل الشيخ الألباني, ابن القيم, الشيخ محمد بن صالح العثيمين, عبد العزيز بن عبد الله بن باز, لكن كيف يمكنني معرفة الصواب في ظل هذه الحركات المنتشرة الآن من تكفير، وهجوم على العديد من الشيوخ الأجلاء، كيف أختار طريقي بلا لبس؟ أريد منكم مساعدتي من خلال إرشادي إلى بعض الكتب للمبتدئين، لأتعلم الدين على وجه صحيح، فأنا من تونس، وما كنا نعيشه من محاولات إبعاد الدين معلومة للجميع.
اعذروني إذا بدر مني خطأ في الكتابة، وأرجو أن تدعوا لي بالثبات والهداية، أستودعكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ oussama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أيها الولد الحبيب بين آبائك وإخوانك في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
نحن نشكر لك حرصك على طلب العلم الشرعي، فهذا أهم عمل ينبغي للإنسان المسلم أن يعتني به، فيجب عليه أن يتعلم ما يتعلق بالفرائض التي تجب عليه، وما زاد على ذلك فهو من نوافل الأعمال، ونافلة العلم من أفضل النوافل كما قرر ذلك العلماء، فهو البصيرة التي أخبر الله عز وجل بأن محمدا - صلى الله عليه وسلم – وأتباعه عليها، وهو قائد للعمل، فإذا صح العلم صح العمل تبعا له، وقد أمر الله تعالى به قبل العمل، فقال جل شأنه: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} وعلى هذا بوب الإمام البخاري - رحمه الله تعالى – فقال: (باب العلم قبل القول والعمل).
ومن ثم فنحن نشد على يديك أيها الحبيب لتبذل وسعك وجهدك في طلب العلم الشرعي، وتحصيل ما تقدر على تحصيله، وقد أحسنت أيها الحبيب حين أدركت بأن الناس في هذا الباب طرائق، ولهم مناهج، ومما لا شك فيه ولا ريب أن الخير كل الخير في اتباع من سلف، فما صلح به أول هذه الأمة يصلح به آخرها، وما كان دينا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ومن تبعهم بإحسان من القرون المفضلة فهو اليوم دين.
ومن ثم فنحن نوصيك أيها الحبيب بأن تبحث عن هذا المنهج وعن حملته، فتتعلمه وتدعو إليه، وقد أصبت في من ذكرت من العلماء الأجلاء ممن عرفوا بسلامة العقيدة وصفاء المنهج وصحة العلم، فهم مقتدون تابعون لأسلافهم يحملون من العلم ما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – والتابعين والأئمة الأبرار كالشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل ومن شاكلهم، فالزم هذا الركب أيها الحبيب وتعلم على الطريقة التي علموها للناس تظفر بإذن الله تعالى بالخير الكثير.
وخير ما نوصيك به ونرشدك إليه أن تطلب العلم مبتدئا بصغاره قبل كباره، مرتبا بحسب الأولية، فتبدأ بدراسة ما تحتاجه من علم العقيدة بأن تدرس أصول الإيمان، ومن أحسن الكتب المختصرة المؤلفة في هذا (شرح أصول الإيمان) للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى – وكذلك ما كتبه الشيخ (عمر الأشقر) - رحمه الله تعالى – في سلسلة العقيدة حول أصول الإيمان الستة، ثم تدرس بعد ذلك شروح كتاب التوحيد ومن أحسنها شرح الشيخ ابن عثيمين، وشرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية – أيضا شرحها الشيخ ابن عثيمين – وفي الفقه ننصحك بأن تتدرج أيضا فتدرس الصغير قبل الكبير، ومن الكتب النافعة الملخصة في الفقه للشيخ الفوزان، ثم إذا ارتقيت قليلا فدرست كتابا منهجيا كـ (زاد المستقنع) شرح الشيخ ابن عثيمين، وكل هذه الدروس العلمية وغيرها تجدها متوفرة يسيرة عليك الوصول إليها بإذن الله تعالى على المواقع، ومن المواقع النافعة جدا في هذا الباب موقع العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى – فعليه دروسه مسجلة، فلو عكفت على قراءتها ودراستها فإنك ستخرج بخير كثير.
ونوصيك بتجنب أهل الأهواء، لا سيما من اشتهرت مقولتهم بتكفير المسلمين، فإذا عرفت العلم الصحيح عرفت بعد ذلك أهل الحق، فنوصيك أن لا تشغل نفسك بتقويم الناس وتقويم الجماعات، وأن لا تتبع كل من هب ودرج، ولا تكن تابعا لكل ناعق، فاعرف العلم الصحيح أولا عن طريق هؤلاء العلماء الذين سميتهم وذكرتهم، وإذا عرفت الحق عرفت بعد ذلك أهله.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.