أصابتني حالة عدم الشعور بالذات، ما العلاج؟

0 666

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوف أسرد لكم معاناتي بالتفصيل الممل، وقد أكتب أمورا من الممكن لا تفيد، لكن لكي أوضح لكم الصورة كاملة.

في البداية أول بداية لمعاناتي كانت في إجازة صيفية لصف أول متوسط، أي قبل حدود 6 سنوات، وأنا الآن أبلغ 19 سنة.

حيث كنت في المسجد صلاة المغرب، وفجأة أحسست أنني أنا لست أنا، شعور بفقدان الذات، وفجأة تمسكت بأبي، وبدأت أصرخ لا شعوريا، ومن بعدها أصبحت تأتيني هذه النوبة كل إجازة أو في وقت الفراغ أشعر بأني أصبحت لست الشخص الذي كان بالسابق، قد أفسرها الآن بأنها تغير الشخصية، لا أدري ما هي بالضبط.

سوف أقوم بسرد بعض الأمور التي قد تفيدكم، عندما كنت طفلا في عمر 9 سنوات كنت أخاف من النوم في الظلام، واسهر ساعات طويلة وأنا أترقب وأخاف من الجن والحرامية كما كنت أعتقد، وكذلك دورة المياه حيث كانت بيت الجن، لدرجة أنني لا أغلق الباب بالمفتاح حين دخولها، كذلك بعض الأولاد يتعرضون لي ببعض السب، وعند انهاء المرحلة المتوسطة تغيرت الحالة مع زملائي، أصبحت مرحا في الفصل، بالإضافة إلى أنني قد أكون حساسا، وكنت أكثر من التفكير دائما.

هذه الحالة تتصف عند حدوثها ببرودة الأطراف، وسرعة نبضات القلب، والرجفة، والغثيان بعض الأحيان.

بعدها تستمر حالة من فقدان الشهية، وضيق التنفس، وآلام العيون شيء يشبه الزغللة لمدة أسابيع تستمر إلى أن أختلط بالناس كثيرا.

علما أن والدي لا يسمح لي كثيرا بالخروج من المنزل إلا لغرض ما، وأعتقد أني إنسان اجتماعي، لكن العجيب في الأمر أنني عندما أختلط بالناس تختفي بنسبة كبيرة جدا، وأيضا الآن تحسنت تحسنا متوسطا عن السابق في مرحلة المتوسطة من حيث المعاناة.

أيضا لا أنسى كثرة التثاؤب وعند حدوثها قد أشعر برغبة بالنوم، مع العلم أنني أعاني من الرهاب الاحتماعي وأعرف سببه، حيث قام أستاذ وأنا بالصف الثالث المتوسط برفعي أمام الطلاب، مما أدى إلى احمرار وجهي، ومن بعدها أصبحت أعاني من الرهاب.

في النهاية كنت أعتقد أني مصاب بمس من الجن، لكن الآن أعرف أنها محظ خرفات وأوهام، وأصبحت أغلق الباب بالمفتاح، وكنت أيضا عندما أنظر إلى وجهي أو أسمع صوتي مسجلا تأتيني تلك النوبة بفقدان الذات، لكن الآن نادرا وأيضا تلك النوبة أو حالة فقدان الشعور بالنفس ليست حقيقة، وإن شعرت بها لكن إلى الآن أريد أن أعرف نفسي، يعني أتساءل من أنا بعض الأحيان؟ لا أستطيع إيجاد ذاتي، قد أشعر بأنني قد شفيت لكن مجرد التفكير في النوبة يؤدي إلى انتكاسة.

وأقول إنها الآن ليست كما في السابق من حيث حجم المعاناة، ذهبت إلى طبيب نفسي آخر، ووصف لي سيروكسات 12.5 منذ 7 أشهر، وليس هناك أي تحسن يذكر.

أرجو منكم رجاء شديدا تحديد ماهية المرض، وطريقة علاجه بالخطوات، وأنا على استعداد تام بتنفيذها بحذافيرها، وهل هناك علاج تام؟ وما مدته دون اختصار؟ وإذا أردتم طرح أسئلة لمعرفة أكثر فسوف أجيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

كان يفيد لو ذكرت لنا التشخيص الذي ذكره لك الطبيب النفسي الذي راجعته، لأنه ليس راء كمن سمع، فهو لاشك قد أخذ القصة كاملة، وقام بفحص حالتك النفسية، ووصل للتشخيص ومن ثم العلاج الذي وصفه لك.
وعلى كل حال، يبدو أن هناك أكثر من أمر مهم فيما عرضت في السؤال.

فهناك الرهاب أو الخوف الاجتماعي الذي ذكرته في سؤالك، ولكن هناك أيضا ما يمكن أن يكون نوبة من نوبات الذعر، والتي حدثت معك قبل 6 سنوات، أي عندما كنت في سن 13، فالأعراض التي ذكرتها من برودة الأطراف وتسارع نبضات القلب والرجفة والغثيان، كلها تشير إلى نوبات الذعر هذه، ولكن من الغريب أن يتبع هذا آلام العين، وما أسميته الزغللة لمدة أسابيع.

الغريب كذلك أن تختفي عندك هذه الحالة عندما تختلط بالناس، فالعادة هو عكس هذا، بأن تزداد هذه النوبات مع الاختلاط بالناس.

أريد منك أن تراجع طبيب أعصاب، أو طبيبا عاما، ليتحرى عن أي أعراض أخرى للنوبات الصرعية، فبعض ما ذكرت قد تتشابه مع بعض النوبات الصرعية، وعلاجها كما هو معلوم تختلف عن علاج مجرد نوبات الذعر.

من المعروف أن بعض الهجمات الكهربائية والتي تسبب بعض النوبات الصرعية، قد لا تكون من الشدة الكافية لإحداث النوبات إلا لنوبات الاختلاجية المعروفة في الصرع العادي، وإنما نسميها "النوبات التحت السريرية".

أحيانا تسبق نوبة الصرع ما وصفت من عرض خفيف، تشعر فيه بإحساس غريب، وكما ذكرت من أنك تشعر "وكأنك لست أنت، وفقدان الذات"، وهي علامة، عادة منبهة على أن النوبة الصرعية على وشك الحدوث.

قد يقترح طبيب العصبية إجراء تخطيط الدماغ الكهربي، لنفي أو تأكيد وجود الصرع.

هناك أيضا حالة نفسية معروفة نسميها (depersonalization) حيث يشعر الشخص فجأة بتغير شامل في طبيعته، وكأن هناك اختلافا كبيرا في مشاعره وعواطفه وهويته، وهو شعور غريب عادة.

إذا تأكد وجود الصرع، وهذا مجرد احتمال وليس أكيدا، فعلاجه بأدوية الصرع المختلفة، بينما لو نفينا وجود الصرع، فالعلاج الأمثل هو العلاج السلوكي المعرفي، والذي يمكن أن يقوم به طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، وقد يصف الطبيب النفسي أيضا أحد الأدوية المضادة للاكتئاب لدعم العلاج المعرفي السلوكي، ليس لأن عندك اكتئابا، وإنما هذه المجموعة من الأدوية، مثل تفيد أيضا في حالات نوبات الذعر والخوف الاجتماعي، ولذلك أنصحك بالعودة للطبيب النفسي، وخاصة إذا نفينا وجود الصرع العصبي.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات