أحببت زميلاً لي في الدراسة ولا بوادر في زواجنا ببعض، ما نصيحتكم؟

0 477

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على الموقع النافع جدا، وأرجو أن لا أكون قد أزعجتكم بكثرة استشاراتي.

أحببت زميلا لي في الثانوية جدا جدا، لالتزامه وأخلاقه، وتفوقه الدراسي -والحمد لله- لم أقل له شيئا ولم يقل لي شيئا، لعلمنا بأن هذا منافي للشريعة، ثم انتقلنا للمرحلة الجامعية، وكنا في تخصصين مختلفين، عامنا الأول مر بسلام، لأننا لم نكن نرى بعضنا، وكما يقال البعيد عن العين بعيد عن القلب، وكنت مهتمة بدراستي لا غير.

في العام الثاني وجب أن ينتقل إلى كليتي التي أدرس فيها، بحكم التخصص الذي اختاره، وكنت أراه يوميا لكننا لم نكن نحادث بعض إلى أن طلب مني شيئا متعلقا بالدراسة، وهنا فتح باب تواصلنا، لكننا لم نكن نتكلم منفردين أبدا، وما كنا نتكلم إلا فيما يتعلق بالدراسة، بالنسبة لي زاد تعلقي به لكن لم أكن أدري ما كان شعوره تجاهي.

تغير تخصصه وانتقل إلى مدينة أخرى، وبعد فترة أصبحنا نتراسل عن طريق النت، وكذلك هذا كان من أجل الدراسة، وعندما فكرت رأيت أنني شابة، وهو كذلك، ولدي شعور بالحب نحوه، والفتنة لا تؤتمن، وأن ما يظهر لي من أن تواصلنا سيكون في فائدتنا هو من نزغ الشيطان ليوقعنا في شراكه؛ لذلك طلبت منه أن لا يراسلني، وأنهيت المسألة بطريقة مؤدبة بحيث لم أحرجه فيها، وتقبل ذلك واعتقدت أن الأمر انتهى.

بقي قلبي متعلقا به، ولكن الحمد لله تعلمت من موقعكم أنه إن كان من نصيبي فلن يبعده عني عدم تواصلي به، وإن لم يكن من نصيبي فلن يجلبه لي حرصي عليه.

قررت أن أتناساه، فماذا لو قدر الله أن يكون زوجي شخصا غيره حين ذاك لن أعيش سعيدة إن كنت متعلقة بغيره، وفعلا بعد معاناة قليلة بدأت أنساه ثم حدث أن تقدم لي أشخاص، وأنا حقيقة لست مستعدة للزواج في هذه المرحلة، لأن الدراسة تتطلب انشغالا تاما، وأخاف أن يلهيني زواجي فأبقى لا سعيدة بالزواج ولا ناجحة في دراستي، وعندما يمر العام القادم بسلام سأكون مستعدة للزواج بعدها.

المشكلة أنه لما تقدم لي هؤلاء الأشخاص عاد تفكيري به بقوة، وكأن ما يزيد من قناعتي بالرفض هو وليس حرصي على دراستي، وأثناء كل ذلك فوجئت برسالة له يقول لي فيها إنه يريد الزواج بي بعد سنتين، لأنه غير مستعد الآن، وأنه أراد أن يقول لي ذلك لأنه خائف من تقدم أشخاص غيره لي، وأراد مني أن أقول كلمتي الأخيرة، لأنه لن يراسلني مرة أخرى.

الحقيقة أنني فرحت لذلك كثيرا لأن من أحببته لسنوات تقدم لي، ولكن المشكلة لم يكن ذلك رسميا، والله أعلم ما قد يحدث في هذين العامين، وكذلك لم أتخيل يوما أن تكون كلمتي سابقة لكلمة أبي في موضوع زواجي، لذلك أخبرته بأنني لا أنوي فعل شيء فيما بقي لي من أعوام دراستي، وأنني لا أعده بشيء، وقلت له بالحرف الواحد لست أرفضك، ولست أقول لك نعم.

بعد عدة أيام راسلني وفعل عكس ما وعدني به، وأخبرني بأنه حزين! المهم ما فهمته أنه اعتقد أنني رفضته بطريقة غير مباشرة، حزنت أنا أيضا، ورغم أني أستطيع أن أبعث له رسالة أخرى، أوضح مقصودي فيها، وقد كتبتها، ولكن محوتها، وقررت أنني لن أرسلها، لست أدري لم؟! ولكن أحسست أن الشيطان يستدرجني، أحسست أنني سأقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه بمراسلتي له سابقا ثم ندمي الشديد، رغم أنه والله لم يكن فيها تجاوز للحدود، ولكن مجرد أنني تكلمت مع أجنبي عني أعتبره خيانة لأهلي الذين لم يربوني على هذا، ووضعوا ثقتهم بي، ثم أكون ناكرة للخير.

كذلك أحسست من كلماته كأنه أصبح ضعيفا أو نوعا من التفكير السلبي، وتقديره لذاته لذلك قررت أن أنسى هذا كله، وأن لا أنتظر أحدا بل أعيش حرة إلى أن يأتي نصيبي، ولكن يراودني شعور أني أسأت إليه وحطمت معنوياته، بينما أنني قادرة أن أجعله يسعد بإيضاح ما عنيته بأنه لم يكن رفضا غير مباشر، بل كان موافقة على الانتظار بطريقة غير مباشرة، وأحاول أن أتناسى هذه الفكرة، وأن لا أطبقها .

سؤالي: هل أصبت فيم فعلت؟ إن كان نعم فكيف أتخلص من شعوري بالذنب؟ وإن لم يكن كذلك فكيف أصحح الخطأ؟

بارك الله فيكم .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.

قد أصبت كل الإصابة أيتها الكريمة حين أدركت بأن الشيطان حاول أن ينصب شراكه وحبائله ليستدرج الإنسان إلى ما يريد خطوة خطوة، وقد حذرنا الله تعالى من هذا بقوله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}، ونحن ننصحك نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك السعادة.

أيتها البنت العزيزة، نصيحتنا أن تقطعي التواصل مع هذا الشاب تماما، فإن هذا التواصل لن يجلب إليك الخير، فإن كان الله عز وجل قد قدر لك الخير فسيأتي الخير لأسباب شرعية صحيحة، وهذا ليس سببا شرعيا صحيحا، بل هو باب فتنة، وإذا فتحته على نفسك سوف يوقعك في سخط الله الذي لا تقوم له السموات والأرض، فكيف بك أنت؟!

من ثم نصيحتنا لك أن تأخذي الأمر بجد، فتقطعي التواصل بهذا الشاب، وليس عليك أي إثم أو حرج في قطع التواصل به، وليس في ذلك أي إساءة بل فيه حفظ لنفسك ووقوف عند حدود ربك، وعمل بمرضاته.

كوني على ثقة أيتها البنت الكريمة أن رزق الله سبحانه وتعالى وخيره لا يستجلب بمعصيته، وأنه لن يجلب لك الخير، ولا تأتيك السعادة من خلال معصية الله تعالى، فكوني حريصة كل الحرص في المقام الأول على إرضاء ربك، والتزام شرعه ودينه، فإذا سلكت هذا السبيل فكوني على ثقة بأن الله عز وجل معك، يقدر لك الخير ويسوقه إليك، فهذا وعد الله عز وجل الذي لا يتخلف.

نصيحتنا كذلك أيتها العزيزة أنه إذا تقدم لك من ترضون دينه وخلقه أن لا تترددي في القبول، ولا تضيعي الفرصة إذا لاحت لك، فإن المقادير قدرها الله تعالى ورتبها على أسبابه، فخذي بالأسباب وكوني حازمة في أمورك، فإن من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه أن لا يؤخر أمورا ومنها الأيم إذا وجد لها كفؤا، فالمرأة إذا لم يكن لها زوج وتقدم لها من يصلح لها لا ينبغي لها أن تضيع هذه الفرصة، بانية هذا الرفض على أوهام قد تتحقق وقد لا تتحقق.

خير ما نوصيك به أيتها الكريمة الاشتغال بطاعة الله تعالى وتقواه، وأن تحسني علاقتك بربك، والتزام فرائضه لا سيما الصلوات الخمس، وأن تكثري من دعاه سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات