السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني بعمر 3 أعوام، تنتابه مؤخرا حالات عصبية شديدة، ورفض لانصياع أي تصرفات عادية، ويثور علينا جميعا، على أبيه وأمه وأختين، أعمارهن 9و8 سنوات لأتفه الأسباب.
كما يقوم بضرب رأسه في الأرض أو في الحائط! مما يجعلني أضربه بشدة، ولكن دون فائدة وقد قمت بسب أخته مرة أمامه، ومن وقتها يسب أي أحد بنفس اللفظ، ويرفض النصيحة بعدم قول ذلك! ويتعمد في غضبه بقول بنت الكلب، بل ويقولها لي أيضا، مما يعرضنا للحرج والاكتئاب.
أنا خائف، ولا أعرف كيف أتصرف معه؟! دلوني بالله عليكم أعلم أني مخطئ.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على السؤال التربوي، والذي كثيرا ما يتكرر بشكل أو آخر.
إن طفلك مازال في سن صغير، مما يمكن من تعديل سلوكه، وتوجيهه الوجهة المناسبة التي تحب، وهي نفس الوجهة التي ستعطيه السعادة في حياته، فاطمئن أخي الكريم.
نقطة أساسية وجوهرية، يفيد أن ندركها وهي أنه من الطبيعي أن يقوم الطفل عادة بكل ما يستطيع من وسائل لجذب انتباه من حوله، وخاصة أمه وأباه.
من أنواع هذه الأعمال كل ما ورد في سؤالك، من ضرب رأسه في الأرض أو الحائط، أو السب والتلفظ بالكلام البذيء، والغالب أن كل هذا السلوك هو وسيلة لجذب الانتباه.
المطلوب الآن أن تصرف انتباهك عن الطفل كلما يتصرف بهذه الطريقة السلبية، لأن توجيه الانتباه إليه وهو يتصرف بالطريقة السلبية هذه يعزز لديه هذا السلوك السلبي، مما يدعو لاستمراره وتكراره، بينما صرف الانتبه عنه يقلل من احتمالات ظهور واستمرار هذا السلوك.
عليكم أيضا، وفي نفس الوقت والأهمية صرف الانتباه إليه وهو يحسن السلوك الإيجابي، مما يعزز عنده هذا السلوك الإيجابي الذي نريده، وبالتالي يجعله يستمر في هذا السلوك الحسن، وحاولوا إغراقه بانتباهكم ورعايتكم، وهو في هذه الحالة من السلوك الحسن المطلوب.
نتيجة كل هذا أن هذا الطفل لن يعود بحاجة إلى جذب انتباهكم بضرب الرأس والسب والشتم، وكل التصرفات السلبية.
أنا أنصح عادة الآباء والأمهات الذين يقومون على تربية الأطفال الصغار، أن يأخذوا لنفسهم قسطا من الراحة، وممارسة الهوايات، فلأن يأخذ الآباء والأمهات وقتا لأنفسهم، وكما قال الرسول الكريم "إن لنفسك عليك حقا"، ومن ثم يقاربوا أطفالهم وهم في حالة نشاط وهدوء وراحة، أفضل بكثير من أن يكونوا في حالة من العصبية والتوتر، مما يضطرهم لضرب الطفل، ومن ثم الندم.
من شأن هذا الضرب وهذه العصبية أن يزيد في السلوك السلبي عن الطفل، مما يدخل الجميع في دائرة معيبة بين الوالدين والطفل.
مما يفيد جدا الآباء والأمهات دراسة كتاب أو أكثر من كتب تربية الأطفال، وهناك عدد منها مفيد، مما يعطي هؤلاء الآباء والأمهات العديد من الأدوات التربوية ومن دون الاضطرار إلى الضرب أو السب.
وبالله التوفيق.