السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا حامل في الشهر التاسع، والرحم عندي مفتوح 1سم، وقبل أسبوع معي مغص يذهب ويأتي كل نصف ساعة، وفي هذا الأسبوع لدي ألم في الرحم وأسفل الظهر، فهل هذه من علامات الطلق؟
التسقيطات التي حصل معي قبل كان فيها نفس الألم، لكني حاليا لست متأكدة، فهل هي أعراض طلق أم لا؟ وماذا أفعل إذا كانت طلقا؟ وما هي الأعراض حتى أتأكد أن الآلام التي عندي في الرحم تذهب وتأتي كل دقيقة ودقيقة؟
أرجو المساعدة منكم، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عادة ما تشعر السيدة ببعض الآلام والتقلصات عندما يصل الحمل إلى الشهر التاسع، وهذه التقلصات تشبه كثيرا آلام الولادة أو( الطلق)، ولكنها تسمى (المخاض الكاذب) لتفريقها عن آلام المخاض الحقيقي.
سبب هذه التقلصات أو المخاض الكاذب هو أن الرحم يعمل على مطابقة أقطار رأس الجنين مع أقطار الحوض العظمي للأم، فيقوم بدفع الجنين للأسفل وتسهيل نزول الرأس في الحوض استعداد للولادة، وهذه الآلام تقود أيضا إلى حدوث تلين في عنق الرحم، مما يسهل توسعه عندما يبدأ المخاض الحقيقي.
وتتميز هذه التقلصات والتي تؤدي إلى تدخل رأس الجنين وثباته في الحوض، بأنها قد تحدث في أي وقت من الشهر التاسع، خاصة في الحمل الأول، لكن قبل بدء المخاض الحقيقي، وكأنها تسهل أو تختصر مرحلة هامة - لكنها غير معروفة بالنسبة للأم- من مراحل الولادة.
المهم هو أن تعرف السيدة كيف تفرق هذه الآلام والتي نسميها (بالمخاض الكاذب)، عن آلام (المخاض الحقيقي) وللمساعدة أقول لك:
إن كانت هذه التقلصات ليست متقاربة، بل على فترات متباعدة وغير منتظمة مثلا تحدث كل ثلث ساعة أو كل نصف ساعة، أو كل ساعة، فهي غالبا ليست آلام ولادة حقيقية، أما إن كانت تحدث بشكل متقارب، مثلا عندما بدأت كانت كل ساعة ثم أصبحت نصف ساعة ثم كل ربع ساعة ...وهكذا، إلى أن أصبح الفاصل بينها هو دقائق فقط، ففي هذه الحالة فإنها تدل على أنها تقلصات مخاض حقيقي، وإن وصل عددها إلى 3 تقلصات في خلال 10 دقائق، فهنا نقول بأن السيدة بحالة ولادة حقيقة، ويجب إدخالها المستشفى، ولا يجوز أن تبقى في البيت.
كما أن ما يميز تقلصات المخاض الكاذب هو أنها تزول بالراحة، وتخف عند تناول المسكنات، فتناول حبتين من البنادول مثلا قد يؤدي إلى توقف آلام المخاض الكاذب، أما آلام الولادة الحقيقة فهي لا تزول بالراحة، ولا تخف بالمسكنات البسيطة، بل على العكس قد تزداد شدة مع الراحة.
والمخاض الحقيقي يتصف بأن السيدة تلاحظ خروج إفرازات بيضاء ومدماة بشكل غزير، مع التقلصات، وهي ما تسمى بالعلامة، وتسمى باللغة الطبية العربية الفصحى ( بالسدادة المخاطية)، وهي التي كانت تسد عنق الرحم وتحمي الرحم والحمل من صعود المواد الضارة التي تدخل المهبل.
إذا يا عزيزتي، إذا كانت الآلام عندك تتقارب عما كانت عليه، وتصبح أشد، ويرافقها إفرازات مدماة، وبنفس الوقت لا تخف بالراحة ولا بتناول حبتين من البنادول، وبالطبع إن لاحظت نزول سائل مائي دافئ مثل ماء الصنبور فهذه الأمور كلها تدل على بدء الولادة، ويجب عليك التوجه فورا للمستشفى.
أسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل والولادة على خير، وأن يرزقك بما تقر به عينك.