أعيش في مدينة وخطيبي يريدني أسكن بقريته!!

0 43

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية: أنا مخطوبة لقريبي، وأنا أحبه، وهو يعيش في قرية، وهذه القرية فيها من الفساد ما يعلم به الله، فالناس هناك تأكل أعراض بعض، حتى الأطفال يتربون على التربية الخاطئة، ويصعب ضبطهم بحكم أنها قرية، وأنا شخصيا قد آذاني أهل هذه القرية كثيرا.

الآن خطيبي يريدني أن أسكن معه في هذه القرية، وأنا رافضة إلى أن يقوم بالنقل؛ لأن المعيشة هناك لا تطاق، ولن أستطيع أن أبقى معه لحظة على انفراد؛ لأنهم في القرية لا يحترمون حرمة البيت، فتجد الشخص يدخل عليك فجأة، أنا الآن محتارة جدا، أنا أعلم جيدا بأني لن أتحمل المكوث هناك، وأتوقع بأن تتدمر نفسيتي فأكرهه.

علما أن أهلي يؤيدونه؛ لأنهم يعتبرون الرجل لا يتبع امرأته، أنا في حيرة كبيرة، هو فقط مستعجل على الزواج، لا يهمه شيء، وأنا أقول له: بأن ينتظر نقله، فهل معي حق في ذلك؟

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يقدر الله تعالى لك الخير حيث كان.

نحن نتفهم -أيتها البنت العزيزة- المخاوف التي تجدينها من العيش في هذه القرية، ولكننا في الوقت ذاته ننصحك بأن تنزلي عند رغبة أهلك وخاطبك، بأن توافقي على الزواج والسكن في تلك القرية مؤقتا، فإنه مهما كان سوء هذه القرية وأهلها، وسوء العيش معهم في وسطها، فإن هذا لا يكافئ ما ستحققينه من المصالح والمنافع في الزواج والاستقرار الأسري، والاستعجال بالزواج خير لك ولخاطبك، وقد كانت من وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- العظيمة التي أوصى بها عليا -رضي الله عنه- أن لا يؤخر أمورا إذا عرضت، ومنها: (الأيم إذا وجد لها كفؤ) أي البنت التي لا زوج لها.

من ثم فإن الاستعجال بالزواج منفعة محضة -أيتها الكريمة-، فاستعيني بالله سبحانه وتعالى، وإذا سكنت مع زوجك في هذه القرية، فحاولي بعد ذلك بلطف ولين أن تبيني لزوجك ما في السكن فيها من المفاسد، وما في ذلك من تضييع المصالح العظيمة، التي قد يحصلها الإنسان إذا سكن المدن.

نحن على ثقة بأن رفقك بزوجك، وحسن أسلوبك في إقناعه بمنافع السكن في المدينة، واجتناب السكن في الأوساط التي قد يحصل للإنسان فيها أذى، نحن على ثقة بأن حسن أسلوبك للعرض سيؤثر في قرار زوجك، وستجدين في ذلك الخير كله إن شاء الله تعالى.

نحن نكرر نصيحتنا -أيتها البنت العزيزة-: أن لا تجعلي من السكن في هذه القرية عائقا دون الزواج في هذه المرحلة، واعلمي بأن الحياة لا تخلو أبدا من المنغصات، ثم إن الإنسان لا ينتظر أبدا في حياته أن تكون كلها إيجابيات وكلها محاسن، فلا بد من اجتماع المحاب والمكاره، والإيجابيات والسلبيات، ولكن نجاح الإنسان في حياته هو كيف يصير المر حلوا والعسير سهلا.

هذا هو المقياس في هذه الحياة، فتحملك لبعض المشاق والمصاعب، وتذوقك لبعض المرارات في حياتك هو ما يصنع منك إنسانا ناجحا قادرا على تحمل أعباء الحياة، فلا تجعلي من هذا الهم عائقا دون زواجك في هذه المرحلة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويعينك على تحقيق ما تسعدين به، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات