السؤال
السلام عليكم..
أعاني من صراع نفسي، لأصل إلى مستوى الراحة النفسية، أحاول بشتى الطرق، ولكن بلا جدوى.
أنا أرملة توفي زوجي، اقترب على وفاته العام، ومازلت أعاني من الصراع، الذي لا يشعر به غيري، هل قصرت؟ هل أخطأت؟ لم أكن مقصرة، لقد قلت، لقد فعلت، وكل ذلك يؤرقني لا أشعر بالراحة من كثرة التأنيب، غير معاناتي من ناحية أخرى، وهي الفراغ الذي ملا حياتي.
لدي خمسة أبناء، أحاول مراعاتهم، وتوفير متطلباتهم، وملئ الفراغ الذي تركة والدهم، ولكن أشعر بالفراغ أحاول شغل هذا الفراغ بالجلوس على النت، ولكن بلا جدوى ألجأ إلى البكاء، وأحيانا ينتابني شعور بأنني سأهرب من البيت، ألف بالبيت بلا فائدة.
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي السائلة حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك لعلاج المشكلة التي تعانين منها.
تذكري أختي الفاضلة عفو الله وكرمه وجوده ، فهو أرحم الراحمين، وهو يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ولا يخيب من رفع يديه، وطلبه بلهفة وشوق وإلحاح.
أختي الفاضلة لا تيأسي ولا تقنطي من رحمة الله، واسمعي إلى قول الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
واعلمي أختي أن في هذه الدنيا منغصات كثيرة، والإنسان دائر في هذه الحياة بين خير ونعمة من الله سبحانه وتعالى من صحة ومال وأمن، وبين ابتلاء ونقص في الأنفس والمال، وما يصيبه من التعب والنصب.
لكن المؤمن أمره عجيب كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو إن أصابه خير من مال أو ... شكر الله تعالى بقلبه ولسانه وجوارحه، فلا يبخل بما آتاه الله، لأنه يعلم أن هذه النعم هي من الله سبحانه وتعالى، وإن أصابته ضراء من فقر أو مرض أو نقص في أمر من أمور الدنيا صبر.
أختي الفاضلة أنت ولله الحمد رزقت بخمسة أولاد، لعل الله تعالى يجعل لك فيهم البركة والخير، واعلمي أن تربية الأبناء مسؤولية عظيمة فاجتهدي في ذلك واحتسبي الأجر.
أيتها الفاضلة، لا تحاولي أن تكثري اللوم على نفسك، فكثرة اللوم تضعف من شخصيتك، وتؤدي بك إلى القلق والحزن والإكتئاب، ولكن دائما أعطيها الأمل، ودليها على طريق الخير، وعيشي حياتك سعيدة.
وأنا أطمئنك، فأنت بخير ولله الحمد، تحتاجين فقط إلى نوع من الراحة والاطمئنان، وبإذن الله تعالى سيتحسن مزاجك وتستقر حالتك النفسية، فأنت لا تعيشين صراعا نفسيا، ولكن هو نوع من الانهزام النفسي بسبب ضعف شخصيتك، وعدم مقاومة الظروف الخارجية، وعلاج كل هذا بتقوية الإيمان بالله أولا، والاستعانة به والتوكل عليه، ثم بتقوية شخصيتك، وعدم الاستسلام للهزيمة النفسية، بل اعطي الأمل والنجاح والتفوق حيزا كبيرا في تفكيرك، فبإذن الله تعالى ستتغير حالتك النفسية.
حاولي ـ بارك الله فيك ـ أن تشغلي نفسك بما يعود عليك بالفائدة، وعلى أولادك، مثل الخروج إلى نزهة مع أولادك، والقيام بممارسة بعض المهارات النافعة كالقراءة، ولا تنسي قبل كل شيء أن تربطي أمرك في كل الأحوال بالله سبحانه وتعالى.
والله الموفق.