السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم المبذولة، وشكرا لعطائكم، وجزاكم الله خيرا.
استشارتي بخصوص - خراج - ظهر لي بالقرب من أصبع يدي، وكان مؤلما جدا ومنتفخا، لم أذهب للطبيب ولم أخرج التقيح الموجود حتى خرج التقيح والإفرازات الموجودة فيه لوحدها، أرجو معرفة سبب ذلك؟ وهل فعلا استخدام الماء والمنظفات بكثرة هو السبب وما علاج ذلك؟
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخراج هو عبارة عن تجمع قيحي، قد يكون صغيرا عفوي التحسن (عند أصحاب المناعة السوية أو الجيدة)، أو كبيرا متطورا (عند أصحاب المناعة الضعيفة).
ومن العوامل التي تساعد على تطوره وزيادة حجمه التعطين والرطوبة الزائدة في اليد، أو الغمس في الماء لفترات طويلة، وكذلك السكر والأمراض المنهكة، والسرطانات المتقدمة والبدانة، وتناول الأدوية المغيرة للمناعة مثل الكورتيزونات وغير ذلك.
الخراج قد ينفتح من تلقاء نفسه، وبالتالي تبدأ المواد القيحية والجرثومية بالنز والانطراح، وبعدها يندمل، خاصة إن تم تناول المضادات الحيوية المناسبة وفق المزرعة الجرثومية، وكان المريض ذا مناعة جيدة، أو أنه لا ينفتح وعندها تبقى الكتلة القيحية والجرثومية محتبسة ومتنامية في الجلد؛ مما يؤدي إلى مضاعفات موضعية كالألم والانتفاخ، أو مضاعفات عامة مثل: انتقال الجرثوم والذيفان عبر الدم، وإحداثها تجرثم الدم، أو الصدمة الجرثومية، أو إصابة أعضاء نبيلة (القلب أو الدماغ أو الكلية)، ويجب عندها التدخل الطبي التخصصي لمنع تدهور الحالة، ولعلاج المضاعفات الكبيرة والتي قد تشكل خطورة على الحياة، خاصة بوجود عوامل ضعف المناعة عند المريض.
إن ما حدث معكم ببساطة هو تقيح قد يرقى إلى درجة خراج، وقد يكون لغمس اليد في الماء لمدة طويلة علاقة بما حدث، وبما أن مناعتكم قوية أو جيدة، استطاع الجسم التغلب على الإنتان بعد أن تم فتحه عفويا، وتصريف ما فيه من المواد الجرثومية ومخلفات المعارك بين الجسم والجراثيم.
نؤكد على ضرورة عدم عصر الخراج؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار الإنتان والمخاطر التي ذكرناها أعلاه.
والله الموفق.