السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بنت,18 سنة, علاقتي بأمي ممتازة كأننا صديقتان، بل أكثر، فما تعلمه عني لا يعلمه أحد غير الله، لكن مشكلتي أنني لم أقبل أو أضم أو أقول أحبك لأمي يوما.
حتى إنها مؤخرا كانت في المستشفى، زرتها مرة لخمس دقائق ورحلت, مع العلم أني أحبها جدا، وما إن أتخيل الحياة دونها أبكي، لكن لا أستطيع التعبير عن مشاعري، هناك حاجز بداخلي يمنعني أشبه بالخجل، وكان هذا حالي حتى مع الأصدقاء، لكني تغيرت وصرت أعبر عن حبي لهم وأضمهم, عكس أخي الذي علاقته ليست بجمال علاقتي بأمي، ويستطيع أحيانا تقبيلها وضمها.
ما سبب مشكلتي وكيف أحلها؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SONIA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أيتها السائلة، أشكرك على التواصل معنا، وإن شاء الله تعالى سنساعدك للتغلب على مشكلة الخجل مع أمك، وتصبح العلاقة أكثر مما تتصورين .
لن أحدثك عن فضل الأم وحقها عليك، وما هو دورك نحوها، فكل هذه الأمور تعرفينها، ما دمت تحبين أمك، فلا توجد هنا مشكلة، ولكن المشكلة التي تقف عائقا في وجهك هو خجلك من تعبيرك عن ما يجول في نفسك من حب واحترام وتقدير لأمك، وهو عبارة عن جدار وهمي وضعته أنت لنفسك، ولا يمكن أن يكسر هذا الجدار إلا أنت .
أولا: اقتربي من والدتك، واعرفي طريقة تفكيرها، وافهمي نفسيتها، وفتشي عن مدخلها الذي يرضيها أن تدخلي إليها منه، وأنا موقن بأنك ستنجحين في العثور على ضالتك، وستجاهدين؛ كي تعبري عن حبك لأمك.
ثانيا: بالنسبة لسلوك الخجل، كان من المفروض أن لا يكون مع أقرب الناس إليك، ألا وهي أمك، فأنت قلت إنك بمثابة صديقة لها، بينكم ألفة ومودة ومحبة، فهذا كله لا يمنعك أن تعبري عن حبك لها، والتعبير عن الحب ليس كلمات فقط، فقد تكون ضمة أو لمسة حانية، أو ابتسامة تنبع من القلب، لكي تصل إلى القلب.
إنك تستطيعين أن تتخلصي من هذا الخجل بكسر حاجز الخوف، وعدم التردد، فكوني مقدامة، وأنا أبشرك ما دام أصل الحب راسخا في قلبك، وأمك تبادلك نفس الشعور، فأمرك هين ويسير.
تحتاجين قليلا من التدريب على كسر حاجز الخجل والخوف، وإنك تحتاجين إلى الجرأة على كسر هذا الحاجز في أول مرة، ثم يأتي بعدها سيل من التعبيرات والكلمات بإذن الله تعالى.
إن أول خطوة تحتاجين إليها للتغلب على مشكلتك هي ضمة حب لأمك، وعندها ستشعرين براحة واطمئنان وسكينة، وإن أفضل ما يعينك على ذلك أن تستشعري أنه عبادة تتقربين بها إلى الله تعالى، وتؤجرين عليها.
وبالله التوفيق.