السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد حلا لمشكلتي جزاكم الله خيرا
أختي بعمر 18 سنة، تدرس بالصف أول ثانوي، تعرفت على شاب (بالفيس بوك) أول الأمر كانوا أصدقاء، والآن تطورت العلاقة، أعجبوا ببعض، ويحبون بعضهم جدا، وصار لهم سنة.
الآن أنا عرفت بالموضوع أختي أخبرتني، ولا أدري ماذا أفعل؟! اتفقوا على الزواج، لكن الولد يطلب مهلة سنتين، لأنه توظف الآن، وبعد سنتين سيخطبها! سمعت كلامه وهو يقول إنه جاد وليس مخادعا، ولن يتزوج بغيرها.
أختي متمسكة فيه، وأكيد لن تؤثر بها النصائح أو القصص، بعض المرات تخاف إذا قرأت لها القصص لكن لا تريد أن تتركه، لا أحد يعلم بذلك غيري، الآن عرفت، فماذا أفعل؟ وبماذا تنصحوني؟ وهل أخبر أهلي؟ وكيف أعرف أن الولد صادق، ويقول إذا لم تصدقيني سآتي الآن وأخطبك، لكن بدون أهلي لأنهم لا يخطبون له الآن، لأنه الآن توظف، وعنده إخوان أكبر منه.
هل أطلب منه أن يأتي حتى أعرف أصادق أم لا؟
وكيف أفهم أختي وأجعلها تتركه؟ وهل أخبر أمي وهي مريضة وعندها الضغط؟
يا ليت لو تعطوني بعض الأسئلة أسأله حتى أعرف هل هو صادق؟ وتعرف أختي وتتركه بنفسها.
علما أنهما تلاقيا مرتين –الحمد لله- فقط يتكلمون مع بعضهم، وفي أماكن عامة، تلاقوا ورأوا بعضهم، الآن أنا منعت أختي ووعدتني أنها لن تفعل ذلك، فقط تكلمه على (الهاتف والفيس بوك).
أرجوكم أريد جوابا، ماذا أفعل؟
جزاكم الله الفردوس الأعلى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لقد أصبت -أيتها الأخت الكريمة- حين اتبعت مع أختك هذا الأسلوب في التربية والإقناع، فإنها التربية الناجحة تؤتي ثمارها إذا كانت قائمة على إقناع الشخص بخطأ السلوك الذي يسير عليه، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للشباب الذي جاء يستأذنه في الزنا، قال له عليه الصلاة والسلام أترضاه لأمك، أترضاه لأختك...إلى آخر الحديث، فهذا فيه وضع قاعدة للتربية، وهي التربية على الإقناع، وهذا أدعى إلى أن يترك الإنسان الخطأ الذي يقع فيه.
أنت بهذا قد فعلت شيئا كثيرا ولكننا نوصيك بالاستمرار فيه، وتذكير هذه الأخت على الدوام بهذا المعنى، وأنها ستجر من خلال هذا الباب إلى ما تندم عليه حين لا ينفع الندم، وسيرميها هذا الشباب كغيره ممن عرفناهم، وقرأنا أخبارهم، والشبكة العنكبوتية مملؤوة بأخبارهم.
سيرميها في بحار الندامة، ولن يأبه لها، فنحن نوصيك بالاستمرار بهذا الطرح على أختك، وتذكيرها بهذه الحقيقة، وأن هؤلاء الشباب كثيرا ما يستغلون سذاجة البنات، وبساطتهن ورغبتهن في الزواج، وغير ذلك من العواطف التي يجدونها في الفتيات، حتى إذا قضى الواحد منهم أربه منها رماها غير مبال بها.
هذا الغالب على الظن في هذا الشاب كغيره، فإن العبث ظاهر عليه، وهو لا يريد الخطبة، إذ لو كان يريد الخطبة لتقدم مع أهله، وطلب المهلة إذا كان يريد مهلة، وليس عسيرا عليه أن يقنع أهله، بأن يخطبوا له الفتاة ويطلبوا من أهلها مهلة مقدرة بزمن، إذا كان جادا في الزواج، ولكنها الحيل التي يتذرع بها هؤلاء الشباب دائما، ويثيرون الجد والعزم على الزواج حتى تلين الفتاة وتعطي الواحد منهم ما طلب.
لذلك فالنصح لهذه البنت ينبغي أن يستمر، وتذكيرها بهذه العواقب حتى ترتدع عن هذا السلوك بنفسها، ثم هي بحاجة أن تذكر دائما بأن ما عند الله سبحانه وتعالى من الرزق لا ينال بمعصية الله، وأن الحياة الزوجية لا يصح أبدا أن تبنى على المعصية من أول الأمر، وأنها لا تؤمن حياة سعيدة ناجحة إذا بنتها على الفسوق والعصيان من أول أمرها.
إذا ذكرت بهذه الحقائق فربما ألهمها الله الصواب فرجعت عما هي عليه، ومع هذا ينبغي لك أن تذكريها أيضا أيتها الأخت بإعلام الأهل، فإن الخوف من السلطان أحيانا يردع الإنسان عن الغي والمعصية أكثر مما يردعه الخوف من عقاب الله تعالى.
أما هذا الشاب فينبغي أن تهدديه بأنه إن لم ينكف عن التواصل مع هذه البنت فإنك ستعلمين أهلك، وبذلك سينقمع شره -إن شاء الله تعالى- وإذا كان جادا في الخطبة فليتقدم لخطبتها، ويأتي البيت من بابه.
نسأل الله تعالى أن يقدر لهذه البنت الخير حيث كان ويرضيها به.