السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ابني يبلغ من العمر 7 سنوات و 6 أشهر، يشتكي من ألم في البطن، ثم تدريجيا بدأ في التشنج في الرقبة، وانحناء الظهر، وعدم القدرة على الكلام، وبعد الفحوصات الطبية الكاملة، أفادني الطبيب بوجود كهرباء زائدة لديه، وتم تنويمه ثلاثة أيام، والحمد لله تحسن وضعه من أول يوم في المستشفى، وتم صرف علاج له حسب كلامه لمدة ثلاث سنوات.
أسئلتي هي:
1ـ هل من الممكن أن يكون تشخيص الدكتور صحيحا؟
2- هل أقوم بعمل فحوصات وأشعة مرة أخرى؟
3- هل مدة العلاج صحيحة؟
4- هل هناك خطورة إذا كان تشخيص الدكتور صحيحا على المريض مستقبلا؟
5ـ هل سيتم الشفاء بعد مدة العلاج؟
6- هل سوف تتكرر الحالة للمريض خلال فترة العلاج؟ علما بأنه أول مرة تحصل للطفل هذه الحالة.
وأرجو منكم نصحي عن مثل هذه الحالة، وكيفية التعامل معها؟ وجزاكم الله خيرا.
نسال الله الشفاء لنا ولكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء، وأشكرك على حسن وصفك للحالة، وأشكر الطبيب على إجادته لعمله، وتشخيص هذا الطفل بصورة صحيحة، التشنجات الصرعية تشخص في الأساس من خلال الوصف الدقيق ومن خلال المشاهد، ما ورد في هذه الرسالة من وصف أعجبني جدا؛ لأنه دليل على قوة الملاحظة من جانبك، وهذه الركيزة التشخيصية الأولى.
وأما بالنسبة لتخطيط الدماغ، وبقية الفحوصات، فهي تعتبر ثانوية في كثير من الأحوال، بالنسبة لفترة العلاج المتفق عليه هي ثلاث سنوات، بشرط أن لا تحدث أي تشنجات خلال هذه المدة، يجب أن نوفر الظروف العلاجية الصحيحة لهذا الطفل والتي تتمثل في الالتزام التام والقاطع؛ بإعطائه الدواء حسب وصف الطبيب، والدواء دائما يكون مرتبطا بعمر الطفل، وكذلك وزنه، بمعنى أن الجرعة تحسب على هذا الأساس.
إجراء الفحوصات الدورية للطفل يعتبر أمرا جيدا، ومن هذه الفحوصات معرفة مستوى الدواء في الدم، وهذا يمكن القيام به مرة كل ستة أشهر مثلا، وليس هنالك حاجة لإجراء فحوصات أخرى فيما أرى.
أما بالنسبة لتشخيص الطبيب، فأنا أؤكد لك أن التشخيص صحيح، ومدة العلاج صحيحة بشرط أن لا تحدث نوبات للطفلة خلال هذه المدة، وإن حدثت نوبات فسوف تكون مدة العلاج أطول، فأسأل الله أن لا تحدث له هذه النوبات.
وكما ذكرت لك سلفا يعتبر الالتزام بالدواء وإعطائه في الوقت المحدد، وبالجرعة المطلوبة هو عامل النجاح الأساسي للعلاج، وليس هنالك خطورة على المريض مستقبلا، والمهم أن يعيش حياته بصورة طبيعية، وأن تتاح له الفرصة في التعليم، وأن لا نقع في أخطأ تربوية مثل فرض الحماية الزائدة عليه، وأن لا نشعره بأي نوع من النقص أو الوصمة.
هذا الطفل يدرك، وأعتقد أنه من واجب الطبيب أن يشرح له حالته بصورة مبسطة؛ لأن ذلك سوف يساعده كثيرا في الالتزام بتناول الدواء.
سؤالك: هل سيتم الشفاء بعد مدة العلاج: فنسبة الشفاء عالية جدا لدى مرضى التشنجات الصرعية تصل إلى (80 أو 90%).
وسؤالك: هل سوف تتكرر حال المريض خلال فترة العلاج: فأسأل الله تعالى أن لا يحدث ذلك، فعادة تكون الانتكاسات ناتجة عن إهمال تناول الدواء، أو أن تكون الجرعة غير كافية، هذه هي الأسباب الرئيسية، وفي حالة نادرة يكون الصرع من النوع المقاوم، وهنا قد يحتاج المريض إلى إضافة أدوية أخرى.
أنا أعتقد أن فرصة هذه الطفل في الشفاء عالية جدا بإذن الله تعالى، نصيحتي هي أن لا نقع في أخطاء تربوية،يجب أن نعطي الطفل الثقة بالنفس، وأن نطور مهارته ونساعده على إدارة وقته، وأن لا نحرمه أبدا من الأطفال الآخرين.
التحوطات المطلوبة هي أن لا يذهب إلى حوض السباحة مثلا هذا أمر تحوطي، وأيضا ننصح بأن نجنبه ارتفاع حرارة الجسم، وأن حدث ذلك، فيجب أن يعالج مباشرة من خلال تناول 0البنادول) أو المضادات الحيوية حسبما يقتضي الأمر.
بارك الله فيك وجزاك خيرا، نسأل الله تعالى له العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.