السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أشكركم على هذه الجهود.
أنا امرأة متزوجة، ومنذ عام كنت أعمل محامية ولكن بعد زواجي انقطعت عن العمل، لأن زوجي لا يحب هذه المهنة، وبعد زواجي بشهرين اكشفت بأنني حامل، وأنجبت طفلة في شهر، جويلية ولكن مع شهر سبتمبر كنت أشتغل في البيت فجأة شعرت بدوار وغثيان وثقل في الجسم، وطنين الأذن، وتسارع في ضربات القلب.
نقلوني للمستشفى، ووزنوا لي ضغط الدم، كانت النتيجة سليمة، ولكن أنا كنت أبكي وأصرخ موت موت، وأنا أشهد من فمي وأنا أقاسي، زرت كل الأطباء، القلب والغدة والرأس والأذن، والتحاليل للدم، والسكانير، والحمد لله النتائج سليمة.
ساعدوني من فضلكم، أحس بأنني سوف أموت، وبنتي الصغيرة تبقى وحيدة مع العلم، كذلك عند ذهابي عند الطبيب عملنا أنا وزوجي وابنتي الصغرى حادث مرور، وتسبب زوجي في قتل الخطأ، لإحدى النساء، والآن أنا جدا مستاءة لأنني أنا السبب في قتل زوجي للمرأة، لأني قلت له هيا نذهب للطبيب.
ما هو مرضي؟ وما الحل؟ ساءت معيشتي وحياتي.
ساعدوني أرجوكم .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خليدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على السؤال الذي يشير لحجم المعاناة التي مررت بها في هذه الفترة، أعانك الله وصبرك على ما ابتليت به.
إن ما وصفت من أعراض وعلامات تشير في عدد من الاتجاهات.
لا بد أولا أن ننتبه بأنك لم تصابي بما يسمى "اكتئاب ما بعد الولادة" وهو نوع خاص من الاكتئاب يصيب الأم بعيد الولادة بأسابيع قليلة، وهو كثير الانتشار حيث قد يصيب حتى 15% من الولادات. ومن أعراضه بالإضافة إلى الاكتئاب بعض الأفكار التي تسيطر على فكر المصابة من أنها أو طفلها معرضين للخطر كالموت أو غيره، وكذلك يحصل اضطراب النوم وفقدان الشهية للطعام...
هذا النوع من الاكتئاب لابد من تشخيصه من قبل طبيب نفسي، ومن ثم علاجه لخطورته على الأم وطفلها، ولأن نسبة الشفاء ومنه والتعافي بالمعالجة نسبة عالية جدا مما يبشر بالخير.
مما يخطر في البال أيضا من احتمالات مما ورد في سؤالك هي نوبات الذعر والقلق، ونوع خاص من الرهاب وهو رهاب المرض، وبحيث كلما ذهبت لطبيب متخصص كلما رغبت بالمزيد، وهذا ما حدث معك حيث تنتقلين من اختصاصي لآخر.. وكل هذه الفحوص والآراء الطبية قد لا تريح بالك ولا تطمئنك.
بالإضافة إلى ما سبق هناك حادث السيارة حيث ذهبت هذه المرأة ضحية هذا الحادث، ولكن لا ننس أنه لا يوجد أحد يعلم الغيب وبحيث كان يمكن أن يتوقع ما حدث، وأعمار الناس لاشك بيد خالقها، ولا أحد غيره.
لقد زرت كل الأطباء، تقريبا، ولكن باقي واحد منهم أرجو منك زيارته وهو الطبيب النفسي لأن الأعراض التي ذكرتها في سؤالك هي أقرب للأعراض النفسية كالاكتئاب والقلق، وأريد أن أطمئنك بأنه إن كانت حالة من الاكتئاب أو القلق أو الرهاب بنسب نجاح العلاج عالية بشكل عام.