تقدم لخطبتي شاب وأعجب بي لكنه لم يعد، فما الحل؟

0 465

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:

فإني لثقتي فيكم لم أتردد في أن أطرح سؤالي وهو: لقد خطبني شخص مند أكثر من شهر وكانت الخطبة عن طريق أم الخاطب التي أعجبت بي و بأخلاقي، وعرضت الموضوع على ابنها فوافق على رؤيتي وأعجب بي, وقال لأمه إني لا يعيبني شيء، وبعدها سألني كيف يرد لي الجواب النهائي -أي هل يتصل بي أم يرد الجواب مع أمه-؟ فكان جوابي أنه أو أمه سواء.

المهم مند ذلك اليوم وأنا أنتظر بفارغ الصبر, وقد مر شهر ونصف, وقد أحسست أنها مدة طويلة وبدأت أشك في نفسي وما يعيبها, وأصبح يشغل كل تفكيري لأنه ذو أخلاق عالية ومن عائلة محترمة وأنا خائفة أن أفقده, فلماذا هذا التأخير الذي ضقت به ذرعا وكاد أن ينسيني نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.

فإننا نشكر لابنتنا الكريمة ثقتها في موقعها إسلام ويب، ونبشر بناتنا الكريمات وأبناءنا الفضلاء بأننا في خدمة الأبناء والبنات؛ فهم أمل الأمة بعد توفيق الله تبارك وتعالى.

ونشكرك على هذه الثقة ونرحب بك وبإخوانك وأخواتك في أي وقت، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يستخدمنا في طاعته وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم؛ إنه على كل شيء قدير.

أما بالنسبة لهذا الخاطب الذي جاءك ونحن أيضا سعداء به، وهذا دليل على أن فيك خيرا، ودليل على أن فيه خيرا كذلك، وأن هذا النوع من الخطبة الذي يأتي للإنسان عن طريق الوالد أو عن طريق الوالدة أو عن طريق العمة أو الخالة، هذا الزواج الذي يسمونه تقليديا هو أفضل أنواع الزواج؛ لأنه يتم عن طريق قناعات، ويشعر أن أسرة الخاطب قد جاؤوا معه؛ لأن الزواج حقيقة ليس ارتباطا بين رجل وامرأة ولكن بين عائلة وعائلة, وبين قبيلة وقبيلة, وبين بيت وبيت, وبين أسرة وأسرة.

ولذلك هذا طريق طيب الذي تمت به هذه الخطبة، وإننا قد سعدنا جدا بمجيء هذا الابن وكيف أنه قد أعجب بك، والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وأيضا بعد ذلك طلبوا فرصة بعد أن رآك الخاطب، فقد يحتاج إلى بعض الوقت من أجل أن يفكر, ومن أجل أن يرتبوا أنفسهم ومن أجل أن يعدوا بعض الهدايا التي يقدمونها, فهذا التأخير تكون له أسباب من هذا النوع.

لذلك ما ينبغي لك أن تنزعجي من هذا التأخير لأن الأمر لا زال طبيعيا مهما كان التأخير, فإن الإنسان يعطي الغائب الأعذار ويعتقد أن هنالك أعذارا فعلية هي التي جعلتهم يتأخرون, كما أن بعض الأسر بعد أن يبدؤوا مثل هذا المشوار يتريثون ليعقدوا مشاورات ويرتبوا أنفسهم.

ومن محاسن الخطبة أن الخاطب والمخطوبة من حق كل واحد منهما أن يسأل عن الآخر ليتعرف عليه, ويحاول أن يلملم أطراف المعلومات الخاصة به, والشرع يدعو إلى هذا لأن المشوار طويل يحتاج إلى أن يفكر كل طرف من الأطراف.

وإذا كنتم -ولله الحمد- أسرة أخلاقها عالية وذات صفات طيبة وهو كذلك من أسرة أخلاقها طيبة ومن عائلة محترمة أيضا، فلا بد أن تعلمي أن الإنسان في النهاية أيضا لا بد أن يوقن أن الأمر بيد الله تعالى, وهو الذي يقدر الخير سبحانه وتعالى, وما يختاره الله لنا أفضل مما نختاره لأنفسنا.

فاشغلي نفسك بالدعاء واحرصي على تقوى الله في السر والعلن, واعلمي أن قلب هذا الخاطب وقلوب العباد جميعا بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء, فلا تنزعجي لأجل هذا التأخير، وعليك أن تتوجهي إلى الله تعالى, واشغلي نفسك بالمفيد وبطاعة الله المجيد.

ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يعين شباب المسلمين على أمر الزواج وأن يستخدمنا جميعا في طاعته.

وأكرر شكري لك على هذا التواصل مع موقعك، ونسأل الله تعالى أن يلهمنا السداد والرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات