قلق وحزن بدون سبب وتغير في المزاج في الشتاء.. فما العلاج؟

0 458

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من حالة غريبة نوعا ما، وهي أنني أشعر بالقلق والحزن لعدم وجود أي سبب، مزاجي دائم التغير ما بين الحالة الطبيعية، وهذه الحالة الغريبة التي تؤدي إلى عدم الرغبة في الكلام، أو الدراسة.

حاولت أن أخرج مع الأصحاب، ولكن من دون فائدة لتغيير هذه الحالة، أشعر بأني أريد أن أنفجر من البكاء، لكني لا أستطيع ذلك، علما بأني مصاب بهذه الحالة منذ السنة الماضية، وتقريبا في مثل هذا الوقت من السنة وهو الشتاء، أنا طالب أدرس في الصين من السنة الماضية، ومتزوج منذ أشهر لا يوجد لي شهية للأكل، ولا أعلم كيف أحلها، أنا شخص محافظ على الصلاة، ومتدين أسمع، وأقرأ القرآن، والرقية الشرعية السنة الماضية، كدت أن أنفجر، ولكن عند حلول الصيف تحسنت نوعا ما والآن عاودتني هذه الحالة.

ساعدوني أرجوكم أكاد أن أجن من هذه الحالة الغريبة التي ليس لها سبب.

أريد الحل، والعلاج سريعا، جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على السؤال، من بلاد الصين!

مما ورد في سؤالك ما يشير لحالة من الاكتئاب حيث تفقد الرغبة بالعمل، والكلام، أو أي نشاط آخر، وتفقد الشهية للطعام، وتشعر بالرغبة بالبكاء.

كون هذه الحالة تأتيك خاصة في فصل الشتاء، وكما حدث معك في العام الماضي، فربما يشير هذا لنوع خاص من الاكتئاب، والذي نسميه "اضطراب العاطفة المرتبط بفصول السنة" حيث تأتي هذه الحالة خاصة في الشتاء بينما تتحسن كثيرا في فصل الصيف، لتعود الأعراض لتظهر من جديد مع الشتاء التالي، وهكذا يستمر الحال.

كما ذكرت فالكثير من حالات الاكتئاب المتعلق بتقلب فصول السنة ومواسمها، تشفى وتتحسن من تلقاء نفسها مع قدوم الربيع، ومن ثم الصيف، إلا أننا نستطيع تسريع عملية التعافي هذه عن طريق العلاج، والذي يمكن أن يتم بالعلاج الدوائي باستعمال أحد مضادات الاكتئاب، والذي يمكن أن يصفه الطبيب النفسي، أو باستعمال العلاج المعرفي السلوكي، والذي يمكن أن يقوم به أخصائي نفسي، أو باستعمال ما نسميه العلاج بالضوء، حيث يتعرض الشخص لبعض الضوء المصطنع ليعوض عن فقدان الضوء في فضل الشتاء حيث يقصر النهار كثيرا ويطول الليل.

هذا العلاج بالضوء يستعمله بعض من يسكن البلاد المرتفعة على خطوط العرض، كالبلاد الاسكندنافية، حيث يطول الليل عندهم للعديد من الشهور.

التزامك بالصلاة، والقيام بالعبادات المختلفة من شأنه أن يساعدك على الدوام، ولكن هذا لا يمنع أن تراجع طبيبا نفسيا، ليؤكد العلاج، ويصف لك العلاج المناسب لك ولظروفك.

وفقك الله في دراستك في بلاد الصين، وردك الله لبلادك سالما غانما متعلما.

مواد ذات صلة

الاستشارات