الانطوائية ... وأثرها في البعد عن الأرحام والناس

0 551

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في كلية الهندسة، عمري 20 سنة، أعاني من الانطوائية، وليس لدي أصدقاء مقربين, فعندما أجلس في مجتمع لا أتكلم، ولا أجد ما أقوله، فأكون صامتة، والناس تسألني لماذا لا تتكلمين! لذلك أصبحت أبتعد عن المجتمعات.

ولا أحب التعامل مع الناس كثيرا أيضا، ولا أتحمل أحدا، ولكن هذا ما يضايقني، فأريد أن أغير من نفسي، وذكرت أنني لا أحب الناس، ولكن من تعودت عليه أتعلق به، وأريد أن أبتعد عنه؛ لأن ردة فعل هذا الشخص تكون بمقدار تعلقي به، وأيضا يكون له أشخاص مقربون أكثر مني بكثير، وهذا يزيدني إحباطا، وابتعادا عن الناس، فماذا أفعل؟ أريد أن أعامل الناس على حد سواء، ولكني لا أعرف، وأيضا عندي تقصير في صلة رحمي بسبب ذلك، فهل علي ذنب أم لا؟

وبالنسبة لدراستي, لا أستطيع الحفظ بسرعة, رغم فهمي لما أريد حفظه، ولكني أنساه بسرعة، وأيضا مذاكرتي دائما ما تكون ليلا لأني أقضي النهار كله في الجامعة.

فماذا أفعل؟ هل توجد طريقة للمذاكرة والحفظ بطريقة منتظمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسائم الندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على مجموعة الأسئلة المتداخلة هذه!

الرهاب أو الخوف أو الخجل الاجتماعي كثير الانتشار بين الناس، وإن كانوا قليلا ما يتحدثون عنه، وقد يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية، وأكبر خطأ نقع فيه عندما نبدأ بتجنب لقاء الناس، وننسحب من الاجتماعات واللقاءات، فإذا بنا نجد أن المشكلة لم تذهب، وإنما ازدادت شدتها، وازداد تجنبنا للناس واللقاءات.

فالعلاج الأمثل، سواء قام به الشخص من نفسه، أو من خلال الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يقوم على العلاج المعرفي السلوكي، هو أن يحاول الشخص اقتحام هذه التجمعات واللقاءات هذه التي كان يتجنبها، وبالتالي يعتاد مجددا على اللقاء بالناس، ومن دون أن يسبب له هذا الكثير من الإزعاج. وقيامك بمثل هذا سيساعدك على تحقيق ما طلبت من "تغيير نفسك"، وخاصة أنك تحبين الناس بشكل فطري طبيعي، وبالتالي سيساعدك هذا أيضا على صلة الرحم.

وبالنسبة لصلة الرحم, وهل سيحاسبنا الله على ذلك؟ فأولا أشكرك على انتباهك لهذا الأمر الهام في حياتنا، والذي يحضنا عليه ديننا الحنيف، والذي من الواضح أنك حريصة عليه، وإلا لم تسألي عنه، إلا أنه في نفس الوقت "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" فطالما تجدين صعوبة في تحقيق هذا، فالله تعالى يعرف أعذارنا، وهو الرب الغفور الرحيم، وبعون الله ستجدين بعد شيء من التحسن في جانب خجلك الاجتماعي، ستجدين من نفسك همة جديدة للتواصل مع أقربائك مما يحسن عندك صلة الرحم التي ترغبين بها.

وفي هذا الموقع المزيد من الإرشادات المفيدة حول طرق تجاوز الخجل الاجتماعي، يمكنك الاستفادة منها.

وأما بالنسبة لدراستك، فلا مانع من الدراسة ليلا، وما العيب في هذا! فالكثير من الناس يدرسون ليلا، وخاصة مع انشغالهم نهارا بدوام الجامعة، ومن أجل تنظيم دراستك، فمن المبادئ الأساسية لهذا أن تقتنعي بالأوقات المناسبة لك، وإن كانت ليلا، فلتكن.

وبتقديري عندما تتجاوزين، ولحد ما، بعض صعوبات اللقاء بالناس، فإنك ستشعرين بمزيد من الثقة في نفسك، مما سيحسن عندك قدرتك على التركيز والانتباه، وبالتالي تحسن قدرتك على التذكر والحفظ.

وفقك الله, ويسر لك الخير والنجاحات.

مواد ذات صلة

الاستشارات