السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أعاني منذ قرابة سنة ونصف من ترنح وعدم اتزان سائر اليوم، ولا أستطيع الوقوف، ويزداد الدوار والتمايل أكثر عند الرقود، وعدم الحركة وأشعر أنني سأقع على الأرض! أرهقني هذا الإحساس كثيرا.
ذهبت إلى عدة أطباء هنا، حيث أسكن في ماليزيا، لكن من غير العرب، وبدون أي فحص طبي، أخبروني أن لدي احتباسا في السائل في الأذن، وأن مشكلتي هي في الأذن الداخلية، وآخر أخبرني أن لدي قرحة بالمعدة، علما أني أجريت تحليلا للسكر والضغط، ولم تظهر عندي أي مشكلة!
علما أني أواجه مشاكل عائلية حادة جدا جدا، وازدادت منذ سنة ونصف، وقد أخبرني الأطباء هنا أن أمارس الرياضة، وأنا منذ شهرين أمارس الرياضة بشكل منتظم ودائم، وعمري 26 سنة، لدي طفلان بولادة قيصرية.
ما سبب هذا الدوار وعدم الاتزان المستمر، وعدم التركيز، وأحيانا أحس بتشويش بالرؤية، وكأن غشاوة على عيني! وأشعر بالموت في كل ليلة، فعندي كثرة الخوف من كل شيء!
ما سبب هذا الشعور؟ هل عندي مشكلة في الرأس مثل ورم لا سمح الله، علما أني يزيد عندي الدوار وخفقان القلب واضطراب التنفس، عندما أقوم بالضغط على أعلى الرقبة، ودائما أحس بألم في الرقبة، ويخف ذلك عند التدليك، ودائما أشعر بخدر وتشنج في رأسي لا يخف ذلك إلا بتدليك رأسي من الخلف !
علما أني أجريت أشعة للرقبة، وكانت سليمة، ومعظم الأطباء في سوريا عندما كان يراودني نفس إحساس الدوخة أن المشكلة عندي هي الحالة النفسية.
هل يجب علي إجراء تخطيط للدماغ أو القلب أم لا؟ علما أني أجريت منذ ثلاث سنين عملية ليزك، لعيني الشمال فقط.
آسفة جدا على طول السؤال، لكني منهارة بسبب هذا الدوار الذي أفقدني الإحساس بالحياة، وصرت متعبة طول الوقت.
علما أني أجريت تحليل غدة درقية، والنتيجة كانت نسبة قليلة جدا، ولا أعاني من فقر الدم، وغذائي جيد جدا ما مشكلتي بالله عليكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.
أختي الفاضلة أنا أتفق معك تماما أن الدوار هو من الأعراض المزعجة جدا في معظم الحالات يكون ناتج من أسباب بسيطة جدا، وعموما هو ليس بالخطير أبدا فيما يخص صحة الإنسان لكنه مزعج كما ذكرت لك.
أنا أعتقد أن علاجك الأساسي يجب أن يكون تحت إشراف طبيب الأنف والأذن والحنجرة، ونظرية احتباس السائل في الأذن الداخلية هي نظرية صحيحة لدرجة كبيرة، وهذه العلة معروفة جدا، وبجانب إجراءات التواصل مع طبيب الأنف والأذن والحنجرة، هنالك الجانب النفسي أيضا واضحة لديك نوبات الخوف التوترات الهرع البسيط لا شك أنها تزيد من هذا الشعور بالتمايل والدوار وعدم الارتياح، هذا الجانب يمكن أيضا حله بواسطة مقابلة الطبيب النفسي وإن كان ذلك ليس بالسهل.
أنا أنصح بتناول دواء يعرف باسم سبرالكس واسمه العلمي هو استالوبرام، والجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة أي (5) مليجرام، تتناوليه ليلا بعد الأكل وبعد عشرة أيام ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضي الجرعة إلى (5) مليجرام ليلا واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا من وجهة نظري سوف يكون جيدا لعلاج المخاوف الكثيرة التي تعاني منها.
في ذات الوقت أتمنى أن يقوم طبيب الأنف والأذن والحنجرة بإعطائك بعض الأدوية التي يعرف أنها ذات فائدة في مثل هذه الحالات، وعلى سبيل المثال لا للحصر عقار بيتاسيرك، وكذلك استدرون واستماتيل نتروبيل NOOTROPIL هي من الأدوية المعروفة والمجربة لعلاج مثل هذه الحالات، لكن طبعا هذا الأمر يجب أن يقرر فيها طبيب الأنف والحنجرة، وأنا لا أرى أن الأمر يتعلق بمرض في القلب وتسارع ضربات القلب، هذا ناتج من حالة القلق والمخاوف.
بصفة عامة مراجعة الطبيب الباطني مرة واحدة في كل ثلاثة أشهر، للتأكد حول الصحة العامة وسلامتها لا بأس به، والإنسان الذي يكون حساسا وقلقا حول صحته من الأفضل له أن يقوم بعمل هذه المراجعات، ومعاودة الأطباء بصورة ثابتة ومنتظمة، لأن ذلك يطمئنه كثيرا، ويبعده عن التردد على الأطباء دون وجهة حاجة، مما يسبب المزيد من القلق والوساوس نسبة الآراء المتعارض من هنا وهناك، لأن الأطباء كثيرا ما يفسرون الأمور حسب تخصصاتهم.
بالنسبة لموضوع الغدة الدرقية أرجو متابعتها فيمكن أن يكرر الفحص بعد شهر من الآن للتأكد من مستوى هرمونات الغدة الدرقية، لأنها بالفعل مهمة جدا، فزيادة الإفراز في هذه الغدة يؤدي إلى القلق والمخاوف وضعف الإفراز يؤدي إلى التكاسل وإلى الاكتئاب النفسي، فهي غدة حساسة جدا، وذات صلة وثيقة بالصحة النفسية للإنسان، أرجو أن الحرص على ذلك.
لا أعتقد أنك في حاجة إجراء تخطيط للدماغ أو صورة مقطعية للرأس، أو شيء من هذا القبيل، فحالتك تتعلق بالأنف والأذن والحنجرة، وهنالك الجانب النفسي، وقد قمنا بإرشادك في هذا السياق، بالنسبة للرياضة فاستمر في ممارستها، وأريدك أن تكوني إيجابية في تفكيرك والاجتهاد بإدارة البيت، وإن كان زوجك منشغلا بالدراسة فأرجو أن تهيئي له الظروف الجيدة للتحصيل.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.