وسواس الموت وفقدان طعم الحياة يلاحقاني فهل أنا مكتئبة؟

0 775

السؤال

أشكر لكم جهودكم العظيمة في هذا الموقع، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم.

مشكلتي غريبة وصعب تفسيرها!
فأنا أشكو من وسواس يكاد يقتل حياتي، وهو وسواس الموت، فأنا بعمر 19عاما، ومشكلتي بدأت منذ أربعة أشهر تقريبا، عندما كنت أضع يدي على صدري لأتحسس نبضي فكنت أجد النبضات سريعة جدا، ولكن لم أعر الأمر أي اهتمام، ولكن كنت أضع يدي دائما على صدري لأتحسس النبض فأجده سريعا؛ مما سبب لي القلق والخوف من أن يكون بقلبي علة، وكنت أختلق لنفسي مئات الأسباب.

كنت أقول: لربما كان سبب النبضات السريعة هو كثرة شرب المشروبات الغازية, والشاي، وتجاهلت الأمر إلى أن شعرت بنغزات في قلبي، وبعدها أصابني الهلع والخوف من الموت، ولطالما أردت الذهاب إلى الطبيب، ولكن أمي كانت تحاول جاهدة أن تخبرني بأن ما يحصل لي هو مجرد وسواس؛ لأنني كنت غير محافظة على الصلاة، فلهذا يحاول الشيطان أن يحزنني بعد أن أصبحت أصلي الصلوات، ولم أكتفي بهذا الكلام، وذهبت بالفعل إلى استشاري قلب، وكانت النغزات مؤلمة جدا، لدرجة أني كنت أقول لنفسي سأموت في هذه اللحظة، وظللت أفكر بالموت إلى أن دخلت على الطبيب وفحصني، وقال: بأن الأمر طبيعي جدا، فأنت نحيفة جدا، وتشربين الكثير من المشروبات الغازية، وتجلسين بالساعات أمام الكمبيوتر، وتتعرضين للمكيف مباشرة أثناء النوم, فهذا كله يؤثر على القلب، ونصحني بأن أبتعد عن المشروبات الغازية وغيرها، وقال: بأن قلبي سليم، وبعد أن سمعت بأن قلبي سليم طرت من الفرحة، واختفت النغزات بمجرد أن سمعت كلامه.

ذهبت للبيت وكنت سعيدة للغاية، ونمت وأنا مرتاحة؛ لأنني كنت أعاني من الأرق والأحلام المزعجة، واختفى الوسواس تماما لمدة أسبوع، ولكنه عاد مجددا بأشكال مختلفة! فمرة أشعر بحرقة في المعدة، فأقول بأنه سرطان المعدة، أو غصة بالمريء، فأقول أعراض سرطان المريء، وظللت على هذا الحال إلى أن خف الوسواس بشكل تدريجي، ولكنه عاد أقوى من ذي قبل، عندما سمعت بخبر وفاة إحدى قريباتي، وكانت في العشرين من عمرها، وقد ماتت فجأة، وعادت النغزات في القلب، وشعرت بضيق في التنفس، وكنا وقتها في رحلة عائلية ولم أستمتع بطعم الرحلة، فكان أهلي يستمتعون بها وأنا منعزلة ووحيدة في السيارة، ولكن الوسواس اختفى لمدة أسبوعين تقريبا، والآن عاد مجددا وفقدت طعم الحياة، وأنا لا أذهب للجامعة، وانقطعت علاقتي بصديقاتي، وأصبحت أشعر بالوحدة والخوف من لا شيء، والقلق والاكتئاب والأحلام المزعجة، وضيق في التنفس، ونغزات في القلب، وأرغب في البكاء، ولكن دون معرفة السبب، وفي كل لحظة أشعر بأنني سأموت, ولا أستطيع النوم في الظلام إلا بصعوبة، ويراودني شعور غريب بأن أجلي أصبح قريب جدا، ويختفي عندما ألهي نفسي.

أصبح الحزن ملازما لي، ولم أعد أريد الشراء أو الخروج أو فعل أي شيء، وقد حلمت حلما وفسر على أنني مسحورة، فهل السحر يسبب هذا الوسواس وفقدان طعم الحياة؟

أرجوك -يا دكتور- ساعدني فأنا والله لا أعرف ما هي حالتي، هل أنا مصابة بالاكتئاب الحاد أو مرض نفسي أم عضوي؟
وهل هذا كله بسبب السحر أم ماذا؟

والله إني أشعر بالحزن والألم عندما أرى فتيات جيلي يستمتعن بحياتهن ويضحكن، ويشعرن بطعم الحياة فيزيد همي وحزني!

تلخيص لما يحدث معي:

1- وسواس الموت والأمراض.
2- الاكتئاب والملل.
3- الحزن والقلق والتوتر.
4- عدم القدرة على التركيز في القراءة أو حتى في مشاهدة التلفاز.
5- الأرق والأحلام المزعجة.
6- نغزات في القلب والصدر.
7- الشعور بالتعب والضعف حتى بعد الأكل.
8- ضيق في التنفس في بعض الأحيان.
9- الرغبة في البكاء دون سبب.
10- الرغبة الملحة في فقدان الذاكرة.

وجزيت خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأؤكد لك أنني قد تدارست رسالتك بصورة جيدة، ويسعدني جدا أن أقول لك إنك غير مسحورة بإذن الله تعالى، الذي تعانين منه هي حالة طبية نفسية بسيطة، تعرف بقلق المخاوف الوسواسي، فأنت لديك القلق، لديك المخاوف, ولديك الوساوس، وهذه متداخلة مع بعضها البعض، أي لا يعني أنها تشخيصات مفارقة أو متفردة، الحالة هي حالة وجدانية واحدة مع وجود أجزاء لها كما ذكرنا.

وهذا كله يؤدي إلى شيء من الكدر والمضايقة وعسر المزاج، وهذا نسميه بالاكتئاب الثانوي؛ لذا أنت تشعرين بالحزن والألم النفسي، فأرجو أن تقتنعي بهذا التشخيص، وإن شاء الله تعالى هو الصحيح، وما دامت الحالة نفسية وبسيطة ستكون الطريقة الأفضل هي: أن تذهبي وتقابلي الأخصائي النفسي.

الطبيب النفسي سوف يقوم بتوجيه الإرشاد لك، ويعطيك العلاج الذي يساعدك، هناك أدوية ممتازة جدا توصف في مثل هذه الحالات، من هذه الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس), ويعرف علميا باسم (إستالوبرام).

بجانب الذهاب إلى الطبيب يمكنك أن تنخرطي في تمارين سلوكية نلخصها في الآتي:

1) التدريب والالتزام بتطبيق تمارين الاسترخاء، ويمكنك تصفح أحد المواقع التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

2) ثانيا صرف الانتباه عن الفكر الوسواسي والمخاوف، وذلك بتحقيرها، إدخال أنشطة جديدة بصفة يومية، التفكير فيما هو أفضل وأجدى وأنفع، وهذا يعني أن تفكري فكرا مخالفا.

3) فكرة الخوف من الموت ملازمة لكثير من الناس، وهذه يتم التعامل معها من خلال لا أقول تحقير الفكرة، ولكن تحقير الجزء المرضي فيها، وهذا يجب أن يدعم بالفكر السليم، وهو أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة, ولا ينقص عمره أبدا، والموت حق وقادم، لكن الخوف منه كما ذكرنا لا يأتي به، فلماذا أخاف من أمر ليس بيدي، والخوف من الموت له إيجابية، وهو أنه يجعل الإنسان يحسن من أدائه لما تتطلبه حياة البرزخ ويوم القيامة.

إذن تحقير الفكرة، أي تحقير مكونها المرضي يتم بهذه الطريقة، والدواء سوف يساعدك كثيرا وبصورة مجدية جدا للتخلص من هذا النوع من الخوف.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات