السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا واقعة في حيرة ما بعدها حيرة، وأرجو منكم المساعدة.
أنا أحب أختي كثيرا، وأتمنى لها كل الخير دائما، وقد ابتلانا الله (بأن صدرنا ليس متساويا في الحجم)، بحيث أن هناك: 5 سم فرق، حيث إن الثدي الأيسر أكبر من الثدي الأيمن.
أنا تزوجت منذ زمن، ولم تكن هناك مشكلة كبيرة عندي، ولكن لم تكن كذلك عند أختي، وذهبنا إلى العديد من الأطباء، وكان نفس الكلام من أنه طبيعي، وعادي، وأنه وراثة من الوالدة، والحمد لله فقد بدأت أختي بالاقتناع والتعايش على هذا من سنة.
ولكن المشكلة التي تحيرني أنها خطبت قبل خمسة أشهر، وهي سعيدة جدا، ولكن الذي خطبها لم أكن موافقة عليه، (لأنه شاب منفتح كثيرا، وسافر إلى العديد من البلدان، ورأى وصاحب العديد من البنات الجميلات)، ولكن أختي تحبه كثيرا، وهو كذلك، والآن هو شخص سوي تماما.
أما عن سبب خوفي، فأنا أخشى أنهم عندما يتزوجون بعد شهرين، كيف ستكون ردة فعله تجاه مشكلة أختي؟ خائفة من أن يجرحها، أو يضايقها، أو يعمل مقارنات بينها وبين الفتيات الأخريات.
أما بالنسبة لي، فقد كنت أول امرأة في حياة زوجي، ولم أجد أي صعوبة معه في أي شيء، وأنا الآن حائرة جدا، وخائفة على أختي، فهي لا تحتمل أي نظرات من أي الأنواع.
أريد أن أعرف وجهة نظركم بالموضوع..
- هل أنا قلقة زيادة عن اللزوم؟
- هل هذا من الأشياء التي يجب إخبار عائلة الزوج قبل الخطبة؟ أم أنها أمر طبيعي كما قال الأطباء؟
- وهل أخبر أختي بما لم تعرفه عن زوجها؟
شكرا لكم .. وآسفة على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنا نشكر لابنتنا الفاضلة اهتمامها بأمر شقيقتها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرها، وأن يرزقها السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحن نريد أن نقول: لا يستطع الإنسان أن يعيب على ما خلقه الله تبارك وتعالى الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والعيب الذي ذكرته، والذي ورثته أنت وشقيقتك عن الوالدة لا يعتبر عيبا، والدليل على ذلك: أن الوالدة عاشت حياتها بطريقة طبيعية، وأنجبتكم ولله الحمد حتى وصلتم إلى هذه المرحلة.
وأنت كذلك تزوجت، وتقولين بأنك سعيدة - ولله الحمد - مع زوجك، وأختك أيضا سعيدة مع خطيبها الجديد، فلا تعط هذا الأمر أكبر من حظه، وأكبر من حجمه، واعلمي أن الأطباء طالما أشاروا أن الأمر عادي وطبيعي فإن الأمر في منتهى السهولة ولله الحمد.
ونتمنى دائما أن يدرك كل إنسان أنه ما من إنسان إلا وفيه جوانب جميلة وجوانب فيها نقص وخلل، والكمال متعذر، وما من إنسان إلا وفيه جوانب إيجابية وجوانب سلبية، ولكن كل امرأة جميلة، والفرق: أن هناك امرأة لا تحسن إظهار مفاتنها ومواطن الجمال من جسدها.
فنحن نوصيك، ونوصي هذه الشقيقة (أختك)، بأن تهتم بإظهار مفاتنها ومحاسنها بعد أن تكمل هذا المشوار، أي بعد أن يتحول هذا الخاطب إلى زوج، أو عندما تدخل على زوجها، عند ذلك تجتهد في أن تظهر له مفاتنها، وتجتهد في أن تتقرب وتحسن إليه، فإنه إذا أعجب بها فسيصبر على كل نقص يكون فيها.
والأمر كما قال الشاعر: (وعين الرضى عن كل عيب كليلة)، وهذا الاندماج والتوافق الحاصل بينها وبين خطيبها - والحمد لله - مبشر، لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
إذن هذا القلق الذي عندك نحن نعتقد أنه زائد، وليس هناك داع لأن تنبهيها، أو تفتحي عليها هذا الأمر الذي ربما نسيته، وأصبحت لا تفكر فيه - ولله الحمد - وأحسب أنها تجاوزت هذه الأزمة، فلا تعيديها إلى المربع الأول لمناقشة هذا الأمر، خاصة بعد أن أفاد الأطباء أنه لا يلحق ضررا ولا أذى.
وقطعا هذا من العيوب التي لا تؤثر على أداء المرأة لوظائفها في الفراش، أو وظائفها في الإنجاب، ولن يتضرر الزوج كثيرا من مثل هذا العيب الذي نستطيع أن نقول بأنه خفي، ولن يكون عيبا.
لأن المسألة كما قلنا: إذا كان زوجك قد قبل بك، وقبل ذلك الوالد قبل بالوالدة، وعاشت معه في منتهى السعادة، فإن هذا الأمر سيكون من السهولة بمكان بحول الله وفضله ومنه.
وهذا الشاب الذي عشق أختك، ومال إليها، واختارها، لا يمكن أن يجرحها أو يضايقها، لأن الرجل أيضا إذا أحب امرأة فإنه يراعي مشاعرها، كما أننا أيضا معشر الرجال لا نخلو من عيوب، ولا نخلو من نقص، فكل إنسان فيه عيوب ونقائص، ومن الذي ما أساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، ولكن الإنصاف عند الحكم على أي إنسان يكون: بأن نضع الإيجابيات في جانب، والسلبيات في جانب، ثم بعد ذلك نستطيع أن نحكم على هذا الإنسان.
وكون هذا الشاب عنده علاقات، نحن نتمنى أن لا يصل هذا الكلام إلى شقيقتك، ويكفي في القبح والسوء في بنات الهوى، أنهن يتابعن كل شرير، وأنهن يتقلبن بين أحضان الفساق عياذا بالله تبارك وتعالى، وهذا هو العيب فعلا.
وليس العيب في أن يكون في الإنسان طول أو قصر أو نقص في جزء من أجزائه، وإنما العيب في أن يكون الإنسان متجاوزا لحدود الله تبارك وتعالى، بعيدا عن طاعة الله تبارك وتعالى، واقعا فيما حرم الله تبارك وتعالى.
ولا شك أن هذا الشاب الذي عنده معرفة بالنساء، اختار أختك بعناية، واختار فيها ما عندها من أدب، وما عندها من كمال، وارتاح إليها وارتاحت إليه، وهذه ضمانة أساسية، لأن الأرواح كما قلنا ونقول دائما وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
وإذا جاء الشيطان، وطلب منك أن تخبري شقيقتك، فتعوذي بالله من الشيطان، ولا تكلميها، ولا تفكري في هذا الأمر، واتركي الأمور تمضي كما هي، واتركيها في سعادتها، ولا تكدري عليها حياتها.
وربما أيضا يكون الرجل قد عرف هذا الشيء، إذا كان هو يتواصل معها، فربما يكون عرف هذا الشيء وغض الطرف عنه، فلماذا تجددين أنت الجراح، وتعيدي فتح هذا الموضوع مرة ثانية.
لذلك فمن كل النواحي، وبناء على ما ذكرنا، فإنه لا ينبغي أن تفكري أصلا في تغيير سعادة شقيقتك، أو فتح هذا الباب، أو الحديث معها حول هذا الموضوع الذي نعتقد أنه طوي وإلى الأبد بحول الله وقوته.
وأختك إن شاء الله قادرة على أن تسيطر على قلب زوجها الذي اختارها من بين النساء، ورضيت به كذلك من بين الرجال، وما بين الخاطب ومخطوبته أكبر مما تتصوري، ودائما الحياة الزوجية تبنى على الرضا بقضاء الله وقدره، والإنسان لا ينبغي أن يطلب الكمال، فإنه إذا وجد امرأة كاملة الثديين فستكون ناقصة في جزء ثان من جسمها ومن جسدها، وهذا النقص هو طبيعة البشر كما ذكرنا.
فإذن عليك أن تشكري الله تبارك وتعالى الذي هيأ لأختك هذه الفرصة، وتسألي الله تبارك وتعالى لها التوفيق والسداد، وذكريها بأن تهتم بإبراز جوانب الجمال فيها ومفاتنها لزوجها.
والله ولي التوفيق.