ما علاج القلق و الهلوسة مع الغضب والحساسية لأتفه الأمور؟

0 522

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر20 عاما، وبعد الصدمات التي واجهتها من أعز صديقاتي وأحبابي بدأت حالتي تتدهور، حيث كنت إنسانة مفعمة بالحيوية والنشاط، ومرحة جدا، محبوبة بشكل ملحوظ لدى أساتذتي وأصدقائي، ومستواي الدراسي عالي -والحمد الله- ولكن للأسف اكتشفت أن الفتيات اللاتي اعتبرتهن صديقاتي يكنن لي الحقد والحسد، لدرجة أنني حلمت بالدبابير، وعند تفسيري للحلم أصبحت أكثر إدراكا لوضعهن.

لا أعرف من أين أبدأ، حاولت جاهدة أن أتقبل الخيانات وأسامحهن، حيث كن وما زلن يشوهن صورتي أمام البنات، والحط بقدري أمام أحبابي، لكن لم أستطع أن أقول شيئا، لأنهن يزعمن بأنهن أعز صديقاتي فلا أحد يكذبهن لأنهن على دراية بأني قريبة منهن.

لاحظت في الآونة الأخيرة تغير جميع صديقاتي علي! فكنت أقول لهن بأنني مظلومة إن سمعن شيئا عني، ولكن دون جدوى ، ولاحظت نفورا وسخرية أكثر، فتعبت، ولم أسع في التبرير المستمر لهن واكتفيت بالدعاء.

مما زاد من حزني أنني لم أستطع أن أتأقلم مع الطالبات في هذه السنة، رغم أنني إنسانة معروفة بأني اجتماعية، وهذا من فضل ربي، ولكن أنا الآن أرجوكم، لأني في أمس الحاجة بأن تصفوا لي علاجا لأعراضي هذه:

1-الهلوسة الدائمة بحدوث مصيبة لي من قبل صواحبي، فقد حاولن أن يفرقن بين بنت أختي وخطيبها، وذلك لمجرد كرههن لي، مما زاد من صدمتي.

2-عدم الثقة بالنفس وبالناس.

3-الانفعال السريع والحديث المستمر مع الندم الشديد، والخوف بعد ذلك، من أن يستغللن هذا الشيء ضدي.

4-البكاء على أتفه الأسباب.

5-عدم القدرة على التركيز، وتضييع الوقت بشكل كبير.

6-تضخيم الأمور وشعور بتأنيب الضمير.

7-شخصيتي أصبحت لا تطاق، لأني أشعر بأن الجميع يسخرن مني، مما زاد من سرعة غضبي.

8- أصبحت أشك بالناس جميعا.

9-تدني مستواي الدراسي.

لكن والحمد لله، هذه المشاكل قد زادت من قربي إلى ربي، فأنا الآن أقرأ القرآن باستمرار، وأصلي بالتزام، وأنا موقنة أن كل هذه الأمور اختبار من الله تعالى، وأن الحاسد مهما فعل وحاول بكسري فهو يحرق نفسه من الداخل، ولكن وإن لم أبالي بحسدهن فحزني على ما يفعلنه بي يتعبني، وخوفي من مكرهن بي أيضا يقلقني، وأحاول جاهدة أن أوكل أمري لرب العباد، ولكن عند حدوث أي مصيبة أو مشكلة تحدث لي أربطها بسرعة كبيرة بصديقاتي.

أرجو منكم العون.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

حالتك حقيقة فيها الكثير من الجوانب التي تدفعني أن أرى أنه لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من الشكوك والظنان ذات الطابع الوسواسي، هذا لا يعني أنني أسعى لأن أبرئ صديقاتك أو أحمل لك نوعا من الإدانة النفسية، لكن ومن قبيل التناصح أقول لك إن الشكوك هذه قد لا تكون مبررة في جميع الأحوال، وتفسيرك بأن هنالك حقدا وحسدا من جانب صديقاتك أيضا أعتقد أنه يوجد الكثير من التحفظ حول هذا النوع من الأفكار، وتحفظنا يتأتى من ملاحظة أن الظنان والشكوك في بعض الأحيان تقود صاحبها إلى سوء التأويل والتفسير، ومحاولة وجود نوع من التحليلات والتفسيرات التي ليست صحيحة، قد زاد قناعتي بتشخيص أنك تعانين من حالة ظنانية بسيطة، وهو ما ذكرته صراحة أنك أصبحت تشكين في الناس جميعا، وتلجئين إلى تضخيم الأمور، كما أن ثقتك بنفسك اهتزت كثيرا، وأصبت بشيء من عسر المزاج، وهذه كلها ومؤشرات على وجود ظنان وسواسي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تسعي جاهدة إلى أن تحسني الظن بالناس، وأنه شيء جميل أنك الآن حريصة على الصلاة وقراءة القرآن، وعليك بالدعاء وعليك بالسعي إلى إحسان الظن بالناس، وهذا مهم وجوهري في العقيدة الإسلامية وفي ذات الوقت أنا أرى أن تصرفي انتباهك إلى ما هو أنفع وأجدى، وركزي على دراستك وكوني مشاركة في الأنشطة الأسرية، بر الوالدين يرفع من كفاءة الإنسان النفسية، كوني حريصة على ذلك، مارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، واسعي دائما لتقديم حسن الظن بالناس على التشكك في نواياهم، أنا أرى أنه من الأنسب أن تذهبي إلى مقابلة الطبيب النفسي، هذا سوف يفيدك كثيرا.

أنت محتاجة إلى بعض الأدوية، ومقابلة للطبيب ستكون لك فيها فائدة، وذلك من خلال الحوار المباشر مع المختص، أرجو أن لا تنزعجي لحالتك، لكن أيضا من الضروري أن لا تهمليها وأن تذهبي إلى الطبيب كما ذكرت لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات