ما هو أحسن علاج للتخلص من الاكتئاب والوساوس والمخاوف؟

0 1013

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستشيركم في حالتي التي أعاني منها، وهي الاكتئاب والقلق، والوساوس القهرية والخوف المرضي وما يصاحبه من أفعال قسرية، وعندي حزن شديد، عندما تأتيني ذكريات معينة مع أهلي وأولادي إذا كنا معا في مكان عملي وإقامتي، أو بعد أن انفصلت عنهم، مما أصابني بالتعب والإرهاق، وممكن البكاء! لأني أعمل في مكان وهم في مكان آخر.

أنا أتناول انافرانيل 75 في اليوم، حيث قد وصفه دكتور لي منذ فترة كبيرة، وأنا لست منتظما على الدواء، إذ أنه في حالة تواجدي مع أهلي لا أكترث بالجرعة، ولكني أتناول الدواء، ولكن ممكن بجرعة مخفضة 25 مثلا في اليوم فقط.

لقد زادت عندي المخاوف والتخيلات السيئة الفظيعة التي أتعرض لها، وهي تتمثل في أنه عند سماع أي خبر أو تخيل أي منظر أو موقف لي أو لأحد من أهلي لا أحبه، أو رؤية أي شيء لا أرغب فيه أو لا أتفاءل به، أرمي ما معي من شيء وأعمل غيره، أو أرمي قطعة الأكل وأتناول غيرها، أو أنظر خارج المنزل، أو لو سمعت شيئا معينا كريها أخاف منه - خلال لبسي لسراويل أو قميص - أقوم برميه، ولا ألبسه مرة أخرى!!

أريد أن أعرف هل هذه المخاوف أو التصرفات تعتبر وساوس قهرية، أو خوفا مرضيا أو تكون حقيقة، وهل يجب العمل بتلك التصرفات التي أقوم بها خوفا منها؟

أريد أن أرتاح! وهل أستمر على العلاج هذا أم أغيره؟ علما بأن آخر مرة كنت فيها عند الدكتور قال لي استمر على (الانافرانيل).

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ HATEM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي أرجو أن تطمئن، حالتك بالفعل وحسب الوصف الذي ورد في رسالتك هو نوع من قلق الوساوس المصحوب بدرجة بسيطة من المخاوف، هذه الحالات دائما متداخلة، يعني أنك لا تعاني من عدة أمراض، إنما هي حالة واحدة أساسها القلق لها جزائيات وفروع، وهي الخوف من الوساوس النمطية، وهذا كله قد يكون نتج عنه شيء من عسر المزاج، أو الاكتئاب العارض البسيط.

أخي الكريم: يجب أن تتجاهل التصرفات النمطية التي ذكرتها فيما يتعلق باللبس والأكل وغيره، أنت مدرك أن هذه التصرفات تصرفات لا داعي لها، ومن ثم يجب أن تقاومها تماما لا تتبعها ولا تطبقها، حتى وإن أصابك أي نوع من القلق، هذا القلق سيكون مؤقتا وعابرا، ولن يستمر معك لفترة طويلة، المخاوف والوساوس دائما تعالج من خلال اقتحامها، وفعل ما هو مضاد لها وتجاهلها.

أرجو أن تتبع هذا النمط العلاجي، وسوف يساعدك كثيرا.

أخي: هنالك جوانب مهمة، وهي صرف الانتباه عن القلق والوساوس، وهذا يتأتى من خلال حسن إدارة الوقت، وأن يكون الإنسان فاعلا ونافذا ومفيدا لنفسه ولغيره.

ممارسة الرياضة هي ذات فائدة كبيرة جدا، بالنسبة للعلاج الدوائي، (الانفرانيل)، لا شك أنه علاج جيد، لكن كل دواء حتى يتحصل الإنسان منه على فائدة، حقيقة لابد أن يكون هنالك انتظام في تناوله حسب الجرعة الموصوفة.

أخي: هذا هو الشرط الأساسي والرئيسي والجوهري لنجاح العلاج - بإذن الله - تعالى.

ثانيا: جرعة (75) مليجرام لا بأس بها أبدا، وإن كان هنالك بعض الدراسات تشير إلى أن الجرعة المضادة للوساوس بالنسبة لعقار أنفرانيل يجب أن تصل إلى (150 ) مليجرام في اليوم، لكن أقول لك إن (75) مليجرام جيدة، وإن أردت أن ترفعها إلى (100) مليجرام يوميا، هذا أيضا أمر جيد، وحين تنتظم على مثل هذه الجرعة لمدة ستة أشهر على الأقل بعد ذلك يمكن أن تقلل الجرعة الوقائية، والتي هي أقل من الجرعة العلاجية.

العلاج كما ذكرت لك علاج جيد، وعلاج ممتاز يتميز بأنه غير مكلف أيضا، هناك بالطبع أدوية أخرى ممتازة أيضا، وأنا على ثقة أنها معروفة لدى الطبيب الذي وصف لك الأنفرانيل، والأدوية البديلة من أهمها عقار يعرف باسم زولفت (ZOLOFT ) وأيضا اسمه لسترال LUSTRAL واسمه العلمي هو سيرترالين SERTRALINE، هذا الدواء يتم تناوله بجرعة (50) مليجرام ليلا، لمدة شهر بعد ذلك ترفع الجرعة إلى (100) مليجرام ليلا أي حبتين، لأن الحبة تحتوي على (50) مليجرام، ويكون الاستمرار على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض مرة أخرى إلى (50 ) مليجرام يوميا، ويتم الاستمرار عليها لمدة ستة أشهر إلى عام كامل.

هنالك أدوية أخرى كثيرة، أنا لا أقول لك أنتقل وتناول الزولفت، هذا مجرد شيء ذكرته كي تطمئن، وكي تعرف أنه توجد خيارات أخرى كثيرة في حالة أن الأنفرانيل لم يساعدك، لكن الأنفرانيل من وجهة نظري يجب أن يعطى الفرصة الكاملة، وذلك من خلال الانتظام في تناوله، حتى حين تكون مرتاحا أو مع الأولاد لا توقف الدواء أبدا، لأن هذه الأدوية تعمل من خلال البناء الكيميائي، والبناء الكيميائي يعني ضرورة الانتظام في الجرعة.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول علاج التشاؤم: ( 278993 - 282714 ).

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات