السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا جزيلا على هذا الموقع المفيد والرائع.
سؤالي إلى الدكتور محمد حفظه الله:
هل يجوز دمج (دوجماتيل) مع (اسيتالوبرام) للاكتئاب الغير تقليدي.
وإذا سمحت ما هو الاكتئاب غير التقليدي؟ علما أنني أعاني من آلام جسدية من منشاء نفسي، ولكن جئت إلى المملكة العربية السعودية، وشخص حالتي على أنها اكتئاب غير تقليدي.
مع العلم أني كنت أستعمل لمدة سنة (اسيتالوبرام) 20 ، وتحسنت ولكن قطعته، وعادت لي الحالة ووصف لي الطبيب (اسيتالوبرام 10 ، ودوجماتيل 100 ) باليوم.
الأعراض التي أعاني منها هي: صداع لا يزول، انتفاخ بالبطن، ثقل بالرأس، شعور بغصة بالحلق كأن لقمة عالقة فيه، لا أحب الخروج كثيرا، نبضات قلب أحس كأني ستأتيني جلطة، ولكن فحوصاتي سليمة، أتخيل حدوث أشياء ليست جيدة كإصابة ابني بحادث أو شيء سيء.
أرجو لو تكرمتم، هل يوجد طريقة سلوكية للتخلص من نوبات الهلع؟ أو للتخلص من الأعراض الجسدية، وحسب تشخيصك حضرة الطبيب ما هو برأيك مرضي أو ماذا يسمى علميا؟
ولك جزيل الشكر، والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المعطي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن تشخيص مرضك هو أنك تعاني من قلق المخاوف، وهذا لديه جزئيات كثيرة منها الوسوسة والقلق الشديد حول الصحة الجسدية، وهذا ينتج عنه الشعور بآلام جسدية مختلفة ناتجة من التوترات العضلية، وهذا كله قد ينشأ منه شيء من الاكتئاب البسيط.
سؤالك الأول: هل يجوز دمج (الدوجماتيل) مع (اسيتالوبرام) في علاج الاكتئاب غير التقليدي؟ .. نعم ليس هنالك ما يمنع أبدا، ويكون في مثل هذه الحالة (اسيتالوبرام) هو الدواء الرئيسي، ويكون (الدوجماتيل) هو الدواء المساعد أو المدعم.
سؤالك حول ما هو الاكتئاب غير التقليدي؟ .. الاكتئاب غير التقليدي مسمى يقصد به أن الأعراض الاكتئابية لا تظهر مباشرة في شكل كدر وكرب وشعور بالحزن وانقباض في المزاج، إنما تكون الأعراض الأساسية إما جسدية كالشعور بالآلام العامة أو يكون هنالك خمول شديد، أو يزداد النوم، وتفتح الشهية للأكل، وهذا مخالف تماما لما نشاهده في الاكتئاب النمطي أو التقليدي، حيث إن اضطراب النوم وقلته وكذلك ضعف الشهية للطعام هي من السمات الرئيسية. هذا هو الذي يقصد بالاكتئاب غير التقليدي.
بالنسبة لعقار (استالوبرام): أرجو أن تستمر عليه فهو ذو فعالية ممتازة، ويفضل أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما حيث إنها الجرعة العلاجية الجيدة لعلاج مثل هذه المخاوف القلقية الوسواسية، وهذه الجرعة يكون الاستمرار عليها لمدة ستة أشهر، بعدها تخفض إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
الرياضة سوف تكون ذات منفعة كبيرة جدا لك، فأرجو أن تكون حريصا عليها، وهي سوف تقضي إن شاء الله على الأعراض الجسدية التي سببت لك الكثير من المضايقة.
تخيلك لحدوث أشياء ليست جيدة: هذا نوع من التفكير الوسواسي، استعذ بالله تعالى منه، ولا تدع له مجالا، وذلك من خلال تحقيره وتجاهله وصرف الانتباه إلى ما هو أحسن وأفضل.
سؤالك حول هل توجد طريقة سلوكية للتخلص من نوبات الهلع؟ .. نعم توجد عدة طرق أهمها التأمل وفهم الهلع، وهو أنه حالة قلقية حادة وأهم شيء أن يتأكد الإنسان إذا أتته نوبة ثانية أن توقعاته التي كانت تصحب النوبة الأولى لن تحدث، مثل الخوف من الموت، أو أن يفقد الإنسان السيطرة على الموقف، أو أنه سوف يسقط، أو ستأتيه ذبحة قلبية، هذا كله لن يحدث. فتذكر هذه المواقف – أي الهلع وما صاحبه من خوف وبعد ذلك لم يحدث ولم يتحقق أي من هذه المخاوف – هذا علاج سلوكي معرفي.
ثانيا: تمارين الاسترخاء هي علاج سلوكي ومهمة جدا.
ثالثا: صرف الانتباه، بمعنى حين تأتي فكرة الهلع أو الهرع أو الجزع أو الذعر أو الخوف يلفت الإنسان انتباه إلى أمر آخر، ويكون هذا من خلال الانخراط في أي منشط نافع.
التخلص من الأعراض الجسدية يكون من خلال تناول الدواء، وممارسة الرياضة بانتظام – هذا أهم شيء – وأخذ قسط كاف من الراحة، ويفضل أيضا أن تداوم مع طبيب من أجل الفحوصات الروتينية مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا يمنع عنك التردد على الأطباء، وفي ذات الوقت يعطيك الشعور الكبير بالطمأنينة.
لابد أن تغير نمط حياتك، وأقصد بذلك أن توجد لنفسك أنشطة جديدة وأن تتخلص من أي نشاط سلبي أو غير مفيد لك، وإدارة الوقت بصورة صحيحة وجيدة فيها خير كثير للإنسان، فأنت تعمل مديرا لمطعم ولا شك أن الأعباء عليك كثيرة، لكن لابد أن تعطي للرياضة أيضا وقتا، وكذلك التواصل الاجتماعي، وأن تأخذ قسطا كافيا من الراحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.