أعاني من رهاب واضطراب وتوتر عند التحدث، ما توجيهكم؟

0 420

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أتوتر كثيرا عندما أقوم بتعبير شفهي أمام الصف، لدرجة أنني أرجف وتضعف طاقتي بالكلام ويحمر وجهي، لو تكرمتم صفوا لي دواء يتوفر في كندا، ولا يحتاج إلى ورقات طبيب، كي يخفف من توتري، أنا بحاجة إلى دواء، لأن عندي تعبيرا شفهيا بعض الأوقات، وأتوتر، أريد أن أشير أن توتري يظهر أمام الناس لأنهم يبدؤون بنظر بعضهم لبعض نظرات انتقاد، وينظرون إلي بنظرات شفقة، أنا في هذه الأثناء أتمزق داخليا، وأشعر أن قيمتي قليلة ويخيب أملي بنفسي، وأشعر أنني أريد أن أبكي! لأنني عندما أتكلم أمام الصف يضيق صدري، وأشعر بضيق في التنفس وأختنق وأرجف وأنسى كل شيء.

أنا خائفة، أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ MOUSLIMA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يحل هذه العقدة من لسانك، وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، الدعاء هو سلاح المؤمن في كل مكان وفي كل زمان، ونحن كثيرا ما نتناساه أو ننساه حين نبحث عن حلول لمشاكلنا، لكن الدعاء يجب أن يكون دائما في مقدمة أسبقياتنا في كل شيء.

مشكلتك يسيرة جدا، هذا نسميه بقلق الأداء، أي أن الإنسان حين يقدم على فعل شيء ما، تفرز لديه مواد كيميائية داخلية، منها مادة تسمى الأدرينالين، وهذه من المحفزات، لكن حين يزيد إفراز هذه المادة يعطي شعورا سلبيا مختلفا، ويكون الأمر أكثر تعقيدا من خلال الفكر السلبي.

مثلا أنت ترين أنك سوف تكونين عرضة لاستهزاء الآخرين، أو لشفقتهم، هذا مفهوم ليس صحيحا، أنا أؤكد لك ذلك، غيري مفهومك، لا أحد يراقبك، لا أحد يتسلط عليك بنظراته، وإذا نظر إليك أحد هذا لا يعني أنه يحقرك أو يقلل من قيمتك، أو يشفق عليك، فقط يريد أن يستمع لما تقولينه.

من جانبي أوضح لك – وهذا قائم على أسس علمية ودراسات مستفيضة – أن أداءك أفضل مما تتصورين.

إذن ما نسميه بتصحيح المفاهيم من الناحية المعرفية يعتبر هو خط العلاج الأول، لما يسمى بقلق الأداء، والذي يحمل صيغة من صيغ الرهاب الاجتماعي البسيط.

خطوة أخرى مهمة هي: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدا في مثل هذه المواقف، لكن يجب أن تبدئي التدريب على هذا التمرين من الآن، وسوف يشير لك الإخوة في إسلام ويب لبعض الاستشارات التي بها إرشادات في كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، والتي ستكون مفيدة لك.

ثالثا: أنا أريدك أن تعالجي هذه المشكلة من جذورها، وإلى الأبد إن شاء الله تعالى، ليس فقط من أجل العرض الذي سوف تقدمينه في وقت قريب.

من الأدوية التي تفيد كثيرا دواء يعرف علميا باسم (باروكستين)، ويعرف تجاريا باسم في كندا (باكسيل) ويسمى تجاريا أيضا في منطقتنا وأوروبا باسم (زيروكسات).

هذا الدواء في معظم الدول لا يحتاج لأي وصفة طبية، والجرعة هي أن تبدئي بعشرة مليجراما، تناوليها ليلا لمدة ستة ليال، يفضل تناوله بعد الأكل، بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرين مليجراما، وتناوليها يوميا واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها عشرة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الباكسيل.

هنالك دواء تدعيمي آخر يعرف باسم (إندرال)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

هذه هي الأدوية المطلوبة لعلاج حالتك، لكني أريدك أن تركزي كثيرا على الجانب الذي ذكرته لك، وهو جانب تصحيح المفاهيم، وأن تدركي أن القلق طاقة مطلوبة من أجل الأداء، والإنسان الذي يقلق مثل هذا القلق الذي تعانين منه عامة يكون حدة الاضطراب في الدقائق الأولى فقط، بعد ذلك تعود الأمور تماما إلى طبيعتها، ولا شك أن الأدوية سوف تمنع الرجفة، سوف تمنع الشعور بالخوف لدرجة كبيرة.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات