أشعر دائماً بالنقص والاكتئاب حينما أتذكر الماضي

0 462

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر دائما بالاكتئاب، أحس بأنني وحيدة، أحس بالنقص وأنني لست مثل أخواتي، لا أحب الخروج الكثير، أفضل البقاء بمنزلي وحيدة، كثيرا ما أفكر بما حدث لي في الماضي من اعتداءات وأنا طفلة، لا يعلم بها أحد غيري، وأفضل البكاء كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، والذي هو واضح أنه يحمل في طياته الكثير مما لم تتحدثي عنه، ودعيني أقول لك ومن خلال خبرتي في التعامل الكثير من الحالات المشابهة، أن ما تتحدثين عنه هو مجرد أعراض للمشكلة الرئيسة، والتي لم تتحدثي عنها، لأسباب مفهومة.

كثير من الفتيات اللاتي تعرضن للاعتداء في صغرهن يشعرن بما تشعرن به من ضعف الثقة بالنفس، وأنك أقل من الآخرين، وعدم الرغبة في الخروج من البيت ولقاء الناس، والرغبة في البقاء وحيدة، ولاشك التفكير بذكريات الماضي.

طبعا تتمنى الفتاة لو تنسى ما حدث، وتتابع حياتها بالطريقة التي تحب، ولكن هذا الأمر يصعب في كثير من الحالات، وأنه لابد من مواجهة الماضي، وما حدث من معالجة نفسية، ليس مواجهة المعتدي أو المتحرش، وإنما مواجهة ما حدث، ومحاولة "تنظيف" هذه الذكريات بما تحمل من عواطف ومشاعر سلبية، مختلطة مع ذكريات وتفاصل ما حدث.

العادة أن تـحدث هذه الذكريات عند الضحية ما نسميه "الذكريات الراجعة" حيث تأتيها ذكريات ما حدث رغما عنها، فتعود تتذكر كل شيء، وتحاول جاهدة إبعاد هذه الذكريات، إلا أنها تفرض نفسها عليها بكل ما فيها من تفاصيل وجزئيات، وإذا خفـت في نهارها أتتها ليلا في أحلامها وكوابيسها.

هناك طبعا أنواع مختلفة للعلاج النفسي لمثل هذه الحالات، سواء العلاج المعرفي السلوكي، أو علاج آخر متخصص نسميه "نزع التحسس من خلال حركة العينين" (EMDR). وهذه علاجات متخصصة وبنتائج ممتازة في علاج مثل هذه الصدمات النفسية.

أنصحك بمراجعة طبيب أو طبيبة نفسية أو أخصائية نفسية، والحديث معها، مع الاحتفاظ طبعا بسرية المهنة، وهي يمكن أن تشرح لك طريقة ومراحل العلاج المطلوب.

وفقك الله ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات