السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الدكتور محمد عبد العليم وإدارة الموقع الممتاز: جزاكم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين, أما بعد:
فسؤالي هو التالي:
إني أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية (bipolar disorder) مصحوبا بقلق شديد وخوف, وبعد مطالعتي لعدة استشارات فيها ردودكم أخذت عقار (ديباكين كرونو 500 مج) كبسولة واحدة في اليوم, و(دوجماتيل 50 مج) كبسولتين في اليوم, وتحسنت جدا بالمقارنة مع الأدوية التي استعملتها سابقا, وأريد الآن أن أسأل ما هي الجرعة المناسبة والمدة التي يجب الاستمرار عليها من الديباكين كرنو والدوجماتيل؟ وهل يمكن استعمال الدوجماتيل لفترة والتوقف عنه، ثم استعماله إن كان الإنسان في فترة قلق؟
وفي الأخير: أسألكم جميعا أن تدعوا الله لي بالشفاء التام, والسلامة في الدين والدنيا, وأن توجهوني, فقد عانيت من هذا المرض ما لا يعلمه إلا الله, وجزاكم
الله العظيم الكريم ألف ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع والعاملين به، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا وبك جميعا.
الحمد لله تعالى أن حالتك قد استجابت للعلاج بصورة جيدة، وهذا من فضل الله تعالى ورحمته! الدباكين كرونو يعتبر من أفضل الأدوية المثبتة للمزاج, والتي تعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وشروط نجاح العلاج أهمها: الالتزام التام بتناول الدواء, وهذا الدواء من الأدوية السليمة جدا.
أما بالنسبة للجرعة فهي من الناحية العلمية تحسب حسب وزن الإنسان، حيث إن كل كيلوجرام وزنا يقابله عشرون إلى ثلاثين مليجراما من الدباكين، يعني إذا كان وزن الإنسان سبعين كيلوجراما؛ فيمكن أن تكون جرعته حتى ألفين ومائة مليجرام من الدباكين كرونو, لكن معظم الأطباء يعطون جرعات أقل من هذه الجرعات.
فالذي أراه أن جرعتك العلاجية هي في حدود ألف إلى ألف وخمسمائة مليجرام في اليوم، وهذه جرعة علاجية وقائية ممتازة جدا، وحين تكون حالتك في استقرار تام فأعتقد أن جرعة الألف مليجرام – أي حبتين – يوميا سوف تكون كافية جدا.
الخمسمائة مليجرام يوميا قد تكون جرعة صغيرة، خاصة أنك لا تتناول أدوية أخرى ذات تأثير قوي، فالدوجماتيل دواء جيد، لكنه ليس بقوة الأدوية المعروفة لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، نعم هو جيد جدا لعلاج القلق، وأنا أؤيد استعماله تماما.
وأقول لك: لا مانع من أن تتناوله في فترات، بمعنى أنه إذا كانت حالتك مستقرة تماما فيمكن أن تتوقف عن الدوجماتيل، وإذا حدثت لك أي بوادر قلق فأرجو أن تتناول الدوجماتيل مباشرة, ويمكن أن يكون حتى جرعة مائتي مليجرام في اليوم.
القلق لا تدعه يتمكن منك أبدا، ابدأ العلاج في بداياته، فهذه هي الطريقة الأفضل.
أما بالنسبة للدباكين كرونو فيجب أن تتناوله بالتزام تام وقاطع، وأرى ألا تقل الجرعة عن ألف مليجرام في اليوم، ويمكن تناولها كجرعة واحدة ليلا، أو بمعدل خمسمائة مليجرام صباحا وأخرى مساء، وفي حالة حدوث أي نوع من التأرجح المزاجي لا مانع أن يرفع الدباكين كرونو إلى ألف وخمسمائة مليجرام في اليوم، وحين تستقر الأوضاع فيمكن أن ترجع الجرعة إلى ألف مليجرام في اليوم.
مدة العلاج: كل الأبحاث تشير أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يجب ألا يعطى فرصة ليظهر مرة أخرى؛ لأن هذا المرض من طبيعته أنه انتكاسي بعض الشيء, وهذه الكلمة أرجو ألا تزعجك أبدا، حيث إنها حقيقة علمية، قصدت بها أن أجعلك أكثر حرصا في الاستمرار على علاجك، ومن وجهة نظري المتواضعة وحسب الثوابت العلمية أن مدة ثلاث سنوات هي أقل مدة لأن يظل الإنسان ملتزما بعلاجه التزاما قاطعا، بعد ذلك يمكن أن ينظر في أمر تخفيف الدواء أو إيقافه، لكن إذا حدثت انتكاسة أخرى، فهذا يعني أن يستمر الإنسان على العلاج لمدة خمس سنوات على الأقل.
أنا أطمئنك تماما أن علاجك علاج سليم، وأنا أعرف من يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يتناولون دوائين أو ثلاثة من الأدوية القوية جدا, وأنت أكرمك الله تبارك وتعالى بدواء واحد، حيث إنه أدى إلى نتائج مبهرة جدا، وهذا من فضل الله ونعمته ورحمته علينا.
وصية بسيطة وهي: أن تفحص أنزيمات الكبد، مرة كل ستة أشهر، حيث إن الدباكين كرونو قد يؤدي إلى ارتفاع بسيط في هذه الأنزيمات، وإن وجدت شيئا من هذا فلا تنزعج أبدا, ولا تتوقف عن الدواء، وإنماالمطلوب هو المتابعة، ولا تنس أبدا العلاج التأهيلي, والذي يتمثل في أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، فالحمد لله تعالى أنت رجل لديك وظيفة محترمة، وعندك فرصة كبيرة جدا من أجل أن تكون منتجا وفعالا، ويعرف تماما أن الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية إذا استفادوا من هذا المرض تجدهم دائما من المبدعين ومن المنتجين، وهذه حقيقة علمية، وكثير من الكتاب يقال إن لديهم شيئا من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.