أفكار الانتحار والإلحاد تراودني بين الحين والآخر .. أنقذوني

0 413

السؤال

أعاني من انطوائية رهيبة، وضغط نفسي جبار، وسخط في النفس، ومزاجي متكدر طوال اليوم، وشعور بالذنب، وأفكار الانتحار تراودني بين الحين والآخر، مع أني محافظ على الصلاة، والفجر بالتحديد، وأتعبد ليلا ونهارا.

وأدعو الله تضرعا وخفية، ولكن أفكار الإلحاد تراودني أيضا، وعند محادثة الآخرين لا أنظر إليهم في أعينهم، وعند النظر إليهم لا أتحمل، وأصرف النظر إلى مكان آخر، ما السبب .. لا أعلم؟

نصحني أحدهم، وقال أنت تعاني من ذنوب الخلوات، أحيانا أمارس العادة السرية، والتلذذ بها لمدة 4 ساعات، ولا أستحي من الله! وأنظر إلى الأفلام الإباحية لمدة 5 ساعات يمكن هذا السبب والله أعلم!.

أنا على وشك الزواج، وأخاف أن البنت تهرب مني، الوضع مزري وخطير، نسأل الله السلامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد بن سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال، والذي فيه عدد من الجوانب المختلفة.

فهناك موضوع الأفكار الإلحادية، والذي يبدو أنها أفكار وسواسية قهرية، وهي عادة تأتي للإنسان دون إدارة منه، والغالب أنها تأتي في الأمور التي تعز على الإنسان، وما يحترمه ويقدره، وليس العكس، فقد يظن البعض أن هذه الوساوس الإلحادية هي دليل لضعف الإيمان، والعكس هو الصحيح.

وأريد أن أطمئن من يصاب بمثل هذه الأفكار القهرية أنها في حقيقتها أنها "قهرية"، أي أنها تأتي دون رغبة أو إرادة من الإنسان، والغالب أن تأتيه متهجمة على أعز ما لديه كالإيمان والعلاقة بالذات الإلهية.

موضوع الشعور بالاكتئاب والانطواء والأفكار الانتحارية التي تراودك، أريد منك أن تتابع مثل هذه المشاعر، فإن استمرت عندك أو طالت، فتحدث مع من تثق به من صديق أو طبيب الأسرة، وأرجو أن لا تعاني بصمت، وإنما يفيد استشارة الآخرين، "وما خاب من استشار".

وأما بالنسبة للعادة السرية، خاصة أنك مقبل على الزواج، فأنصحك بالسعي للإقلاع عن العادة السرية؛ لأنها من الأسباب الرئيسية للمشكلات الزوجية أو الجنسية، حيث يعتاد الشاب على سرعة تلبية حاجته الجنسية؛ وبحيث لا يعود عنده صبر لتلبية احتياجات الزوجة، وكل الشيء الذي يريده هو سرعة القذف، وانتهى الموضوع، فهذه فرصتك المناسبة للتخلص من العادة السرية، فتستعد للزواج الجديد المقبل عليه، وألف مبروك مقدما للزواج الميمون.

انتهت إجابة المستشار النفسي الدكتور/ محمد عبد العليم - يليها إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد الفودعي. ____________________________________
فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يذهب عنك ما تعانيه، وأن يمدك بالسكينة والطمأنينة.
نحن نطمئنك أولا أيها الحبيب بشأن هذه الوساوس في شأن عقيدتك، أطمئنك بأنها لن تضرك بإذن الله تعالى، وهي غير مؤثرة على دينك، فبغضك لها وكراهتك ونفورك منها بل وخوفك الشديد منها، حتى أنك وصلت إلى تمني الموت، كل ذلك يدل على إيمانك ورسوخ الإيمان في قلبك، وسيرتك العملية أيها الحبيب من الحرص على التقرب إلى الله تعالى بالطاعات ليلا ونهارا ومحافظتك على الصلوات، كل ذلك يدل على أنك على حظ وفير ولله الحمد من حسن التعبد وسلامة الدين؛ ولذا أراد الشيطان أن يفسد عليك هذا كله، ولم يستطع إيقافك عنه فجاء إليك من باب الوساوس، وهذا قد حصل لمن هو خير منك، فقد جاء بعض صحابة رسول الله يشكون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – أشياء يجدونها في صدورهم، يقول الواحد منهم (لو يحرق أحدهم حتى يصير حممة خير له من أن يتكلم به)، فلما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم – منهم هذه الشكوى قال: (الحمد الذي رد كيده إلى الوسوسة) وفي رواية: (ذاك صريح الإيمان).

فكراهة الإنسان لهذه الوساوس دليل على إيمانه، ومصدرها ووسوسة الشيطان، والسبب في هذه الوساوس عجزه عن إضلال هذا المؤمن، فهذه كلها أيها الحبيب علامات تدل على أنك في خير ولله الحمد، فادفع عنك هذه الوساوس ولا تعرها اهتماما، ولا تسترسل معها، وكلما زين لك الشيطان أو وسوس لك بشيء من ذلك فاستعذ بالله، كما أرشد بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (فليستعذ بالله ولينتهي).

فهاتان وصفتان من النبي - صلى الله عليه وسلم – نافعتان بإذن الله تعالى إذا أخذت بهما شفاك الله:

الأولى الاستعاذة بالله تعالى، أي اللجوء إليه والاحتماء به، والثانية: قطع الاسترسال مع الوساوس ولينتهي.

ونحن على ثقة أيها الحبيب بأنه كلما سلكت هذا السبيل بالانتهاء والاستعاذة فإنك ستشفى بإذن الله تعالى عن قريب.

أما التفكير بالانتحار؛ أيها الحبيب فإنه ليس هو ما تعالج به حالتك، فإن قتل الإنسان لنفسه لن ينقله إلا من شقاء يسير إلى شقاء دائم عسير، وقاتل نفسه مهدد كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – بأنه يعذب في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ويعذب بالآلة التي قتل بها نفسه، فاحذر أن يستدرجك الشيطان إلى هذا الشر المستطير فيفسد عليك دنياك، ويفسد عليك آخرتك، واعلم أيها الحبيب أن عمر المؤمن لا يزيده إلا خيرا كما قال بذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم – فإنك لن تزداد بزيادة العمر إلا خيرا، فإنك إما أن تكون مذنبا فتستغفر وتتوب فيمحو الله عز وجل عنك كل ذنوبك، وإما أن تكون مقصرا فتزيد من الطاعات، فتزداد درجتك وترتفع مرتبتك عند ربك.

فاحذر أن يستدرجك الشيطان إلى هذا الشر، وخير ما ننصحك به أيها الحبيب التعرف على الرجال الصالحين الطيبين، والإكثار من مجالستهم وحضور مجالس العلم والذكر، والابتعاد عن الخلوة بنفسك بقدر المستطاع، فإن هذا مما يساعدك على التخلص من هذه الوساوس.

وأما العادة السرية فإنها مضرة لك في دينك ومضرة لك في بدنك، فحاول جاهدا أن تستعفف واستعن بالله تعالى وسيعفك الله من أن تثير الشهوة لديك سواء كانت مثيرات مرئية أو مسموعة أو غير ذلك، وحاول أن تمارس الرياضات البدنية حتى ترهق جسديا فإذا جئت إلى الفراش أتيت وأنت بحاجة إلى الراحة.

حاول الابتعاد عن الاختلاء بنفسك بقدر الاستطاعة، أكثر من الصيام ما استطعت، وخذ بالأسباب الشرعية المشروعة للزواج، وكن على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك، فإن الله عز وجل يعين من سعى للتزوج يريد إعفاف نفسه، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ثلاثة حق على الله عونهم) ومنهم (ناكح يريد العفاف).

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويصرف عنك كل سوء ومكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات