خلافي مع زوجتي أعاد لي التأتأة بعد أن كنت شفيت منها!!

0 464

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 35 سنة, متزوج ولدي ثلاثة أطفال, وزوجتي عمرها 27 سنة, مشكلتي أنني منذ الطفولة كانت لدي مشاكل متعددة, كالتأتأة في الكلام, والخوف من مواجهة الناس, فعندما بلغ عمري 27 سنة, تغلبت على هذه المشاكل -ولله الحمد- والتحقت ببعض حلقات تحفيظ القرآن, فتحسنت حالتي, وقلت التأتأة كثيرا, بل انعدمت بنسبة 80%, وكنت في بلدي أأم الناس في المسجد في الصلوات المكتوبة وفي الجمعة في بعض الأحيان, فكان تعليق الإخوة علي عندما أقرأ القرآن, أو أخطب الناس في الجمعة, أو أتكلم بنصيحة داخل المسجد أن التأتأة تتلاشى تماما.

فعندما تزوجت وبعد الزواج بفترة؛ وبسبب أنني تربيت على الاهتمام بتنظيم المنزل عن طريق والدتي حفظها الله, فوجدت أن زوجتي لا تحسن تدبير المنزل, ولديها بعض المشاكل النفسية, من خمول, وقلة الاهتمام بالمنزل, وبالأطفال, والاعتمادية على الغير, حيث أن فترة زواجنا الآن اقتربت من الثمان سنوات, مما أدى بي إلى ظهور بعض الخلاف بيننا بسبب هذا الأمر, وسبب لي التوتر والعصبية, مع العلم أنني متعاون مع أهلي, وخصوصا بعد حضوري من العمل تزداد حدة التوتر بسبب عدم ترتيب المنزل في بعض الأحيان.

من المشكلات أيضا:

- خلال هذه الفترة والانقطاع عن حلق التحفيظ والإمامة, وبسبب هذه المشاكل عاودتني التأتأة مرة أخرى, ولكن ليست تأتأة, وإنما الكلام متواصل لكن ثمة تقطيع في الكلام, فكثير من المرات لا أستطيع الكلام إلا ببطء, أو أحتاج لأكرر الكلام.

- التوتر والعصبية من أقل موقف في الطريق أثناء قيادة السيارة, مثلا قلت عندي سعة الصدر وطول البال؛ لأنني لم أكن كذلك من قبل.

- أثناء كلامي مع الآخرين يلاحظون أنني أتكلم بصوت مرتفع, مع أنني لم أشعر بأنني أتكلم بصوت مرتفع.

- عندي حساسية من أي رد فعل من شخص ما.

- قضم الأظافر بالفم.

- الشرود الذهني.

- العبث بشعر الرأس, ونتف شعر اللحية في بعض الأحيان.

- إذا عرض أمر محزن أو مخيف في المستقبل ينتابني الخوف, ولكن -ولله الحمد- سرعان ما أخرج من الموقف وأتناساه.

- خفقان في القلب عند مواجهة شيء ما, وسرعان ما يتلاشى.

- عندي ثقة بنفسي بعد الله عز وجل, ولكن بعض الأحيان ينتابني خوف مما أنا مقدم عليه.

- بعض الأحيان تأتيني فورة داخلية لإنجاز عمل محدد وبسرعة, فتجدني أؤديه بسرعة شديدة, وأحس بشد وانقباض في منطقة البطن بسبب هذه الفورة لإنجاز ذلك العمل.

- عندي عجلة بعض الشيء لإنهاء الأمور وبسرعة.

وبناء على ما تقدم هل بإمكانكم مساعدتي بالنصح والتوجيه بالإرشادات الطبية, بحيث يكون العقار ليس إدمانيا, وليس لديه آثار جانبية, ولا يسبب السمنة؟ وهل تنصحني بمراجعة طبيب أو أكتفي بالدواء الذي يتناسب مع حالتي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن وصفك دقيق جدا, وقد تحدثت عن الأعراض التي تعاني منها بطريقة أعجبتني كثيرا، وفيها التحقق التام، وكذلك الدقة، وهذا أمر يساعدنا في التشخيص، وبناء عليه أستطيع أن أقول لك أن حالتك إن شاء الله تعالى من الحالات البسيطة، وهي أنك تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، وهذه الحالات كثيرة جدا ومنتشرة جدا، وتتفاوت في حدتها وشدتها من إنسان إلى آخر، وكذلك قد يعاني الإنسان نفسه من درجات مختلفة من هذه العلة.

ارتباط التأتأة بالقلق هو ارتباط وثيق ومثبت، والتأتأة أيضا تزداد في بعض المواقف الاجتماعية, خاصة إذا ارتبطت بدرجة ما مما نسميه بالرهاب الاجتماعي، وأرى أنك تعاني من درجة بسيطة منه، وهذا جزء من قلق المخاوف الذي ذكرته لك.

نصحائي لك هي كالآتي:

أولا: بالنسبة للفاضلة زوجتك أرجو أن تنتهج معها منهج التناصح والإرشاد والحوار الإيجابي، لا تدع أبدا للفروقات فيما بينكما من حيث الهمة والتدبير أن تضر بعلاقاتكما الزوجية.

ثانيا: من الضروري جدا أن تركز وتتذكر وتتأمل في مقدراتك، فهي واضحة وجلية، ولك مجموعة عظيمة من السجايا الحسنة التي أسأل الله تعالى أن يزيدك فيها, وأن يجعلها لك محفزا من أجل انطلاقات إيجابية في الحياة.

ثالثا: أرجو أن لا تراقب نفسك كثيرا فيما يخص الأعراض النفسية، فمراقبة الذات تضر بالأداء السلوكي للإنسان. نعم هنالك ضوابط لا بد أن نراعيها في تعاملنا مع الآخرين، وفي طريقة حوارنا وتواصلنا، لكن إذا كانت هذه الرقابة لصيقة, وظل الإنسان يبحث في كل كلمة يقولها, ويكون هدفه الكمال أو أنه يجسم الصغائر في مثل هذه الحالة يزداد القلق والتوتر.

رابعا: لا تبعد نفسك من حلق القرآن أبدا, أنت كنت ترتاد هذه الحلق، وأنت تعرف خيرها، وتعرف تماما ما سوف يعود عليك من فوائد منها، وهي نوع من التعرض الإيجابي، ويعرف أن القلق والمخاوف لا تعالج إلا من خلال التعرض, أو التعريض ومنع الاستجابات السلبية – أي الهروب من الموقف -.

خامسا: ممارسة الرياضة - خاصة الرياضة الجماعية - سوف تكون ذات فائدة عظيمة لك.

سادسا: الانخراط في العمل التطوعي أو الخيري والأنشطة الثقافية دائما تعود على الإنسان بما هو إيجابي, فيما يخص تأكيد الذات وتنميتها.

سابعا: تمارين الاسترخاء نعتبرها أمرا أساسيا لعلاج المخاوف والقلق والتوترات، فأرجو أن تكون حريصا على تطبيقها، ويمكن أن تتدرب عليها من خلال تصفح أحد المواقع الإنترنت، أو بواسطة المعالج النفسي.

ثامنا: بالطبع أقول لك أن الذهاب إلى الطبيب النفسي الذي تثق فيه سيكون أمرا إيجابيا وأمرا جيدا، فالتوجيه والإرشاد والحوار هي أسس معروفة للعلاج النفسي، والعلاج النفسي الكلامي لا شك أنه مفيد للإنسان.

أخيرا: إذا لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب فيمكنك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف والقلق. وأقول لك:

لا يوجد دواء دون آثار سلبية، لكن هذه الآثار تتفاوت من دواء إلى آخر، ودرجة سلامة الأدوية الجديدة عالية جدا, والدواء الأقل من ناحية الآثار الجانبية هو عقار فافرين – والذي يعرف علميا باسم فلوفكسمين – ربما يكون ليس هو الأجود لعلاج المخاوف القلقية، لكن نسبة نجاحه من حيث المردود العلاجي الإيجابي هي عالية جدا، وفي نفس الوقت ليس له تأثيرات سلبية على الأداء الجنسي، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

جرعة الفافرين هي أن تبدأ بخمسين مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها مائة مليجراما، وأعتقد أن هذه الجرعة البسيطة الوسطية سوف تكون كافية جدا لك. استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات