السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد:
أنا فتاة قد تم عقد قراني, لكن الزفاف لم يتم بعد, في هذه الفترة خطيبي يحدثني بما يحب أن يفعل لو أننا متزوجون, وفي بيت واحد مما يحدث بين الزوج وزوجته من أمور, وهو في بلد آخر, ويقول: إن البعد هو السبب فيما يفعل, طلبت منه أن يتوقف عن ذلك, لكنه يتوقف فترة ويعود, ولا أحب أن أشدد عليه بالرفض؛ لأني أقول في نفسي: إن لم يتحدث لي فلمن سيتحدث! هل الجنس له كل هذه الأهمية عند الرجال؟ وما حكم هذا الفعل؛ علما بأننا نتواصل هاتفيا أو عن طريق الإنترنت؟
أرجو الإفادة, وعدم تحويلي لاستشارات سابقة بعد إذنكم, وشكرا جزيلا لجهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه, وبعد:
فإنا نرحب بابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يقدر لها الخير، وأن يجمع بينها وبين زوجها في الخير، وأن يلهمها السداد والرشاد، ونشكر لها هذا الحرص على السؤال، فإن شفاء العي السؤال.
ونحب أن نقول لابنتنا الفاضلة: لقد أصبحت زوجة لهذا الرجل بمجرد عقد القران، فأنت زوجة له وبقي بعد ذلك تحديد الزفاف والدخول الذي نتمنى أن يكون عاجلا وسريعا، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، وإذا عقد الإنسان على فتاة فلماذا يتأخر بعد ذلك, بعد أن رزقه الله الحلال, ووفقه للزوجة التي يريدها رضيت به ورضي بها، فشجعي زوجك على إكمال مراسم الزواج حتى تكوني عنده, وعند ذلك يصبح مباحا له كل ما يريد أن يفعله, مما كتبه الله تبارك وتعالى من متعة وعلاقة بين كل زوجين.
حتى يحصل ذلك حقيقة نحن نتمنى أن يقل هذا النوع من الكلام، ليس لأنه محرم فأنت زوجة له، ولكن مثل هذا الأمر قد يؤثر عليك وعليه، وقد يشوش عليه ويشوش عليك، والإنسان عندما يفكر في هذه الأمور, ولا يجد سبيلا إلى تصريف تلك الشهوة أو تلك الإثارة فإن ذلك قد يعود عليه بآثار نفسية وأضرار قد تلحق بأي من الطرفين، ولذلك نحن نتمنى أن تؤجلوا مثل هذه المشاعر إلى حينها وإلى وقتها المناسب عندما تصبحين عنده زوجة له.
كذلك قد يشعر بهذا التوتر وبهذا الأمر الذي يحصل بعد تلك الاتصالات وتلك المكالمات، فإذن حرضي هذا الزوج على أن يكمل مراسم الزواج في أسرع وقت، وعليك كذلك أن تعاونيه في هذا الأمر إذا كان هناك أشياء مادية تيسريها معه, وتبيني له أنك بحاجة إليه حتى يتشجع لإكمال المشوار.
ولا نستطيع أن نطالبك بأن ترفضي التواصل معه في هذا الكلام، ولكن حاولي دائما أن تحولي الكلام إلى كلام إيجابي، إلى التفكير في التخطيط لمستقبل حياتكم، إلى الإشارة للأشياء الأساسية، إلى التعاون على البر والتقوى، كأن توقظيه للصلوات وتراجعي معه بعض الأشياء المفيدة؛ لأن هذا أيضا له أثر على الإنسان، وإذا أكثرنا من الخير فإن الشر والأمور الأخرى ستقل تلقائيا، هذه الأمور السلبية عندما يكثر الخير ستقل تلقائيا، فالذي لا يكثر حياته بالخير تشغله نفسه بالشر والباطل.
ولا شك أن مسألة الجنس أو الشهوة لها منزلة رفيعة ليس عند الرجال وحدهم، ولكن عند النساء كذلك، وحق للإنسان أن يستمتع بهذا الحلال، ولكن بالكيفية الصحيحة التي لا يترتب عليها إلحاق ضرر أو أذى أو تشويش على أي من الطرفين.
كما أننا نريد أن نذكر شبابنا والفتيات إلى أن التوسع في الجرعات العاطفية قبل إكمال المراسم هذا يعتبر خصما على سعادة الزوجين؛ لأن هذا الكلام الجميل وتلك المشاعر النبيلة ينبغي أن تكون مخزونا خاصا للحياة الزوجية التي تكون فيها الزوجة عند رجلها تعيش معه وتسعد معه, أما ما يحدث قبل ذلك فإنه يؤثر على الطرفين.
فإن كنا لا نستطيع أن نقول: إن هذا الأمر ليس حلالا، ولكننا ندعو إلى الكمال, وندعو إلى إكمال هذا المشوار، حتى يكون الزواج زواجا فعليا, وليس زواجا بالهاتف أو زواجا عن طريق الإنترنت، أو زواجا من بعد، أو زواجا مع وقف التنفيذ - كما يحلو لبعضهم أن يسميه – فشجعي زوجك على إكمال المراسم، واشتغلي معه بطاعة الله, وبكل أمر يرضي الله تبارك وتعالى.
ولست أدري ما العمل الذي يعمل به، وإذا كانت هنالك اتصالات فأنتم بحاجة للدراهم والدنانير التي تصرف، وهو بحاجة إلى أن يركز في عمله، وأن يرتب نفسه حتى تكون له الزوجة الحلال بين يديه، وعند ذلك يعيش حياته الطبيعية مع زوجته، فشجعيه إلى معالي الأمور، واطلبي منه، وعبري له أنك بحاجة فعلا إلى أن تكوني في جواره، وحتى يشعر ويبدأ خطوت جادة؛ لأن بعض الرجال إذا توسعنا معهم في الكلام وأتيحت لهم الفرص ونالوا ما يريدون فقد يتأخرون في إكمال مراسم الزواج، والتأخر في إكمال مراسم الزواج أمر مزعج للفتاة وأهلها، يزعجهم جدا، والإنسان لا يرضى لهذا لبناته ولأخواته، فكيف يرضاه لبنات الناس.
إذن أنت عليك أن تضربي على هذا الوتر, وتطلبي منه أن يعجل بإكمال المراسم، وأنت أعلم من غيرك بحقائق الأمور، إذا كانت مشكلة مادية فيسروا عليه، إذا كانت مشاكل أخرى تذاكروا في الحل الصحيح, وفي الأسلوب الصحيح لحلها، من أجل أن تكوني معه أو يكون معك، ولا مانع من أن تطالبيه أن ينهي غربته وخروجه في هذا المكان ليعيش معك؛ لأن وجود الرجل مع زوجته هو الأصل، والإنسان أصلا تزوج ليكون مع أهله وليكونوا معه ليؤديا هذا الحق، وحتى يرزقهم الله تبارك وتعالى بعد ذلك بالذرية الصالحة التي تكون امتدادا لأعمالهم بعد موتهم.
وصيتي لك إذن: تقوى الله تبارك وتعالى، ثم الدعاء لنفسك، ولهذا الزوج – زوج المستقبل – ثم كذلك التواصي بالحق, والتواصي بالصبر معه، وعليك أيضا أن تحاولي الوصول إلى ما ييسر هذه العلاقة ويعينكم على إكمال المشوار-كما قلنا- كأن تقدمي تنازلات, أو تقدمي له معونة في سبيل إكمال مراسيم الزواج، ونوصي الجميع بتقوى الله تبارك وتعالى, ثم بمراقبته سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير, وأن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، ومرحبا بك في موقعك، ونتمنى أن نسمع عنكم كل الخير.