عندي تردد واكتئاب.. فهل يؤثر ذلك على الرغبة في الزواج؟

0 465

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فقد تقدمت منذ فترة بطلب مشورتكم (2133586) بخصوص الأزمة النفسية التي مررت بها، وقد قام الدكتور محمد عبد العليم مشكورا بإفادتي فيها -والحمد لله- تحسنت كثيرا، وزالت معظم الأعراض النفسوجسمية، فقد اتبعت العلاج السلوكي، وتمارين الاسترخاء والرياضة، ومحاولة مقاومة الأفكار، والرد عليها بالمنطق وقطعها، وهذا كله دون استخدام العلاج، ولكني مازلت أواجه مشكلة كما ذكرت سابقا في موضوع الزواج، وتقلبات المزاج.

مشكلتي هي أن رغبتي للزواج قلت جدا، ودائما أقول في نفسي لماذا أتزوج؟ هل أنا جاهز للزواج؟ وهل سأعيش طويلا حتى أربي أولادي؟ أو هل سوف أكون رب أسرة ناجح؟ وأسئلة كثيرة جدا أعلم أن معظمها بسبب إقدامي على أمر ليس بالسهل.

والمشكلة أنني أصبحت أعاني من الفراغ العاطفي، خصوصا أن كل من حولي تزوجوا، وأصبح لهم أبناء، وكنت من عدة سنوات عكس ذلك، وكنت أتمنى الزواج، لكن كلما وجد أهلي فتاة أصاب بضيقة شديدة وأرفض! وأحيانا أعصب إذا سألني أحد الناس متى ستتزوج!؟ وبعد أن ينتهي الموضوع أتحسر، وعندما تكون معنوياتي عالية لا أجد أيا من ذلك، وأفكر بجدية في الزواج، وأنا -الحمد لله- محافظ على صلاتي، ودائما أدعو ربي، وألح في الدعاء.

لا أعلم إن كانت هذه وسوسة من الشيطان، أو قلة ثقة، أو أني مازلت أحتاج للعلاج لما ورد في استشارتي السابقة، أرجو مشورتكم في موضوع التردد في الزواج، وهل ما زلت أحتاج للعلاج أم لا؟ وهل أحتاج مراجعة استشاري نفسي؟ ولكم كل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف.

لقد سعدت كثيرا أنك قد تحسنت أحوالك، لكني بالتأكيد تحسرت قليلا؛ لأنك لم تستعمل العلاج الدوائي، والذي أعرف أنه مفيد وفاعل جدا، وهو مكمل أو مكون أساسي للوصفة العلاجية الإرشادية التي ذكرناها لك.

أخي الكريم: هذه الوساوس التي تنتابك حول الزواج، وتجعلك تحس بشيء من الإحباط وتبني لديك أفكارا سلبية حول الزواج، وتساؤلات غير منطقية هي وسواسية، ولا شك في ذلك، اقطع أصلها من خلال تناول الدواء، وأنا أؤكد لك وأقول لك بكل ثقة أنني أثق تماما -بإذن الله تعالى- في هذا الدواء، وأنه سوف يكون مفتاح خير لك، تناول (البروزاك) بنفس الطريقة التي وصفتها لك، وبالنفس الجرعة، والمدة العلاجية المطلوبة، وأنصحك ألا تتوقف عن تناول الدواء بعد أن يبدأ التحسن، أنا أعرف أنه سوف يؤدي إلى تحسن كبير، لكن لابد أن تكمل المشوار العلاجي الدوائي بكل مراحله، وذلك حتى نضمن أن التعافي سوف يستمر، ولن تصاب بأي نوع من الانتكاسات.

حالتك دليل قاطع على سخف الوساوس، فهي تنفرك من أمر جميل وعزيز تتمناه كل النفوس، وهو الزواج، هي رفقة طيبة صالحة هي مودة وسكينة ورحمة، وذلك بجانب منافعه الأخرى، فلا تحرم نفسك من النعمة العظيمة، أرجو أن تتناول الدواء، وأن تقدم عليه بكل قوة، وبكل انشراح ولا بتردد.

أخي الكريم: أرجو أن لا تستمع لما يشاع حول ضرر هذه الأدوية، نعم الأدوية فيها ما هو مضر وفيها ما هو ذو آثار جانبية سلبية كثيرة، لكن أقول لك أنني أثق تماما في كل ما أقوله خاصة حيال الأدوية، وأعرف تماما أن هذه مسئولية كبيرة تقع علينا حين نصرف دواء من خلال الاستشارات الالكترونية، لكن الآن أصبحت المعرفة متاحة، وهذه الأدوية درجة سلامتها وفعاليتها كبيرة، لدرجة أنه يمكن صرفها والحصول عليها من دون وصفة طبية.

أرجو أن تقدم على تناول الدواء، وأنا أؤكد لك أن هذه ليست وسوسة شيطانية، وإن كانت وسوسة شيطانية استعذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن المفترض أن يخنس، ولكن أعتقد أن الوساوس سوف تظل معك؛ لأنها وساوس طبية نفسية سلوكية مكتسبة، فلابد أن نقتلعها بتناول الدواء، واتباع الإرشادات الأخرى.

لا أعتقد أنه لديك قلة في الثقة، إنما لديك شيء من عدم تأكيد الذات، وهذا أتاك من خلال الوساوس؛ لأن الوساوس من أهم سماتها الرئيسية هو التردد، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، وافتقاد الشعور الإيجابي نحو ما هو جميل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات