تركت أصدقائي بسبب مرضي النفسي.. أرشدوني للعلاج

0 559

السؤال

السلام عليكم.

أنا شخص مريض نفسيا، كنت أعاني من بعض الأمراض (الهلاوس, التوهم, الشكوك, العدائية) منذ 1 /1 / 2010، يعني أني مريض منذ سنتين، وحاليا أتناول دواء طبيا اسمه (رسبيروكس_رسبيريدون) (RESPIROX risperidone ) 2 mg، وكنت قبل أتناول (4mg) إلا أن الطبيب خفض الجرعة إلى (2 mg) ثم قال الطبيب عندما تترك الدواء سترجع إلى حالة المرض (الهلاوس والتوهم، وإلخ...)، علما أني شخص غير متزوج، إلا أني أعاني من الضعف الجنسي، وقد نصحني الطبيب بعدم الزواج حاليا، وكذلك أعاني من زيادة في الوزن، وقد جرب الطبيب سابقا خفض الدواء رسبيروكس من (2mg) إلى (1 mg) إلا أنه ساءت حالتي مما أدى إلى خجلي أمام أصدقائي من أقوال تخجل النفس منها؛ مما أدى إلى أن أصدقائي يقولون علي أني مجنون، فتركت أصدقائي بسبب مرضي النفسي.

أعتقد سبب المرض (الهلاوس والتوهم وغيرها) أني كنت أقرأ كتبا نفسية من الانترنت، وكنت أقرأ في الـ nlp ، طبعا لم تحدث لي أي صدمة نفسية، وحاليا أريد الحل من الأخصائيين النفسين، كيف أتوقف عن الدواء وبدون أن ترجع لي الحالة المرضية؟ وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

فإن الوضع الأمثل في مثل حالتك هو أن تظل تحت رقابة الطبيب النفسي، هذا هو الأفضل والأجود، ويعتبر متابعة مثل حالتك أمر مطلوب، لأن ما ذكرته من هلاوس وشكوك وتوهمات، هذه لابد من التحقق منها ودرجتها ونوعها، وما هي روابطها وما هي مثيراتها، وهنالك أنواع كثيرة جدا من هذه الحالات، والذي يظهر لي أن مرضك ليس بالشدة وليس بالحدة التي تتوهم، لأنك -والحمد لله تعالى- مستبصر وتعرف طبيعته، وهذا شيء إيجابي جدا.

نصيحة أخرى – وهي ضرورية جدا – هي أن لا تنظر لنفسك كإنسان مريض، لكن لابد أن تتناول الدواء، ولا يوجد تناقض بين الاثنين، أن تنظر إلى نفسك كشخص غير مريض وأن تتناول الدواء، الدواء يساعد على استمرارية التعافي، والنظرة لنفسك بأنك غير معاق تساعدك على التواؤم الاجتماعي وأن تطور من ذاتك، وأن تعيش حياة طبيعية كما يعيش بقية الناس، هذا يجب أن يكون منهجك.

هنالك علاج غير دوائي أيضا نسميه التأهيل الاجتماعي، وهو مطلوب جدا، وأقصد بالتأهيل الاجتماعي هو: أن تتواصل مع الآخرين، أن تكون بارا بأرحامك ووالديك، أن تقرأ وتتطلع، فالعلم نور، أن تبحث عن عمل، فالعمل هو وسيلة تأهيل، أن تشارك في الأنشطة الاجتماعية، أن تمارس الرياضة... هذه كلها علاجات سلوكية ضرورية ومهمة.

بالنسبة لزيادة الوزن: لابد أن ترتب النظام الغذائي لديك، وأن تمارس الرياضة، اخرج من هذه العزلة التي فرضتها على نفسك أو فرضها عليك المرض، وذلك من خلال تطبيق آليات بسيطة جدا، مثلا صلاة الجماعة في المسجد هي كسر حقيقي للعزلة الاجتماعية، زيارة الأرحام، التواصل مع الناس، العمل كما ذكرت لك، هذه هي الوسائل التي تساعدك في العلاج.

بالنسبة للعلاج الدوائي كما ذكرت لك: الطبيب يمكن أن يرتب لك هذا الأمر، وإذا كان الذهاب إلى الطبيب مستحيلا فأنا أقول لك إن دواء رزبريادال دواء جيد، لكن جرعة (2) مليجرام يوميا قد لا تكون كافية، أقل جرعة مطلوبة هي (4) مليجرام، وإذا أردت أن تستبدله بدواء لا يسبب زيادة في الوزن فسوف يكون عقار (إرببرازول) هكذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريا باسم (إبليفاي) ربما يكون مكلفا أكثر من الناحية المادية، لكنه قطعا دواء جيد جدا، والجرعة المطلوبة هي (15) مليجرام يوميا.

بالنسبة لقراءة الكتب على الإنترنت: ليس هنالك ما يمنع ذلك، لكن في ذات الوقت أرى أنه من الأفضل أن لا تتبحر كثيرا في هذه القراءات، المعرفة جيدة ولكن ليس كل ما يكتب وينشر على الإنترنت صحيح، وفي بعض الأحيان الإنسان حين يقرأ في موضوع معين خاصة المواضيع التي ليست في مجال تخصصه ربما تأتيه بعض التأويلات الخاطئة حول ما قرأه، وهذا ربما ينعكس عليه سلبيا من الناحية النفسية، خاصة المواضيع ذات الطابع النفسي، والتي ينشر منها الكثير في الأوساط العلمية والثقافية.

أنا أؤكد لك أن حالتك يمكن احتوائها تماما، بل يمكن أن تعيش حياة طبيعية، وذلك بالمتابعة مع الطبيب، وتناول الدواء بالصورة الموصوفة وبالتزام تام، والالتزام بالتطبيقات السلوكية التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات