السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعمل بشركة برمجة قام المدير بتحديد فترة الدوام من 10:30 - 4 ، أما بالنسبة لـ 2,5 المتبقية فلنا الحرية في العمل فيهم، أما بعد 4 أو قبل 10:30 أو من المنزل.
أما وضع الشركة فإنه منذ عام تقريبا لا يوجد مشاريع نعمل عليها (هي شركة في بدايتها).
بالنسبة لي كموظفة كل عمل يطلبونه مني أقوم به، لكن أنا أداوم من الساعة 10:30 - 4 ، أحيانا أتي مبكرة وأحيانا أتأخر عن 10:30 ، لكن تقريبا ألتزم بالفترة المحددة من 10:30 - 4، أما باقي الساعات فلا أعملها لأنه أصلا لا يوجد مهمات أقوم بها إلا قليلة جـدا.
أنا أشعر أن راتبي فيه حرام وأريد أن أقدم الاستقالة، لكن أجد معارضة من الأهل وحتى الأصدقاء وزميلتي بالعمل التي لها نفس الوضع، ويريدون مني أن أجد عملا أخر ويتم تعييني فيه وأستقر فيه ثم أستقيل.
أنا أبحث عن عمل، لكن لا أعرف كيف سيوفقني الله وأنا أكل مال فيه حرام، أريد أن أوصل رسالة لهم بأن الرزق بيد الله، وإني أعمل كل جهدي في البحث، لكن لا أريد أن أستمر في هذا العمل حتى أجد غيره.
لذلك أطلب منكم أولا أن أعرف هل يوجد مال حرام في راتبي، وثانيا أريد طريقة أقنع بها أهلي؟، فأنا فعلا أشعر بالضيق الشديد من راتبي والعمل وضياع الوقت بلا فائدة.
ملاحظة: حاولت جهدي أن أنتظم بالعمل وأغطي 8 ساعات كاملة، لكن لم أنجح لأني آتي للمكتب ولا يوجد أي مهمة أقوم بها، يعني مجرد إضاعة وقت أغلب الأحيان، وحال الشركة بدون مشاريع منذ فترة طويلة ليس شهر أو اثنين بل 7 أشهر وأكثر، كما أن مالك الشركة لا يهتم بدوام الموظفين، أنا أسجل دوامي وهو يعرف كم عدد الساعات التي أعملها لكن لا يقول أي شيء أو حتى يخصم من الراتب.
وهناك سؤال أخر، لي زميلة معي بنفس العمل لكنها تأتي مبكرة تقريبا 8:30 يوميا لكن لا يوجد أي عمل نقوم به بسبب عدم وجود مشاريع للشركة، وهي أيضا تشعر بأن راتبها حرام لأننا لا نقوم بأي عمل، فأفيدونا.
وجزاكم الله خيرا، وأعتذر عن الإطالة وأتمنى أن يكون السؤال واضحا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك حرصك على تحري الحلال والابتعاد عن أكل الحرام، وهذا بلا شك دليل على إيمانك، نسأل الله تعالى أن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يغنيك بفضله عمن سواه، وحري بالمؤمن والمؤمنة أيتها الكريمة أن يحرص كل الحرص على أكل الحلال، فإن أكل الحرام من ورائه مصائب ومهلكات، ويجني الإنسان من ورائه خسائر في دينه ودنياه، والعاقل يعلم أن الدنيا كلها لا تساوي واحدة من تلك المصائب التي قد يصاب بها، ولو لم يكن إلا الحرمان من إجابة الدعاء في غالب الأحيان.
ولكننا أيتها الكريمة لم نجد فيما وصفت من حالك أنك واقعة في أكل حرام أو أخذت شيئا لا تستحقينه، فإن صاحب العمل ما دامت الشركة خاصة إذا كان راضيا بالحال الذي أنت عليه وأنت تقضين الساعات التي تداومينها وهو يطلع على ذلك ويعطيك الراتب مع علمه بحالك، فإنه رضي بهذا القدر الذي تداومين على العمل فيه، وهذا الرضى مبيح لهذه الأجرة وإن كانت أقل من المتعاقد عليه.
ولكن مع ذلك ننصحك أيتها الكريمة بأن تحاولي أن تقضي الوقت المتعاقد عليه في العمل بغض النظر عن تكليفك بعملك من عدم التكليف، فإن كلفوك بعمل قمت بإنجازه وإن لم يكلفوك بعمل فإن هذا الوقت يستحق للشركة ما دامت تعطيك أجرة عليه.
ولا نرى ما يدعوك إلى أن تتركي العمل أيتها الكريمة، فإن الأمر هين سهل إن شاء الله، فأنت لا يلزمك إلا أن تكوني متواجدة في هذا المكان الذي طلب منك أن تتواجدي، أو في المنزل في هذه الساعات، فإذا طلب منك أن تنجزي شيئا في هذه الساعات أنجزته، وإلا فيمكنك استغلال الوقت في شيء آخر من منافعك ما دمت لا تطالبين بشيء، وبهذا تأخذين راتبا حلالا من غير تقصير فيما تعاقدت عليه مع الشركة، وهذا كله نقوله أيتها الكريمة على فرض أن هذا العمل لا محظور فيه.
ومن جهة أخرى بأن تكوني متجنبة للوقوع فيه بما لا يحل للمرأة الوقوع فيه من نحو الخلوة بالرجل الأجنبي أو وضع الحجاب فيه أو نحو ذلك من أسباب الفتنة، وإلا فإذا كان شيء من ذلك يحصل فننصحك بالبحث عن عمل آخر، وكوني على ثقة بأن من ترك شيئا لله عوضه الله عز وجل خيرا منه.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الرزق الحلال الطيب، إنه جواد كريم.