الأفكار السلبية والخوف يسيطران علي...أرجو المساعدة

0 483

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى أن ترشدوني في حالتي، أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، بدأت معي الحالة منذ رمضان قبل الماضي، أبي وأمي منفصلان، وأعيش عند أبي، لكن في تلك الفترة ذهبت إلى أمي، وكان أبي غاضبا مني، وفي ليلة أحسست برغبة شديدة في القيء، وتوقعت أن يكون مرة وينتهي، ولكنه استمر معي طيلة شهر رمضان، وأفطرت 15 يوما تقريبا مع أيام الدورة.

المشكلة ليست هنا، بل إنني أصبحت أخاف جدا من أي شيء، وعندما أخاف لاإراديا أتقيأ، وعندما أسمع خبر وفاة أي أحد تصيبني حالة غريبة، ضيق في التنفس، وأصبحت حياتي وساوس عندما يؤلمني أي شيء -حتى لو كان سنا من أسناني- أشعر بخوف شديد، فعلا تعبت من هذه الحالة، ووزني نزل جدا، وأنا أعاني من نحافة من قبل، مع العلم أني متفوقة في دراستي، ولكني أصبحت كثيرة الغياب؛ لأن الأفكار السلبية تسيطر علي، وأشعر بالقيء، حتى أنني أشعر أحيانا أنني سأطلع من ملابسي من كثر الضيق.

أرجوك ساعدني، فأنا حقا تعبت، ولك جزيل الشكر، أعدك أنني سأدعو لك من كل قلبي، ولكن ساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالة التقيؤ التي تأتيك مع الانفعالات النفسية حتى وإن كانت بسيطة هي جزء مما نسميه بحالة نفسوجسدية، ونقصد بذلك أن العرض النفسي قد تنتج عنه أعراض جسدية، والتقيؤ ذو الطابع العصابي أو النفسي معروف خاصة لدى الفتيات، وأنت أوضحت في رسالتك وبصورة جلية جدا أنك أصبحت تميلين كثيرا للمخاوف، ولديك سرعة التأثر، وبدأت الأفكار السلبية أيضا تسيطر عليك.

أعتقد أن الحالة وصلت الآن لمرحلة بسيطة إلى متوسطة مما نسميه بالقلق الاكتئابي الناتج من المخاوف، هذه الحالات يمكن علاجها، وأنت -والحمد لله تعالى- لديك مقدرات ممتازة خاصة على النطاق الأكاديمي، وهذا يجب أن يكون متقدما على الفكر السلبي.

أنا أعتقد أيضا أنك سوف تستفيدين من بعض الأدوية النفسية البسيطة، لكن أحبذ أن تناقشي هذا الموضوع مع والدك الكريم، وتوضحي له أنك تعانين من شيء من القلق وكذلك المخاوف، وهذا أثر سلبا على طاقاتك النفسية والجسدية، ويفضل أن تقابلي طبيبا نفسيا، ولا أعتقد أن والدك سوف يعترض أبدا على هذا الأمر، فالطب النفسي أصبح متقدما جدا، وسيكون هنالك -إن شاء الله- قبول من جانب والدك، فقط اعرضي عليه الموضوع بشيء من الكياسة، وتخيري الوقت الذي يكون فيه مزاجه طيبا، ولا تجعليه أيضا يحمل هموما، بمعنى أن حالتك ليست خطيرة، لكن يفضل أن يتم تداركها مبكرا.

من ناحيتك كما ذكرت لك لا تجعلي الفكر السلبي أبدا سبيلا، ونسبة لوضعك الخاص -أعني بذلك انفصال والديك- هذا يجب أن يكون دافعا وحافزا إيجابيا لك من أجل التفوق والتميز، وحسن إدارة الوقت دائما نحن ننصح بها، فهي وسيلة من الوسائل التي تقود إلى التميز إن شاء الله تعالى.

هنالك أيضا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء وهي معروفة جدا، أنا أفضل أيضا أن تمارسيها، ويمكن أن يقوم الطبيب النفسي بتدريبك عليها، وإن لم يحدث ذلك فسوف يشير لك الإخوة في إسلام ويب إلى كيفية تطبيق هذه التمارين، كما أنه توجد مواقع كثيرة على الإنترنت توضح كيفية تطبيقها.

نصيحة مهمة جدا، وهي: عليك أن تتواصلي اجتماعيا مع زميلاتك خاصة المتفوقات والصالحات من البنات، فالرفقة الطيبة دائما مطلوبة، ويجب أن تكون لك آمال مستقبلية، خطط إيجابية، وإن شاء الله تعالى هذا كله يزيل عنك هذا الضيق والتوتر والتفكير السلبي، ولا شك أن الدواء سيساهم مساهمة كبيرة جدا في علاج حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات