السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أنا فتاة مقيمة في أمريكا،عمري 24 سنة، تقدم لي الكثير والكثير من الشباب، ولكن في كل مرة إما أن يتواجد سبب للرفض من قبلي أنا وأهلي، وإما أن يكون الرفض من الطرف الأخر، أنا أصلي دائما وأقرأ القرآن الكريم بشكل يومي، قمت بزيارة بلدي منذ حوالي 9 شهور، تقدم لي شخص هناك جلست معه وأحسست بالراحة، ولم يعلق بأي شيء على الموضوع.
عندما سافرت اتصلت والدته بقريبتي وسألتها عني وقالت لها أن ابنها يريد الزواج بي، ولكن الظروف المالية تمنعه من ذلك، كل شهر تقريبا والدته تكلم قريبتي في الهاتف وتسألها إذا خطبت أم لا، وتقول لها إن شاء الله تظل لابني، أنا وأهلي لدينا قبول مبدئي والشاب يريدني حسب كلامهم، ولكن هناك أمر يحيرني، والدته تكلم قريبتي في الموضوع ثم تنقطع فترة طويلة.
الكلام الأخير أني إذا نزلت هذا الصيف على بلدي سيخطبني لمدة سنة، وبعدها الزواج، وأهلي متخوفين من الخطبة الطويلة، ولكن الشاب بين وجهة نظره أنه لا يستطيع أن يتزوج في هذا الصيف لأسباب مادية، أنا خائفة أن يكون يريدني لهدف معين فقط مثلا الجنسية.
لا أعرف كيف أتأكد أنه يريدني لشخصي أم لأسباب ثانية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.. وبعد:
فإننا بداية نشكر لابنتنا الفاضلة تواصلها مع موقعها، ونسأل الله أن ييسر أمرها، وأن يقدر لها الخير حيث كان ثم يرضيها به.
ونريد أن نقف مع ابنتنا الكريمة عند قولها من أن الخطاب تقدموا إليها وكثيرا ما يحصل الرفض إما منهم أو تراجع من الطرف الثاني، ونحن حقيقة لا ننزعج إلا إذا كان هذا الرفض والتراجع دون أسباب، أما إذا كان هناك أسباب في كل حالة فالأمر يظل طبيعيا وهذه الأمور لكل أجل كتاب، سيأتي اليوم الذي يحصل فيه الوفاق، واليوم الذي يأتي فيه الزوج الذي قدر الله تبارك وتعالى أن تكوني له وأن يكون لك، فليس هناك داع للانزعاج، إلا إذا كان هذا الرفض من غير أسباب ظاهرة، فإذا كان من غير أسباب ظاهرة فنحن بحاجة عند ذلك لمسألة الرقية الشرعية، فمثلا أن تقرئي المعوذات وخواتيم سورة البقرة وآية الكرسي والفاتحة والإخلاص، صباحا ومساء، وأن ترقي نفسك، وتحافظي على الأذكار اليومية وتتوجهي إلى الله تبارك وتعالى.
هذا إذا لم تكن هناك أسباب مادية، وفي كل الأحوال أنت بحاجة إلى أن تكوني مع الله تبارك وتعالى دائما بالصلاة وتلاوة القرآن وتقربا إليه بجميع الطاعات من صدقة وصيام وغير ذلك من سائر الطاعات، وأسعدني أنك تواظبين على صلاتك وأنك تقومين بقراءة القرآن بشكل يومي، فحافظي على هذا الخير، وازدادي من الله تبارك وتعالى قربا، واعلمي أن الله يدافع عن الذين آمنوا، وسيقدر لك الخير بحوله وفضله ومنه سبحانه وتعالى.
أما بالنسبة لقصة الارتباط بذلك الشاب عند السفر إلى البلاد والعودة إلى البلاد، فإنا نرى أن هذه المبادرة طيبة، ولا تزال الأمور تشير بأن هناك جوانب إيجابية في هذه العلاقة التي حصل فيها الارتياح من الطرفين، وأيضا وجدت في نفسك الميل إليه وهو كذلك يشعر بالميل إليك، ثم أعجبني وأسعدني متابعة والد ذلك الشاب بين الفينة والأخرى للسؤال عنك، وهذا دليل على أنهم حريصون على الارتباط بك.
وإذا كان الشاب مناسبا وأنت وجدت في نفسك ميلا إليه وأهلك ولله الحمد ارتضوه خطيبا لك أو يمكن أن يقبلوا به زوجا لك في المستقبل، وكذلك الحال في أهل هذا الشاب، فإننا نقول عند ذلك لم ير للمتحابين مثل النكاح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل الأمور، وأن يقدر لك وله الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أما بالنسبة لطول فترة الخطبة حقيقة هي من حق الوالدين أن ينزعجوا لها، دائما أولياء البنات ينزعجون من طول فترة الخطبة، لكن إذا كان الشاب مناسبا وصاحب دين فإن المسألة تحتاج إلى تضحيات، وفترة الخطوة الطويلة تكون صعبة إذا كانوا في مكان واحد، لكن إذا كان كل طرف في مكان بعيد ووسائل التواصل محدودة فإن الأمر سيكون بحول الله وقوته ليس بتلك الصعوبة، ومعظم المخاوف التي يخاف منها الأهل ستكون بعيدة بحول الله وقوته.
وأريد أن أقول أيضا: هو إلى الآن لم يتقدم لخطبة رسمية، والدليل أن أمه تقول خطبت أم لا، فإذا لم يأتك في هذه الفترة من هو أنسب من هو صاحب دين، من هو صاحب أخلاق، من هو جاهز للزواج من تحصل فيه نفس الشروط التي حصلت؛ بحيث يكون مناسبا وأهلك يوافقون عليه، فأنت لن تتضرري من هذا الانتظار كثيرا، طالما كان الشاب مناسبا.
ومسألة نزولك في الصيف ثم يتقدم لخطبتك بعدها ينظر فترة، هذه أمور قابلة للنقاش، إذا وجدت حسن النوايا وحرصتم أن تسهلوا مسألة الزواج ومسألة الارتباط بذلك الشاب، فإن الأمور ستكون بحول الله وقوته ميسورة.
وأنا أتمنى ألا يأتي في خاطرك أو تفكري في مسألة أنه يريدك لهدف معين، نحن نتمنى أن تستبعدي مثل هذه الأشياء، وعلى كل حال إذا كان هو شاب صالح وشاب مناسب لك يمكن أن يستفيد منك وأن تستفيدي منه، وتستطيعين أن تتأكدي من هذا، إصرارهم، والمتابعة، والرغبة في الارتباط، والسؤال، دليل على أنه يريدك لذاتك ليس لمصالح أخرى، كتلك الأوهام وكتلك الأشياء التي ربما جاءت في الخيال مثل رغبته في نيل الجنسية أو نحو ذلك، فهذه الأمور أرجو ألا تفكري فيها بهذه الطريقة.
نتمنى أن تجتهدي في السؤال عنه، وهو كذلك من حقه أن يجتهد في السؤال عنك، حتى تبين لكما الكثير من الأمور، لأن هذا هدف شرعي بعد الخطبة، بعد هذا الكلام من حق كل طرف أن يفكر في التعرف أكثر على الثاني، خاصة بعد تمام الخطبة، لأن الخطبة رباط شرعي يتيح للإنسان السؤال عن شريك العمر ويتيح له كذلك السؤال عنك وعن أحوالك، ويتيح للأسرة أن تتعارف أكثر وأكثر، وهذا هو مقصد الشرع، أن يكون التعارف تحت مظلة شرعية بعلم الآباء والأمهات، عبر المجيء إلى البيوت من أبوابها.
وهذا كله ولله الحمد متحقق في هذه الحالة، وأنت ولله الحمد تجدين راحة، وهم يجدون راحة، فنتمنى أن لا تنزعجوا وأن تعطوا هذه المسألة فرصة، وتكثري من التوجه إلى الله تبارك وتعالى، واشغلي نفسك بالمفيد، وشجعوا هذا الشاب عن طريق هذه القريبة بأن يبدأ في أن يرتب أوراقه ويرتب نفسه، ويعد ما يستطيع من أجله إتمام هذه المراسيم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وسنكون سعداء إذا تواصلت مع هذا الموقع لنتابع معك التطورات، وعندها ستأتيك النصائح متناسبة مع المستجدات التي قد تحدث في هذا المشروع، وأنت في كل الأحوال لن تتضرري من هذا الانتظار طالما لم يكن هناك خاطب جديد يفكر في التقدم إليك.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.