أريد أن أتزوج حضرية كما يقال، وأسرتي على العكس، فما الحل؟

0 523

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على الموقع المتميز

أنا شاب أبلغ من العمر ما يقارب 28 سنة، وما زلت عازبا، لي إخوة أصغر مني متزوجون، أما أنا فلا زلت في صراع مع أسرتي، أسرتي تريد أن أتزوج من أسرتي أو قبيلتي، وأنا أرفض ذلك، أريد أن أتزوج من أسرة لا تمت إلي بأي صلة.

أو بمعنى أقرب، أنا بدوي، وأعيش في البداية، أريد أن أتزوج حضرية كما يقال، وأسرتي تريدني أن أتزوج بدوية، فما الحل؟ أرشدوني وأرشدوا أسرتي، لا أريد أن يفوتني القطار أكثر.

ولكم منا جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب.

مما لا شك فيه أيها الحبيب أن المبادرة إلى الزواج خير لك، فإن في الزواج منافع كثيرة دينية ودنيوية، فإعفاف النفس والإنجاب المبكر والسكن النفسي، كل ذلك شيء من منافع الزواج، ولذا فنصيحتنا لك أن تجد في محاولة التعجيل به ما استطعت.

أما اختيار الزوجة فلا ينبغي أن يكون عقبة دون الإسراع بالتزوج، فإن الصفات التي ينبغي أن تضعها في الزوجة هي الصفات التي تحقق لك كالسكن النفسي والطمأنينة والراحة في بيتك، أن تختار المرأة التي تصلح أن تكون ربة لبيتك، وأما ومربية لأبنائك، وحافظة لعرضك، راعية لمالك، ومع ذلك ينبغي أن تكون حريصا أيضا على أن تختار المرأة التي تقر عينك بالنظر إليها، فهذه هي أهم المقاصد التي ينبغي أن تلاحظها في المرأة التي إذا أمرتها أطاعتك، وإذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.

وهذه الأوصاف أيها الحبيب لا يتصور أن تكون معدومة في نساء قبيلتك، وبيئتك الاجتماعية، فإن ما نعرفه، ويعرفه الناس أن من سميتهن بالنساء البدويات ربما يكن أكثر النساء تحصيلا لهذه الصفات، فنحن على ثقة أيها الحبيب بأنك إذا جعلت هذا المعيار هو معيار اختيارك للزوجة أنك ستوفق لزوجة صالحة تتحقق بها مصالحك الدنيوية وتتوافق بها مع أسرتك وأهلك.

نحن ندرك أيها الحبيب تمام الإدراك أن هذا لا يلزمك شرعا، ولا يجب عليك أن تتزوج امرأة يختارها أهلك، أو يشيرون عليك مطابقتها أو قبيلتها أو غير ذلك، فكل ذلك لا يلزمك من حيث الإلزام الشرعي، وإن كان بعض العلماء يرى وجوب طاعة الوالدين في كل أمر مباح، ولكننا في الوقت ذاته ندرك تمام الإدراك أيها الحبيب أن تزوجك من امرأة هي محل رضى وقبول أسري أسعد لك في زواجك وأدعى في استقرار أسرتك وقبول أبنائك، وأن تعيش حياة أسرية هادئة مترابطة.

هذه نصيحتنا أيها الحبيب، ونحن ندرك تمام الإدراك أنك إذا اعتنيت في اختيار الزوجة وفق المواصفات التي أرشدت إليها من قبل الشارع الحكيم فإنك لن تجني إلا السعادة، ولن تحصد إلا الثمرة الطيبة، فاظفر بذات الدين كما أرشدك النبي - صلى الله عليه وسلم – بذلك، وكلما كانت المرأة من المعارف ومن الطبقة الاجتماعية التي أنت تعيش فيها كان ذلك أيسر لك في حياتك الأسرية، وأبعد لك عن المشاكل والاضطراب، ولذا فرأينا أيها الحبيب أن تنزل عند رأي أسرتك، وأن تختار المرأة المناسبة لك، وإذا لم يحصل هذا كله فلا عليك أن تبحث عن امرأة تناسبك ولو كان والداك لا يرضيان بها، لكننا لا ننصحك بذلك.

وخير ما نوصيك به تقوى الله تعالى، والإكثار من استغفاره، فإن ذلك سبب أكيد لتحصيل أحسن الأرزاق، كما نوصيك باستخارة الله سبحانه وتعالى ومشاورة العقلاء من أهلك، فإنه بذلك تضمن الوصول إلى أحسن المطلوب.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات