السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 35 سنة، ومتزوج، ولدي أسرة ولله الحمد، وعلى قدر كبير من العلم؛ حيث أني من حملة شهادات الماجستير في الهندسة.
بدأ ظهور مرض الوسواس القهري لدي منذ 8 سنوات، من إثر حادثة نفسية لأحد الأقارب التي تأثرت بها، وكنت في خوف شديد من أن يحصل لي مرض عقلي أو نفسي، وتصبح حالتي بنفس حالة الشخص الذي رأيته، واسترسلت بالتفكير والقلق إلى أن أصبت بمرض الوسواس القهري من نوع الأفكار المتسلطة، كأفكار العنف أو أفكار عن الجن والسحر، أو تردد جملة معينة في داخلي قد سمعتها من أحد، ولكن من دون أفعال قهرية.
في البداية لم أكن أعرف ما هذا أو لماذا تنتابني أفكار غير واقعية وسخيفة؟ أو أني أردد في نفسي أفكار أناس آخرين قد سمعتهم يوسوسون من قبل؟ وبعد معاناة مع الخوف والقلق والاكتئاب ذهبت إلى طبيب نفسي؛ حيث شخص حالتي بمرض الوسواس القهري من نوع الأفكار التسلطية، وقال لي: أيضا أن حالتي تعتبر خفيفة مقارنة بغيري، وأن من الجيد أيضا أني ليس لدي ردة فعل قهرية أو أفعال قهرية.
فوصف لي دواء البروزاك الذي فعلا أذهب عني الوساوس بشكل 95 في المائة، مع العلم أني فقط استمريت على العلاج لمدة 3 أشهر فقط، ثم توقفت بشكل نهائي.
ولا أذكر بعدها أنه قد انتابتني أي انتكاسة طوال السبع سنين، ربما قد تأتي لي الوساوس فجأة أو بعد قلق معين، وبالأسلوب الإدراكي والسلوكي، كنت أتخلص منها ولا تستمر معي أكثر من أسبوع ولا أسبوعين، ولكن منذ شهرين تقريبا انتابني خوف أو قلق بخصوص موضوع وقرار مهم أود أن آخذه في حياتي، وكنت قلقا بشأنه بعض الشيء لأهميته في حياتي وحياة أسرتي، ولكن كان هناك بعض الخوف من أمر معين قد يهدد مسيري في هذا القرار بالشكل الذي كنت أخطط له، فبدأت أبني الأسباب، وأضع الحلول، وكنت جدا متشائما، وقد بالغت بالأمر كثيرا إلى أن أصبت بقلق شديد، مما أدى إلى ظهور انتكاسة الوساوس القهرية لدي مرة أخرى وبشكل قوي جدا.!
ومن بعدها دخلت في بداية الاكتئاب، حيث لم يأت في بالي أبدا أن ترجع لي حالة الوساوس بعد هذه السنوات السبع، وشعرت بالإحباط، وأحسست بمدى المعاناة التي سوف أعانيها من ظهور الانتكاسة، فذهبت إلى طبيب نفسي، حيث وصف لي دواء البروزاك، وقال لي: أنه يرى أنه فقط أحتاج لحبة واحدة في اليوم؛ حيث أنه لا يرى حالتي سيئة جدا، أنا مستمر على البروزاك الآن منذ قرابة أسبوعين، وأنا من الناس الذين يقطعون قطعا تاما أن البروزاك دواء عجيب للوساوس القهرية، ومن علم الله الذي رحم بني آدم به، ولكن يظل عقلي يسأل: هل أنا من النوع الذي تأتيه الوساوس بعد الانفعال النفسي؟ أو أنه لا علاقة لهذا الأمر بالانفعال النفسي؟ أي هل هو التغيير البيولوجي الذي يأتي لي بالوساوس ثم تأتي الانفعالات النفسية كالقلق والتوتر أو العكس؟ هل يوجد أمل حتى لو واحد في المائة أن يتشافى الإنسان من هذا المرض للأبد أو أنه مرض مزمن نستطيع فقط السيطرة عليه؟
ما هو الأسلوب العلاجي الأمثل للقضاء على الأفكار الوسواسية مع استخدام الدواء؟ هل ممكن لفكرة تسلطية أن تذهب بعد التعامل معها أو تحت العلاج، أو هل سوف تستمر في الرجوع؟ أحاول أن لا أفكر في الموضوع ولكن عقلي الباطن كثير التساؤل، ويحاول أن يجد إجابات لأسئلة معينة بخصوص الوساوس القهرية؟ هل البرمجة اللغوية العصبية تصلح كعلاج مع أخذ الدواء في التخلص من الوساوس؟ هل على الإنسان أن يبتعد عن الأشياء التي قد تسبب له الوساوس أو من الأجدى أن يصطدم بها ويواجهها علما أن بعض الأشياء لا يستطيع الإنسان تغييرها بمجرد أنه فقط لديه وساوس منها، كالعمل أو الطعام فأنا الآن تأتيني فكرة تسلطية مثلا أن الطعام به سحر، أو أن علبة الشراب بها سحر، وأحيانا أضحك من هذا التفكير السخيف، علما أني من الناس الذين لا يخافون من أمور الجن والسحر - ولله الحمد -، ولكن لا أنكر أن مجرد التفكير يشعرني بالإحباط لوجود هذ الفكرة السخيفة في عقلي، ولكني أستمر في الطعام والشراب ولا أبالي.
بالإضافة إلى الوسواس القهري، فإني دائما منذ أسبوعين أشعر بضيق في الصدر، أو شعور بالقلق والخوف بمجرد أن أفتح عيني من النوم في الصباح، لا أعرف ما سبب هذا الشعور الذي ينتابني بمجرد أن أفتح عيني من النوم؛ حيث أشعر بأن المشاعر تتجمع في صدري فجأة وتسبب لي نوعا من الضيق والتوتر فقط في الصباح عند الاستيقاظ من النوم؟
أرجو من الدكتور الإفادة وآسف على الإطالة.