السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا دكتور أنا أشعر بأني أريد أن أموت، وحاولت أن انتحر مرة ولكن لم أمت، لأنه حدث معي موقف، فشيت أسراري وأسرار صديقي لأختي، ليست أسرار بالضبط، ولقد عرفت أختي لأصدقائي وأختي هذه تكرهني، وكل يوم تسبب لي مشكلة، وعلاقتي بالناس ليست كما كانت من قبل، تغيرت كثيرا، وأشعر أني تعبت حتى أهلي لم أعد أجلس معهم، ونفسيتي ليست كما في السابق، أريد أن أرجع كما كنت من قبل.
لم أعد أحتمل وخسرت صديقي بسبب غبائي أتمنى تفيدني يا دكتور، حتى طريقة كلامي تغيرت وكل شيء تغير، أتمنى الحل بأسرع وقت، وسأكون ممتنة لك يا دكتور، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أجواد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
يمر الإنسان في منعطفات كثيرة من حياته، منها السهلة ومنها الصعبة، وربما ما مررت به الآن هي واحدة منها، والعادة أن مثل هذه المنعطفات في هذه السن اليافعة التي أنت فيها، فأنها تسبب للشاب أو الشابة الكثير من الانزعاج بسبب صغر سنهم نسبيا، وربما قلة خبرتهم في الحياة، فهم ما زالوا في مرحلة النمو واكتساب الخبرات.
ومن الواضح أنك خرجت من هذه التجربة ببعض الدروس الإيجابية والسلبية، ومنها طبيعة علاقات بالآخرين، ومن تتواصلي معهم ومن لا، بماذا تبوحين للناس، ومع من تتحدثين عن أمورك الخاصة، وكيف تتعاملين مع خيبات الأمل أو الإزعاج الذي يمكن أن تتعرضين له، وعند انزعاجك في موقف ما فكيف تـخرجين نفسك من هذا الحال، وأمور أخرى كثيرة للتصرف من دون اللجوء إلى إنهاء الحياة بالانتحار، ولا أظنك تفكرين الآن بالانتحار، وإلا لم تكتبي لنا تسألين، ومن الواضح من سؤالك أنك تبحثين عن سبيل لتجاوز المرحلة السابقة.
سألت في رسالتك أنك تريدين العودة لما كنت عليه في الماضي، ولكن لم تستطيعي، وربما من الطبيعي أن لا تستطيعي، لأنك الآن لست كما كنت في الماضي، فقد ازددت خبرة ونماء، وهذا لا يعني أن تكون لديك بعض الصفات الجميلة التي تريدين الحفاظ عليها.
وربما هذه فرصة مناسبة لتجديد الصلة بأسرتك جميعا ومنها أختك التي تسيء إليك، وكما يقول تعالى في سنة من سنن النفس والمجتمع، والتي من شأنها أن تصلح الحال بينك وبين أختك وغيرها، "ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
والله الموفق.