السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر بأني غير سعيد بحياتي، وأني محبط ويائس من الحياة، يأتيني تفكير يزعجني أن الناس تطالعني، وصار مثل الوسواس.
أيضا كل ما قابلت أحدا اتحداه بالنظر من الذي ينزل نظرة أول سواء ماشيا أو بالسيارة، وسببت لي إزعاجا كبيرا.
فقدت أصدقائي، وتفرقنا، والآن أنا وحيد منذ سنتين، وكل ما سألني أحد يستغربون لماذا أنا وحيد، وليس لدي أصدقاء أخرج معهم، أو يتصلون بي حتى جوالي لا أستخدمه.
كنت مدخنا سابقا، وكانت حياتي لا بأس بها, ثم أقلعت عن التدخين قبل سنتين، وأشعر أني تغيرت، وأن حياتي تغيرت، وفقدت المتعة بالحياة، وأصبحت منطويا على ذاتي، ولدي رغبة في العودة للتدخين، وكم مرة أعود لمدة شهر للتدخين ثم أقلع وهكذا.
*لا أعلم من أين جاءني الخجل الزائد، فأنا خجول ربما بسبب التأتاة التي هي وراثية من أخوالي (إخوان أمي).
هذا كل ما لدي, والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
نقول لك أن حالتك بسيطة جدا أنت تعاني من قلق المخاوف الاجتماعية المصحوبة بدرجة بسيطة من الشكوك وهذه حالة نفسية يمكن علاجها، ولكن علاجها لا يكون بالرجوع إلى التدخين، فأنت تعرف مضار التدخين، والإنسان لا يمكن أن يحل مشكلة بمشكلة أصعب، وأسوء منها.
فيا أخي الكريم أنزع هذا التدخين من مخيلتك، وعلاج حالتك يتمثل في تناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف، وأفضلها دواء يعرف باسم زيروكسات الجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة أي (10) مليجرام تتناولها ليلا لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة تناولها يوميا في المساء لمدة شهرين، ثم تجعلها حبتين يوميا تناولها بمعدل حبة صباحا، وحبة مساء لمدة شهرين أيضا، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وهنالك دواء أخر بسيط جدا يعرف باسم دوقماتيل واسمه العلمي هو سلبرايد، أرجو أن تتناوله كدواء مدعم للزيروكسات، وجرعة الدوقماتيل هي كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر ثم كبسولة مساء لمدة شهر أخر ثم تتوقف عنه، هذه أدوية فعالة وممتازة ومزيلة للقلق، والتوتر، والانطوائية، والانعزال كما أنها محسنة جدا للمزاج.
أخي فعالية الدواء تبدأ تقريبا بعد أسبوعين إلى ثلاثة من بداية العلاج، وسر نجاح الدواء دائما يكون في المحافظة على الجرعة في وقتها، وتناول الدواء للمدة المطلوبة، ونؤكد لك أن هذه الأدوية سليمة وغير إدمانية.
أخي الكريم هنالك آليات أخرى مهمة منها أن تتفاعل مع الناس اجتماعيا أن تبدأ بأرحامك، وأقربائك، وأصدقائك، وأن تكون بارا بوالديك، وهذا يعطيك مساحة كبيرة جدا من التفكير الإيجابي الذي يقوم على حسن الظن، والحد من سوء التأويل، ويا أخي الكريم صحبة ورفقة المسجد دائما هي طيبة يحس فيها الإنسان بالراحة والسعادة، وتزيل الإحباط، وتدعم صلتك بالناس فكن حريصا على ذلك.
أرجو أخي الكريم أيضا أن تكون حريصا على ممارسة الرياضة، وإدارة وقتك بصورة صحيحة، ولابد أن تبحث عن عمل بجد، وأسأل الله تعالى أن يرزقك العمل المناسب، والعمل يمثل قيمة الرجل الحقيقية وهو من أكبر وسائل التأهيل الاجتماعي والنفسي والسلوكي.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.