هل لتأثير الوراثة بالأمراض علاقة بمرضي؟

0 571

السؤال

السلام عليكم.
أنا يا دكتور تعبان جدا، لقد تعرضت لحالة اكتئاب، وذلك عند تعرضي لموقف سقوط امرأة إثر الجلطة، وذلك قبل زواجي، أخذت فافرين 100 وتحسنت وتركته بعد الزواج، أنجبت قيصرية، وبعد الولادة بـ 3 أشهر أصبحت لا أنام جيدا، وأصبحت الحالة في ازدياد إلى أن بدأت أشعر بالخوف وبالتنميل والخدران بالأطراف، والإجهاد كل يوم، وإذا نمت أشعر أني مستيقظا، والأحلام تتعب فكري، وأشعر بالانزعاج وعدم النشاط عند الاستيقاظ.

ذهبت إلى الطبيب وعدت إلى فافرين 100، تناولته مدة 4 أشهر، حبة مساء، وحبة صباحا، ولكن دون جدوى، تركته واستخدمت زولفت، حبة صباحا وحبة مساء، تحسنت لأسبوعين، والأسبوع الثالث عادت الحالة كما كانت، وأصبحت أجد صعوبة في النوم، والأحلام مزعجة، وعندما أسمع أي شيء مخيفا عن الجن أو القتل أشعر بالتوتر والقلق والخوف والخدران والتنميل بالأطراف، مع العلم أن طفولتنا مأساوية، وأبي متوفى وأنا عمري2 سنة، وهناك تاريخ بالأمراض النفسية لدى أخوالي.

فهل لهذا علاقة بمرضي؟ وهل أستمر على الزولفت أم أتوقف عنه؟ ما هو العلاج المناسب لحالتي؟ أريد علاجا لحالتي ويساعدني على النوم المريح، مع العلم أني لا أستعمل موانع الحمل، فأريد علاجا آمنا على الحمل، قليل الآثار الجانبية، لا يخربط الدورة الشهرية، ولا يسبب الإدمان، وأهم شيء يساعدني في النوم؛ لأني أصبحت لا أجد الراحة أبدا في النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالتك هي حالة قلق اكتئابي، والقلق الاكتئابي دائما أفضل كثيرا من الاكتئاب النفسي لوحده.

والعلاج كما ذكرت وتفضلت يتمثل في العلاج الدوائي، والأدوية التي أعطيت لك هي أدوية جيدة، لكن كما تعرفين أن كل دواء قد تكون له فعالية معينة ويناسب شخص معين.

الزولفت عقار جيد ولكنه ليس آمنا في الحمل، ولا نستطيع أن نقول أن هناك دواء آمن بصفة مطلقة في الحمل، خاصة في فترة تخليق الأجنة وهي الأربعة أشهر الأولى؛ لذا الموقف العلمي هو أن لا تتناول المرأة الحامل دواء خلال هذه الفترة، إلا إذا كان ذلك تحت إشراف طبي مباشر.

الأدوية النفسية التي تعتبر سليمة في أثناء الحمل ولكن هذا لا يمنع أبدا ضرورة المراقبة الطبية، هذه الأدوية تتمثل في عقار (إميتربتلين) وهو من الأدوية القديمة نسبيا، له آثار جانبية، أنه قد يسبب جفافا في الفم، لكنه محسن للنوم، مزيل للقلق والاكتئاب، وكما ذكرت لك يعتبر من الأدوية السليمة في أثناء الحمل، لكن لابد أن تكون هناك رقابة طبية أثناء تناوله في فترة الحمل.

هناك دواء آخر يعرف باسم (سيرمونتن) واسمه العلمي (ترايامبرامين) هذا دواء سليم، وهناك دواء يعرف باسم (توثايمين) هذه كلها أدوية تعتبر سليمة في أثناء الحمل.

أنا أود أن أقترح عليك أن تذهبي إلى الطبيب النفسي مرة أخرى وتناقشي معه هذا الأمر، وسوف يقوم إن شاء الله تعالى بتبديل تدريجي، وذلك باستبدال الزولفت بأحد الأدوية التي ذكرناها أو دواء آخر يراه الطبيب مناسبا.

هنالك أمر مهم جدا وهو أن لا تنظري إلى طفولتك بشيء من سلبية مطبقة، مهما كانت الطفولة طفولة مأساوية فأنت الحمد لله تعالى الآن في وضع طيب، أنت أم وأنت زوجة وأنت مكتملة التكوين النفسي والوجداني، هذه كلها يجب أن تجعلك تنطلقي انطلاقات إيجابية وتكوني متفائلة وتعيشي حياتك بقوة والمستقبل بأمل ورجاء، وتنظري إلى الماضي كعبرة وتجربة وليس أكثر من ذلك.

الصعوبة في النوم: كما ذكرت لك أن التربتزول قد يكون دواء مناسبا جدا لعلاجها، لكن في ذات الوقت حسني صحتك النومية من خلال الحرص على أذكار النوم، وتجنب النوم النهاري، ومحاولة الاسترخاء قبل النوم، وتثبيت وقت الفراش ليلا، وتجنب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وكذلك البيبسي والكولا والشكولاتا، حيث إنها كلها تحتوي على الكافيين، والكافيين هو أحد المثيرات التي تؤدي إلى اضطراب النوم.

الشعور بالتنميل والخدران في الأطراف - وكذلك الإجهاد - هي أعراض نفسوجسدية مصاحبة للقلق الاكتئابي، وهذه تشير دراسات كثيرة جدا أن ممارسة الرياضة سوف تفيدك كثيرا، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.

بالنسبة للتاريخ المرضي النفسي الموجود في الأسرة: أرجو أن لا يحبط هذا، فالآثار الوراثية نعترف بها، ولكنها ليست بالقوة أو التأثير البليغ إذا أخذ الإنسان بالدفاعات النفسية الأخرى، وهي تطوير المهارات الاجتماعية، والسعي من أجل الاستقرار النفسي، وتناول الدواء، والتزود المعرفي... هذه كلها مقاومات، بل مثبطات لأثر الوراثة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات