فقدان الشعور بمن حولي وعدم الشوق للأهل

0 419

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني: أنا إنسان فقدت الإحساس بمن حولي؛ حيث مهما كان عدد من حولي لا أشعر بهم، ولا أفهم لم هم مهتمون بكلامهم، وأنا شخص مبتعث إلى الخارج؛ حيث أهلي يشتاقون إلي، وأنا لا أشعر بشيء تجاههم، ولا أشعر بحنين الوطن، لا أشعر بأي شيء، ولكن لا أزال أحترمهم مهما فعلوا؛ حيث أني أتعامل مع جميع الناس بالتساوي، لا أزيد ولا أنقص، والأحلام التي أحلم بها كلها مثل أفلام الرعب، وقليلا ما أحلم أحلاما عاديه، قبل أكثر من يوم حلمت بفتاة تقتلني، شعرها أحمر وعيناها زرقاء، وكل الأحلام قريبة من هذه الأمور؛ حيث كلها يجب أن يكون فيها نوع من الدم والرعب والرهبة، فهل هذا مرض نفسي أم سحر أم عين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أديب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.
لا أعتقد أن ما وصفت في سؤالك هو سحر أو عين، ولا يبدو أنه "مرض نفسي" وربما أقرب صورة تعكس تجاربك في الحياة، سواء من كبار الأمور أو صغيرها، فربما له علاقة بتربيتك ونشأتك، وعلاقاتك مع الآخرين، وما تمارس من أعمال وهوايات، وربما حتى ما تشاهد من أفلام، وطبيعة اغترابك وبعثتك في أمريكا.

فدوما هناك علاقة وثيقة بين ما نشعر به من عواطف وأفكار وما نحلم به، وبين ما يمر بنا في حياتنا من حوادث ومواقف مع الآخرين من حولنا، وما نراه من صور وأشكال، فما يمر بنا في النهار، ينعكس ليلا في أحلامنا.

أعتقد أنك تشتاق لأسرتك كاشتياقهم لك، إلا أنك منشغل بالدراسة والغربة بعيدا عن الأهل والوطن، ومن نعم الله تعالى أنه يخفف مثل هذا الشوق كي يستطيع الإنسان التحكم بالبيئة المحيطة به، وسيأتي وقت بعد أن تستقر نوعا ما، وبعد أن تنجز وتحقق ما أتيت لدراسته وتعلمه، وعندها ستشعر مجددا بالشوق لأهلك والحنين لوطنك، وطالما أنك الآن لا تشعر بهذه المشاعر والعواطف فلا بأس، واصرف جهدك وطاقتك ووقتك في تحصيل هدفك الذي اغتربت من أجله.

وفقك الله ويسر لك مهمتك، وخفف عنك صعوبات غربتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات