السؤال
السلام عليكم.
أحتاج لمشورتكم في حبوب التبييض التي انتشرت حاليا، والتي يوجد منها أنواع كثيرة، فأيهن أفضل؟ وهل تنصحني بأن أستخدمها لتوحيد لون جسمي فقط؟
والسؤال الثاني:
تظهر في جسمي حبوب مدتها يومين أو ثلاثة أيام فقط، لونها أسود، ويظهر عليها شعرة خشنة، ومشكلتها أنها تؤلم.
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لسؤالك عن حبوب تبييض البشرة وأنواعها.
فأقول لك أختي الكريمة: حبوب التبييض التي تسألين عنها: أهمها وأكثرها انتشارا هي حبوب الجلوتاثيون pill . Glutathione.
ومادة الجلوتاثيون هي مادة طبيعية، وموجودة في الجسم، وتتركز في الكبد، وتتكون من أحماض أمينية مهمة لوظائف الجسم، مثل: إخراج السموم من الجسم من مخلفات التمثيل الغذائي، حيث تعتبر مادة مضادة للأكسدة، وهي مهمة في المحافظة على الخلايا العصبية، كما أنها تساعد في تكوين مادة الكولاجين في الجسم التي تعطي الجسم النظارة والشباب، وتستخدم أيضا في علاج الضعف العام.
لقد خلق الله سبحانه وتعالى جلد الإنسان، وجعله يتكون من مجموعة من الطبقات: منها طبقة واحدة تحتوي على خلايا الميلانوسايت المسؤولة عن إعطاء اللون لجسم الإنسان بدرجاته المختلفة، وتخضع درجة اللون لعوامل كثيرة أهمها الوراثة، والبيئة المحيطة بالإنسان.
والفكرة التي بنيت على أساسها تصنيع حبوب الجلوتاثيون، واستخدامها في تفتيح البشرة (وليس تبييضها)، هي: أن مادة الجلوتاثيون تؤدي إلى التقليل من إفراز صبغة الميلانين المسؤولة عن لون الجلد في أحد مراحلها، مما يعطي للبشرة اللون الفاتح نسبيا، ولهذه الحبوب أسماء عديدة، مثل: (الجلوتاثيون الأمريكية، واليابانية، وحبوب السوبر وايت الأمريكية، وهناك الـبيور وايت اليابانية، والوايتينج بلس)، وكلها تحتوي على نفس المادة الفعالة وهي الجلوتاثيون ثلاثي الأحماض الأمينية.
نعود ونكرر أن حبوب الجلوتاثيون لها تأثير على تفتيح ونضارة البشرة فقط، وليس على تبييضها، مع الأخذ في الاعتبار اتباع الاحتياطات الأخرى، مثل: عدم التعرض لأشعة الشمس، واستعمال واقي شمسي فعال، ويعود اللون الأصلي للجسم إذا تم التوقف عن استخدام تلك الحبوب.
كما أنه لا توجد أي دراسة علمية موثقة تؤكد فائدة هذه الحبوب في تبييض الجسم، وأيضا ليس هناك أي دراسة علمية موثقة توضح الأعراض الجانبية لاستخدام تلك الحبوب، خاصة إذا استخدمت بجرعات كبيرة ولمدد طويلة، ولذلك يجب الحذر من الإسراع في استعمالها، إلى أن يثبت عدم إضرارها، وهذا قد يتطلب وقتا طويلا من البحث والمتابعة.
وكل ما هو موثق عن هذه الحبوب مع تفتيح البشرة، أنها قد تؤدي إلى ابيضاض شعر الرأس ورموش العينين.
ولا ننسى أن خلايا الميلانوسايت التي جعلها الله في جلد الإنسان لتحميه من الإشعاعات الكونية الضارة هي المستهدفة، وعدم وجودها أو إضعافها يسبب كثيرا من الأمراض الجلدية الخطيرة المنتشرة في أصحاب البشرة البيضاء في الدول الأوروبية والأمريكية.
أما سؤالك عن ظهور حبوب سوداء مؤلمة، وفي وسطها شعرة..
فما تصفينه ينطبق في الغالب على ما يسمى بالتهاب الأجربة الشعرية، أو التهابات بصيلات الشعر، أو جذور الشعر، وهو التهاب ميكروبي يصيب بصيلات الشعر في المناطق التي يوجد بها شعر.
والسبب الأساسي في تكوينها، هو: وجود أنواع من البكتيريا العنقودية، حيث تكون كامنة في الحالات العادية في تلك المناطق، وننصح بتطهير تلك الحبوب بمادة الكحول أو الصابون، واستعمال طبقة خفيفة من مرهم مضاد حيوي، مثل:
Bacrtoban أو Fucidin ثلاث مرات يوميا لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام، وإذا استمر ظهور الدمامل والبثور بعد ذلك فلا بد من عمل مزرعة من إفرازات الحبوب، ومن ثم تحديد الميكروب المسبب، وإعطاء المضاد الحيوي المناسب، وأيضا عمل تحليل لمستوى السكر في الدم.
والله التوفيق.