لا أستطيع السيطرة على مشاعري وأعصابي سريعة البكاء، أرشدوني؟

1 497

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة غير متزوجة، عمري 24 عاما، لا أستطيع السيطرة على مشاعري وأعصابي، سريعة البكاء، لا أتحمل أي موقف، أبكي ولا أستطيع الدفاع عن نفسي، أحس بضعف شخصيتي، والذي في قلبي على لساني، أريد أن أكون قوية إذا أحد تحدث معي في أي موضوع يخصني لا أستطيع أتحدث معه، وأدافع عن نفسي، بل أقوم بالتحدث في قلبي، وأبكي فور خروج أي كلمة تحزنني، وأنا حنونة جدا لدرجة أنني أعطي حناني لأناس لا يستحقونه، أنا ضعيفة الشخصية، أريد أن أكون قوية، أتكلم بصوت قوي، أخرج الذي في قلبي، أنا على نيتي، وبسرعة أصدق أي شيء، وإذا سمعت كلاما طيبا أرتاح، مع أني أدري أنه يخدعني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالناس تختلف في مشاعرها وأحاسيسها وشخصياتها ولا شك في ذلك، وكون يكون الإنسان حساسا أو سريع التأثر هذا لا نعتبره نوعا من المرض، إنما هي ظواهر يجب على الإنسان أن يقبلها، وفي نفس الوقت يحاول أن يعدلها.

الخطوة الأولى هي: أن تسألي نفسك، هل التقييم الذي من خلاله قمت بتقييم نفسك، هل هو صحيح؟ هل هو دقيق؟ وبشيء من التفكر والتأمل سوف تجدين أنك ربما تكونين ظلمت نفسك بعض الشيء، وهذا يجعلك تنتقلين إلى الخطوة التالية وهي أن تعيدي تقييم ذاتك، وإعادة تقييم الذات تتطلب التفكير فيما هو إيجابي عن ذاتي، ما هي الأمور التي تميزني؟ هذا دون استعلاء، ودون ما نسميه بانتفاخ الذات، أي أن أكون منصفا دقيقا دون أي مبالغة، وهذا إن شاء الله تعالى يوصلك إلى أن تكتشفي حقيقة مهمة، وهي أنه لديك أشياء طيبة وإيجابية جدا في حياتك، لكن تقييمك السلبي لنفسك والاهتمام بمظاهر وسمات معينة جعلك لا تدركين ما هو طيب وجيد في حياتك، هذه هي الخطوة الأولى (إعادة تقييم الذات).

بعد ذلك يجب أن تفهمي ذاتك، أي أن تقبليها وتفهميها.

والخطوة الثالثة هي يجب أن تطوري ذاتك، وتطوير الذات يأتي من خلال أن تتخلصي مما هو سلبي، وتدفعي نحو ما هو إيجابي، وأفضل طريقة لأن يتحول الإنسان من إنسان سلبي إلى إنسان إيجابي من خلال أن يحكم على نفسه بأفعاله وليس بمشاعره، المشاعر خادعة، وتقود الإنسان بصورة سيئة جدا، لكن الأفعال لا تقود الإنسان أبدا إلى تفكير سلبي حول نفسه.

إذن ضعي برامج يومية لنفسك، كوني فعالة، ابدئي بأن تكون الصلاة في وقتها، ساهمي في أعمال البيت، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، كوني بارة بوالديك، صلي رحمك، انضمي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن أو أي نشاط اجتماعي وثقافي، وسوف تجدين أن قيمتك الذاتية ابتدأت ترتفع، لأنك لم تحكمي على نفسك بمزاجك، إنما حكمت على نفسك بالأفعال، وهذه الأفعال والأعمال والواجبات يجب أن تطبق، وذلك من خلال تغيير نمط الحياة، إذا قمت بذلك سوف تحسين بأن شخصيتك ليست ضعيفة، وسوف تحسين أنك مفيدة لنفسك ولغيرك، وهذا من أسس بناء الذات وتأكيدها وتنميتها.

الأمر في غاية البساطة، وما ذكرته لك هو العلاج، ولا تستعجلي النتائج، وكوني دائما معبرة عن ذاتك، لا تتركي الأمور تترسب داخليا وتحتقن، فكل ما ذكرته من أنك لا تستطيعين السيطرة على المشاعر لأنك لا تقدرين الأفعال التي تقومين بها، فأرجو أن تغيري من منهجك.

نصيحة أخرى مهمة جدا، هي أن تبحثي عن النماذج الطيبة في الحياة، اقرئي عن سيرة الصحابيات، خذي نماذج من الأهل ومن الزميلات والصالحات من النساء، وسوف تجدين أن هناك نماذج طيبة جدا متى ما أخذت بها سوف تجدين أن هذه القدوات الحسنة صححت كثيرا من المفاهيم حول نفسك، وكذلك هي منهجك في الحياة، وهذا هو الذي نقصد به تغيير نمط الحياة، وتغيير نمط التفكير، والله تعالى استودع فينا طاقات داخلية كثيرة متى ما استفدنا منها وفعلناها واستعملناها بصورة صحيحة سوف يحدث التغيير {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات